وضع خضر سمير عجعج شهادته الجامعية في تقنيّة المعلومات جانباً، وراح يعدّ عجّة البيض مع والده في مطعمه الواقع في بلدة نابلس القديمة. هو يحبّ تلك المهنة منذ صغره، كذلك فإنّ دخلها أفضل ممّا قد يتقاضاه من وظيفة بشهادة جامعية.
لا يندم ابن مدينة نابلس، شماليّ الضفة الغربية، على دراسته الجامعية، إذ "ضمنت تعليمي". يُذكر أنّ خضر (44 عاماً) هو الوحيد من بين إخوته الذي ما زال يعمل مع والده. فهو بعد تخرّجه، عُرضت عليه وظيفة براتب لم يكن يكفيه لشراء وقود لسيارته أو لمصاريفه الشخصية. لذا لجأ إلى العمل الحرّ في مطعم والده أبو سامر.
قبل 34 عاماً، تعلّم خضر من والده مهنة إعداد العجّة. يخبر "العربي الجديد": "كنت أخرج من المنزل إلى المطعم قبل التوجّه إلى المدرسة. وعندما يحين موعد الدوام، أتركه لأعود إليه بعد انتهاء الحصص". يضيف: "هذه مهنة أحبّها وتعلّمتها منذ صغري، أشعر من خلالها بأنّني أخدم الناس وهم يخرجون مسرورين بعدما تذوّقوا الطعام".
من جهته، يرغب يزن عجعج (13 عاماً) وهو ابن خضر، في وراثة هذه المهنة عن والده، مثلما ورثها والده عن جدّه سمير عجعج. ويقرّ المراهق بأنّه يجد متعة في هذا العمل ولا يحب المدرسة.
الحاج سمير خضر رمضان عجعج، ولقبه أبو سامر، يبلغ من العمر اليوم 73 عاماً، قضى عمره كلّه وهو يعمل في مطعمه ذلك، الواقع في بناء قديم. وهو يعدّ العجّة التي ورث مهنة إعدادها عن والده، مذ كان يبلغ من العمر 12 عاماً. وهو ما زال قائماً على عمله في مطعمه الصغير بمساحته والكبير لجهة احتضانه أهالي المدينة والقرى في نابلس والوافدين من خارجها.
العجّة لذيذة في مطعم عجعج، بحسب ما يؤكد زبائنه الذين يقصدونه لتناول طبق البيض ذاك في الصباح وحتى بعد الظهيرة بقليل. تجدر الإشارة إلى أنّ العجّة تُعدّ أكلة شعبية، وهي في الغالب وجبة صباحية صيفية في المنطقة، مذاقها طيب. وتتألّف من البيض والبقدونس والبصل، لتضاف إليها البهارات وتُطهى بالسمنة البلدية. ويقدّم معها الخبز وما يسمّى بخلطة عجعج الخاصة المؤلّفة من الكوسا والباذنجان والخيار والطحينة واللبن، بالإضافة إلى "التصليحة" المؤلفة من المخللات والبصل والفلفل والبندورة والخيار. قد تقدَّم مع تلك الوجبة فتّة الحمص، إذا رغب الزبون في ذلك.
اقــرأ أيضاً
أبو سامر الذي يسكن في منطقة رأس العين في مدينة نابلس، لطالما عمل بهذه المهنة وهو راضٍ بذلك. كذلك، يثلج صدره خروج زبائنه مسرورين وراضين بما قدّم لهم من طعام لذيذ. يُذكر أنّه استطاع عبر الزمن تحقيق سمعة طيّبة، فيما يحبّه زبائنه ويحترمونه نظراً إلى تلك العلاقة الطيبة التي نسجها مع الناس. يقول: "نحن مستورون ونعيش. لقد ربّيت أسرة مؤلّفة من أربع بنات وثلاثة أبناء، واحد منهم يعمل معي، وهو خضر". يضيف أنّ "طموحي هو في أبنائي. فأنا علّمت الأبناء والبنات".
عادة، يخرج الزبون سعيداً من مطعم عجعج، وقد استلذّ بوجباته. ويشير أبو سامر إلى أنّ "الزبون لا يرجع في حال لم يكن سعيداً وراضياً عمّا تناوله. لكنّه يعود ويتناول الطعام ويخرج شبعان. يكفيه ما يقدّم له وبسعر مقبول كذلك". يضيف أنّه "يتناول عجّته وما يرافقها من مقبّلات وخبر أو خبز طابون، وهو يشمّ الرائحة الشهية للبيض الذي يُعدّ أمامه".
تُباع العجّة في مطعم عجعج مع "تصليحة" ورغيفَي خبز لقاء ثمن زهيد، يستطيع الجميع تحمّله. أمّا طعمها المميّز والمكان الذي تعدّ فيه نابلس القديمة، فإنّهما يضفيان عليها أصالة ويستحضران الذكريات، بحسب ما يلفت يونس هواش من سكّان مدينة نابلس لـ"العربي الجديد".
في مطعم عجعج يتذكّر هواش الذي يعمل مبرمجاً للحواسيب، تفاصيل طفولته حينما كان يذهب باستمرار مع والده لتناول وجبة العجّة من يدَي أبو سامر. يقول: "ما زلت أقصد المطعم، كلما أتيحت لي الفرصة. الوجبة هنا تعني لي ذكريات كثيرة وتاريخاً". مطعم عجعج الذي كثيراً ما يشكّل مساحة لقاء، يرتبط بالبلدة القديمة في ذاكرة هواش.
من جهته، يخبر سامر خويرة، وهو صحافي من سكّان مدينة نابلس، أنّه لا يفوّت فرصة لتناول وجبة العجّة في مطعم عجعج "إذا أتيحت لي الفرصة. فتعامل أصحاب المطعم واستقبالهم للزبائن مميّزان. أبو سامر صاحب نفس طيبة، والخلطة الخاصة التي يقدّمها مع عجّته اللذيذة". وكان سامر قد اعتاد تناول العجّة في مطعم عجعج قبل 15 عاماً. واليوم يعيد له ذلك ذكريات بلدة نابلس القديمة، "بسبب الارتياح النفسي الذي نشعر به في المطعم".
اقــرأ أيضاً
لا يندم ابن مدينة نابلس، شماليّ الضفة الغربية، على دراسته الجامعية، إذ "ضمنت تعليمي". يُذكر أنّ خضر (44 عاماً) هو الوحيد من بين إخوته الذي ما زال يعمل مع والده. فهو بعد تخرّجه، عُرضت عليه وظيفة براتب لم يكن يكفيه لشراء وقود لسيارته أو لمصاريفه الشخصية. لذا لجأ إلى العمل الحرّ في مطعم والده أبو سامر.
قبل 34 عاماً، تعلّم خضر من والده مهنة إعداد العجّة. يخبر "العربي الجديد": "كنت أخرج من المنزل إلى المطعم قبل التوجّه إلى المدرسة. وعندما يحين موعد الدوام، أتركه لأعود إليه بعد انتهاء الحصص". يضيف: "هذه مهنة أحبّها وتعلّمتها منذ صغري، أشعر من خلالها بأنّني أخدم الناس وهم يخرجون مسرورين بعدما تذوّقوا الطعام".
من جهته، يرغب يزن عجعج (13 عاماً) وهو ابن خضر، في وراثة هذه المهنة عن والده، مثلما ورثها والده عن جدّه سمير عجعج. ويقرّ المراهق بأنّه يجد متعة في هذا العمل ولا يحب المدرسة.
الحاج سمير خضر رمضان عجعج، ولقبه أبو سامر، يبلغ من العمر اليوم 73 عاماً، قضى عمره كلّه وهو يعمل في مطعمه ذلك، الواقع في بناء قديم. وهو يعدّ العجّة التي ورث مهنة إعدادها عن والده، مذ كان يبلغ من العمر 12 عاماً. وهو ما زال قائماً على عمله في مطعمه الصغير بمساحته والكبير لجهة احتضانه أهالي المدينة والقرى في نابلس والوافدين من خارجها.
العجّة لذيذة في مطعم عجعج، بحسب ما يؤكد زبائنه الذين يقصدونه لتناول طبق البيض ذاك في الصباح وحتى بعد الظهيرة بقليل. تجدر الإشارة إلى أنّ العجّة تُعدّ أكلة شعبية، وهي في الغالب وجبة صباحية صيفية في المنطقة، مذاقها طيب. وتتألّف من البيض والبقدونس والبصل، لتضاف إليها البهارات وتُطهى بالسمنة البلدية. ويقدّم معها الخبز وما يسمّى بخلطة عجعج الخاصة المؤلّفة من الكوسا والباذنجان والخيار والطحينة واللبن، بالإضافة إلى "التصليحة" المؤلفة من المخللات والبصل والفلفل والبندورة والخيار. قد تقدَّم مع تلك الوجبة فتّة الحمص، إذا رغب الزبون في ذلك.
أبو سامر الذي يسكن في منطقة رأس العين في مدينة نابلس، لطالما عمل بهذه المهنة وهو راضٍ بذلك. كذلك، يثلج صدره خروج زبائنه مسرورين وراضين بما قدّم لهم من طعام لذيذ. يُذكر أنّه استطاع عبر الزمن تحقيق سمعة طيّبة، فيما يحبّه زبائنه ويحترمونه نظراً إلى تلك العلاقة الطيبة التي نسجها مع الناس. يقول: "نحن مستورون ونعيش. لقد ربّيت أسرة مؤلّفة من أربع بنات وثلاثة أبناء، واحد منهم يعمل معي، وهو خضر". يضيف أنّ "طموحي هو في أبنائي. فأنا علّمت الأبناء والبنات".
عادة، يخرج الزبون سعيداً من مطعم عجعج، وقد استلذّ بوجباته. ويشير أبو سامر إلى أنّ "الزبون لا يرجع في حال لم يكن سعيداً وراضياً عمّا تناوله. لكنّه يعود ويتناول الطعام ويخرج شبعان. يكفيه ما يقدّم له وبسعر مقبول كذلك". يضيف أنّه "يتناول عجّته وما يرافقها من مقبّلات وخبر أو خبز طابون، وهو يشمّ الرائحة الشهية للبيض الذي يُعدّ أمامه".
تُباع العجّة في مطعم عجعج مع "تصليحة" ورغيفَي خبز لقاء ثمن زهيد، يستطيع الجميع تحمّله. أمّا طعمها المميّز والمكان الذي تعدّ فيه نابلس القديمة، فإنّهما يضفيان عليها أصالة ويستحضران الذكريات، بحسب ما يلفت يونس هواش من سكّان مدينة نابلس لـ"العربي الجديد".
في مطعم عجعج يتذكّر هواش الذي يعمل مبرمجاً للحواسيب، تفاصيل طفولته حينما كان يذهب باستمرار مع والده لتناول وجبة العجّة من يدَي أبو سامر. يقول: "ما زلت أقصد المطعم، كلما أتيحت لي الفرصة. الوجبة هنا تعني لي ذكريات كثيرة وتاريخاً". مطعم عجعج الذي كثيراً ما يشكّل مساحة لقاء، يرتبط بالبلدة القديمة في ذاكرة هواش.
من جهته، يخبر سامر خويرة، وهو صحافي من سكّان مدينة نابلس، أنّه لا يفوّت فرصة لتناول وجبة العجّة في مطعم عجعج "إذا أتيحت لي الفرصة. فتعامل أصحاب المطعم واستقبالهم للزبائن مميّزان. أبو سامر صاحب نفس طيبة، والخلطة الخاصة التي يقدّمها مع عجّته اللذيذة". وكان سامر قد اعتاد تناول العجّة في مطعم عجعج قبل 15 عاماً. واليوم يعيد له ذلك ذكريات بلدة نابلس القديمة، "بسبب الارتياح النفسي الذي نشعر به في المطعم".