مضى على تاريخ النكبة الفلسطينية 71 عاماً، وما زال من خرج من فلسطين طفلاً على قيد الحياة يتذكر أحداث اجتياح الصهاينة أراضي فلسطين، وسرقة بيوت أهلها وحياتهم وآمالهم وفرحهم واستقرارهم. واعتاد البعض اللجوء وقد تأقلموا مع حياة جديدة فرضت عليهم في دول الشتات. لكن، حين يصير الإنسان بلا مأوى أو عمل، ومجهول المصير، يخسر الكثير من إنسانيته وكرامته، ويبقى يناضل من أجل حقوقه. هذا ما يقوله كثيرون. وفي النتيجة، شُتّت شعب في دول مختلفة. وهذا حال عبد الله محمود عثمان، الذي اضطر إلى مغادرة بلدته سعسع وهو في الثامنة من عمره.
كان لدى عبد الله 12 شقيقاً وشقيقة. اليوم، يعيش في مخيم عين الحلوة للّاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، وقد بات وحيداً بعدما فقد جميع أفراد أسرته. لم يعد له معيل أو سند. يقول لـ"العربي الجديد": "كنت في الثامنة من عمري حين تركت فلسطين مع عائلتي، ولم أكن أدرك حينها ما يدور حولي. لكنني أعلم أن ما حصل معنا كان رهيباً، وجعلنا نخسر أهلنا وبيوتنا وأرضنا وكرامتنا".
اقــرأ أيضاً
يتابع عبد الله: "تركت بلدتي سعسع لأتوه في بلاد غريبة عني، وتصير حياتي كلها صناديق فارغة، علماً أن إسرائيل لم تستطع احتلال قسم من سعسع". يتابع عبد الله: "كان والدي مزارعاً يعمل في أرضه. وكنا أربعة عشر شخصاً في البيت ونعيش باطمئنان. شقيقي الذي كان يكبرنا في السنّ ويبلغ عمره 22 عاماً، استشهد أثناء المعارك التي دارت بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد صوبوا بنادقهم نحوه ليردوه قتيلاً وهو يناضل من أجل بلدنا. كذلك، هاجمت مجموعة من الصهاينة بيتنا وطردونا منه، بعدما ضربونا وخرّبوا كل ما في البيت من أثاث. وربما هاجمونا بسبب مقاومة شقيقي لهم قبل استشهاده. وبعدما هاجموا بيتنا، اضطررنا إلى الخروج منه حفاظاً على أرواحنا. لجأنا إلى لبنان سيراً على الأقدام، وعشنا خوفاً وجوعاً وعطشاً. وفي لبنان، وصلنا في البداية إلى بلدة رميش (جنوب لبنان)، وفيها شعرنا بالإهانة والذل بعدما نمنا في العراء تحت أشجار الزيتون، وشربنا من مياه رميش. مكثنا مدة وجيزة في منطقة رميش، ثم توجهنا إلى منطقة صور (جنوب لبنان)، حيث كان هناك تجمع لإيواء اللاجئين. لدى وصولنا، أعطونا شوادر لننصبها وننام فيها. وبعد أيام، أخبرنا أنه في إمكاننا الانتقال إلى منطقة أخرى نريدها".
يتابع أنه عاش وعائلته مدة طويلة في منطقة صور. "لكن كنا نعتمد على المعونات التي كانت وكالة الغوث تقدمها لنا، وخصوصاً أن والدي بعد استشهاد شقيقي لم يعد يقوى على العمل". يتابع عبد الله: "بسبب لجوئنا، لم أستطع متابعة تعليمي. لكنني استطعت التعلم حتى الصف الثالث الأساسي. وبعدما كبرت، عملت في مهن عدة كالبناء والزراعة وغيرها. اليوم، وبعد مرور واحد وسبعين عاماً على لجوئنا، فقدت عائلتي كلها بعدما فقدت بلدي، وصرت أعيش وحيداً بلا معيل أو عمل. أعيش من مساعدات الناس". ويقول عبد الله: "خسرت الأرض وخسرت الأهل وخسرت كل شيء. اليوم، أنتظر اللحظات الأخيرة التي سأترك بها الحياة". يعيش عبد الله في بيته في المخيم وحيداً، بلا معين. ما زال قادراً على التنقل في المخيم من مكان إلى آخر، في انتظار مجهول لا يعرفه.
ليس عبد الله الوحيد الذي يروي قصة لجوء مليئة بالحزن والخوف والألم. حاله حال الكثير من الفلسطينيين الذين تركوا أرضهم وبيوتهم لاجئين بعدما كانوا يعيشون أعزّاء في وطنهم؛ يعملون في أرضهم، ويبنون بيوتهم، ويعيشون كسائر البشر.
اقــرأ أيضاً
وفي وقت سابق، أعلنت المديرة العامة لإدارة الإحصاء المركزي اللبناني توتليان غيدانيان، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات في لبنان بلغ 174.422 فرداً خلال عام 2017، يعيشون في 12 مخيماً و156 تجمعاً فلسطينياً في المحافظات الخمس في لبنان. كما أظهرت نتائج التعداد أن نحو 45 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون في المخيمات مقارنة مع 55 في المائة منهم يعيشون في التجمعات الفلسطينية والمناطق المحاذية، مع تركز في منطقة صيدا بواقع 35.8 في المائة، تليها منطقة الشمال بواقع 25.1 في المائة.
كان لدى عبد الله 12 شقيقاً وشقيقة. اليوم، يعيش في مخيم عين الحلوة للّاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، وقد بات وحيداً بعدما فقد جميع أفراد أسرته. لم يعد له معيل أو سند. يقول لـ"العربي الجديد": "كنت في الثامنة من عمري حين تركت فلسطين مع عائلتي، ولم أكن أدرك حينها ما يدور حولي. لكنني أعلم أن ما حصل معنا كان رهيباً، وجعلنا نخسر أهلنا وبيوتنا وأرضنا وكرامتنا".
يتابع عبد الله: "تركت بلدتي سعسع لأتوه في بلاد غريبة عني، وتصير حياتي كلها صناديق فارغة، علماً أن إسرائيل لم تستطع احتلال قسم من سعسع". يتابع عبد الله: "كان والدي مزارعاً يعمل في أرضه. وكنا أربعة عشر شخصاً في البيت ونعيش باطمئنان. شقيقي الذي كان يكبرنا في السنّ ويبلغ عمره 22 عاماً، استشهد أثناء المعارك التي دارت بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد صوبوا بنادقهم نحوه ليردوه قتيلاً وهو يناضل من أجل بلدنا. كذلك، هاجمت مجموعة من الصهاينة بيتنا وطردونا منه، بعدما ضربونا وخرّبوا كل ما في البيت من أثاث. وربما هاجمونا بسبب مقاومة شقيقي لهم قبل استشهاده. وبعدما هاجموا بيتنا، اضطررنا إلى الخروج منه حفاظاً على أرواحنا. لجأنا إلى لبنان سيراً على الأقدام، وعشنا خوفاً وجوعاً وعطشاً. وفي لبنان، وصلنا في البداية إلى بلدة رميش (جنوب لبنان)، وفيها شعرنا بالإهانة والذل بعدما نمنا في العراء تحت أشجار الزيتون، وشربنا من مياه رميش. مكثنا مدة وجيزة في منطقة رميش، ثم توجهنا إلى منطقة صور (جنوب لبنان)، حيث كان هناك تجمع لإيواء اللاجئين. لدى وصولنا، أعطونا شوادر لننصبها وننام فيها. وبعد أيام، أخبرنا أنه في إمكاننا الانتقال إلى منطقة أخرى نريدها".
يتابع أنه عاش وعائلته مدة طويلة في منطقة صور. "لكن كنا نعتمد على المعونات التي كانت وكالة الغوث تقدمها لنا، وخصوصاً أن والدي بعد استشهاد شقيقي لم يعد يقوى على العمل". يتابع عبد الله: "بسبب لجوئنا، لم أستطع متابعة تعليمي. لكنني استطعت التعلم حتى الصف الثالث الأساسي. وبعدما كبرت، عملت في مهن عدة كالبناء والزراعة وغيرها. اليوم، وبعد مرور واحد وسبعين عاماً على لجوئنا، فقدت عائلتي كلها بعدما فقدت بلدي، وصرت أعيش وحيداً بلا معيل أو عمل. أعيش من مساعدات الناس". ويقول عبد الله: "خسرت الأرض وخسرت الأهل وخسرت كل شيء. اليوم، أنتظر اللحظات الأخيرة التي سأترك بها الحياة". يعيش عبد الله في بيته في المخيم وحيداً، بلا معين. ما زال قادراً على التنقل في المخيم من مكان إلى آخر، في انتظار مجهول لا يعرفه.
ليس عبد الله الوحيد الذي يروي قصة لجوء مليئة بالحزن والخوف والألم. حاله حال الكثير من الفلسطينيين الذين تركوا أرضهم وبيوتهم لاجئين بعدما كانوا يعيشون أعزّاء في وطنهم؛ يعملون في أرضهم، ويبنون بيوتهم، ويعيشون كسائر البشر.
وفي وقت سابق، أعلنت المديرة العامة لإدارة الإحصاء المركزي اللبناني توتليان غيدانيان، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات في لبنان بلغ 174.422 فرداً خلال عام 2017، يعيشون في 12 مخيماً و156 تجمعاً فلسطينياً في المحافظات الخمس في لبنان. كما أظهرت نتائج التعداد أن نحو 45 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون في المخيمات مقارنة مع 55 في المائة منهم يعيشون في التجمعات الفلسطينية والمناطق المحاذية، مع تركز في منطقة صيدا بواقع 35.8 في المائة، تليها منطقة الشمال بواقع 25.1 في المائة.