تمثّل عشرينيات القرن الماضي المحطّة الأهمّ في حياة المُصلح الجزائري (1889 - 1940)، حيث أنشأ صحيفة "المنتقد" التي سيوقف الاستعمار الفرنسي صدورها بعد نشر ثمانية عشر عدداً، وفي مطلع العقد اللاحق أسس جمعية العلماء المسلمين سنة 1931، التي لعبت أدواراً باررة في مقاومة الاحتلال ونشر الوعي والعلم.
أعلنت "مؤسسة ابن باديس" منذ أيام عن إصدارها قريباً ستّ عناوين جديدة حول صاحب كتاب "مجالس التذكير من حديث البشير النذير"، ترتكز على وثائق لم تنشر من قبل تبرز جوانب جديدة من شخصيته وفكره وأنشطته لتضاف إلى قرابة خمسين كتاباً حولها من إصدار المؤسسة التي أُنشئت عام 2000.
كان من المقرّر أن تستكمل طباعة هذه الأعمال وتوزع بالتزامن مع يوم العلم، السادس عشر من الشهر الماضي، لكن تأجّل ذلك في ظلّ تفشي فيروس كورونا وإغلاق المؤسسات الثقافية في الجزائر.
من بين المؤلّفات التي أصدرتها المؤسسة": "جهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في خدمة اللغة العربية في الجزائر" لـ مراد مزعاش، و"التواصل الفكري بين النخبة الإصلاحية في المغرب الكبير" لـ مولود عويمر،ـ و"الحركة الإصلاحية بمنطقة جيجل 1933 – 1956" لـ صافية حيمر، و"الإمام عبد الحميد بن باديس وجهوده في تجديد العقيدة الإسلامية" لـ محمد الدراجي، و"صورة من حياة ونضال الزعيم الإسلامي والمصلح الديني بن باديس" لـ محمد الغسيري.
وقال رئيس المؤسسة عبد العزيز الفيلالي في تصريحات صحافية إنه "لم ندرس بشكل جيد بعد أعمال وحياة عبد الحميد بن باديس تلك الشخصية الرمزية للحركة الإصلاحية الإسلامية بالجزائر والذي لم يبخل بشيء من أجل حب وطنه وأنقذ الأمة والدين بمعارضته للمستعمر الفرنسي ومخططاته المدمرة".
يُذكر أنه تمّ أيضاً إلغاء الملتقى الذي تنظّمه المؤسسة في منتصف نيسان/ أبريل من كلّ عام بسبب جائحة كوفيد -19، والذي كان موضوعه للسنة الحالية "الاستشراف عند عبد الحميد بن باديس".