وقال نجل أبو الفتوح، على صفحته الشخصية عبر موقع "فيسبوك"، السبت، إن "والده معرض لفقد حياته في أي وقت"، موضحاً "أثناء انتظارنا لدخول الزيارة اليوم، تعرض والدي لأزمة قلبية، وبعدما أخذ العلاج، وأصبحت حالته أفضل دخلنا للزيارة، وعرفنا منه أنه تعرض
لأزمة قلبية الآن، وأزمة أخرى أمس ليلاً. أزمتان خلال أقل من 24 ساعة، والسبب الظروف غير الآدمية للسجن، وتعمد التنكيل به".
وفي 18 يونيو/ حزيران الماضي، قال نجل أبو الفتوح إن والده أخبره بتعرضه لذبحة صدرية كادت تؤدي بحياته، معتبراً أن رفض الأجهزة الأمنية المستمر لخروجه لإجراء الكشف الطبي هو تعمد للقتل البطيء، في مخالفة وانتهاك للقانون بحرمانه من حقوقه كمحبوس احتياطي، فضلاً عن تعرضه للتعذيب النفسي من خلال استمرار حبسه الانعزالي، وحرمانه من أبسط حقوقه التي نص عليها الدستور والقانون.
ومؤخراً، أطلقت منظمة "كوميتي فور جستس" الحقوقية حملة بعنوان "أوقفوا القتل البطيء في سجون مصر"، بهدف الضغط على السلطات المصرية للإفراج الصحي الفوري عن المسجونين والموقوفين من كبار السن، وأصحاب الحالات المرضية المتدهورة، وفي مقدمتهم أبو الفتوح، خشية تعرضهم للموت من جراء الإهمال الطبي في السجون، على غرار الرئيس الراحل محمد مرسي.
كذلك طالبت منظمات حقوقية وحركات سياسية عدة بتوفير الرعاية الصحية للمعتقلين في السجون المصرية، والإفراج الصحي عن كبار السن وذوي الأمراض المزمنة منهم، معربة عن تخوفها من مواجهة الكثير من المعتقلين لمصير الرئيس السابق محمد مرسي.
ووفقاً لمحامي أبو الفتوح، فإن السلطات الأمنية رفضت طلباً مقدماً منه بتحويله إلى المستشفى بعد تعرضه لنوبات قلبية، علاوة على تعنت إدارة السجن في إدخال الأدوية له، ما يُنذر بتوقف تنفسه في أي وقت من الليل لحاجته الماسة إلى جهاز تنظيم للتنفس.
ويحتجز أبو الفتوح في زنزانة داخل عنبر لا يوجد فيهما أحد، وكلاهما مغلق عليه طوال اليوم، وغير مسموح له بالتريض شأن بقية السجناء في ساحة السجن، بل في ردهة العنبر المغلق من دون أن يرى الشمس أو تلامس جسده، كما أنه ممنوع من التواصل مع أي شخص.
وتمنع السلطات القراءة والاطلاع وصلاة الجمعة عن أبو الفتوح، وكذلك إدخال العديد من أدوات النظافة الشخصية، والمأكولات التي تأتي بها أسرته، خلال الزيارة التي تتم لدقائق معدودة من خلال حاجز زجاجي مرة كل ثلاثة أشهر.
وحذرت أسرة أبو الفتوح، في 14 يونيو/ حزيران الحالي، من مواجهته خطر الموت داخل محبسه نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بسجن مزرعة طرة، جنوبي القاهرة، وعدم الاستجابة لطلبه إجراء الفحوص الطبية غير المتوفرة في السجن، خصوصاً أنه تعرض لأربع جلطات خلال الفترة الأخيرة.
واعتقلت قوات الأمن أبو الفتوح في فبراير/ شباط 2018، وتم إدراجه مع نجله وآخرين على قوائم الإرهاب في الشهر نفسه، وذلك على خلفية تصريحات إعلامية هاجم فيها استبداد النظام السياسي المصري، والأجواء المصاحبة للانتخابات الرئاسية التي عُقدت أواخر آذار/ مارس من العام الماضي.
ويواجه المعارض البارز تهماً "مزعومة" منها "نشر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلاد"، و"تولي قيادة جماعة أُنشِئت على خلاف أحكام القانون (رغم شرعية حزب مصر القوية)، بهدف الخروج على الحاكم، وتغيير نظام الحكم بالقوة، والإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر".