وفيات "كورونا" تتخطى " سارس".. وجهود دولية لتطوير لقاح مضاد

03 فبراير 2020
54228581-BA9B-41C2-9511-07A4FB959609
+ الخط -
قالت الصين، اليوم الاثنين، إنّها "بحاجة ملحّة" لأقنعة طبية واقية مع تجاوز عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد عدد ضحايا أزمة فيروس سارس عام 2002، بينما فاق عدد المصابين 17 ألفاً. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيانغ، في إيجاز صحافي: "ما تحتاجه الصين بشكل عاجل هو أقنعة طبية، وبزات واقية ونظارات وقاية".

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه اللجنة الوطنية للصحة في الصين، أن إجمالي حالات الوفاة بفيروس كورونا في البلاد ارتفع يوم الأحد إلى 361. وأضافت أنها سجلت 56 حالة وفاة جديدة في إقليم هوبي وحالة واحدة في بلدية تشونغتشينغ، وارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة إلى 17,205.

مستشفى يستقبل المصابين

تحاول الصين محاصرة تفشي هذا الفيروس بالعديد من التدابير والإجراءات، وقالت وسائل الإعلام الصينية إن مستشفى شيدته السلطات في ثمانية أيام لعلاج المصابين بفيروس كورونا في ووهان، بؤرة تفشي الفيروس، سيبدأ باستقبال المرضى اليوم الاثنين. وتصل الطاقة الاستيعابية للمستشفى إلى ألف سرير، ويهدف إلى تعويض نقص الأماكن في مستشفيات المدينة الأخرى إثر تفشي الفيروس.

وأرسلت الصين أطباء وممرضين ومعدات اليوم الاثنين إلى المستشفى الذي استكملته. كذلك هناك مستشفىً ثانٍ، فيه 1500 سرير قيد الإنشاء.

وفرضت الحكومة قيوداً صارمة في ووهان، وشددت إجراءات الحجر الصحي هناك، بحيث لا يُسمح إلا لفرد واحد من أفراد عائلات المقاطعة بالمغادرة لشراء حاجاتها من الطعام. واستمرت الفرق الطبية التابعة للجيش الصيني بالوصول إلى ووهان لتخفيف الأعباء الصحية في المدينة، والعمل في المستشفى الجديد الواقع في الريف بعيداً عن وسط المدينة.

وقال عالم الأوبئة الصيني البارز تشونغ نانشان، إن وجود مساحة إضافية في المستشفى أمر ضروري لوقف انتشار الإصابات الجديدة. وأضاف في تصريحات للتلفزيون الرسمي: "نقص غرف المستشفى أجبر المرضى على العودة إلى منازلهم، وهذا أمر خطير للغاية. وجود أسرّة إضافية يُعدّ تحسناً كبيراً". وأدى تشونغ دوراً رئيسياً في التغلب على تفشي سارس في الصين في الفترة 2002-2003، وهو فيروس من عائلة كورونا نفسها.

وفي هونغ كونغ، هدد آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية بتنظيم إضراب غداً الثلاثاء ما لم توافق الحكومة على إجراء محادثات قبل السادسة مساء الاثنين. وسجلت هونغ كونغ 14 حالة إصابة بكورونا، وقطعت الرحلات الجوية وروابط القطارات والحافلات إلى البر الرئيسي، لكنّ هناك ضغوطاً متزايدة كي تغلق المدينة الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي حدودها بالكامل.

ويقول منظمو الإضراب إن نحو 6000 عامل في المجال الطبي على استعداد للمشاركة. وتأثرت هونغ كونغ بشدة جراء انتشار الفيروس، الذي يعتقد كثيرون أنه تفشى بسبب السرية والتعتيم الصيني الرسمي. وأعلنت كوريا الجنوبية أن لديها 15 حالة تأكدت إصابتها بكورونا. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع تشوي هيونسو، إن 800 جندي - زاروا الصين أو هونغ كونغ أو ماكاو أخيراً، أو كانوا على اتصال بأشخاص زاروها - يخضعون حالياً لإجراءات الحجر الصحي. 

وفي بيكين، سعى مسؤولون إلى طمأنة سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، إلى وجود الإمدادات الكافية من أقنعة الوجه والمطهرات، وذلك على الرغم من نقصها في أجزاء من البلاد.

الصين ترفض مساعدة أميركا

وفيما انتقدت الصين الولايات المتحدة بشدة لفرضها قيوداً على دخول المواطنين الصينيين إلى أراضيها بسبب فيروس كورونا المستجد، واتهمت واشنطن بـ"إثارة الذعر ونشره"، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيانغ، إن الولايات المتحدة "لم تقدم مساعدة مهمة"، وكانت "أول من أجلى طاقم قنصليته في ووهان، وتحدث عن سحب جزئي لطاقم سفارته، وفرض قيود دخول على المسافرين الصينيين".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد صرّح يوم الأحد بأن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات حاسمة لحماية الأميركيين من خطر فيروس كورونا، وعرضت المساعدة على الصين، لكن أحد المستشارين الكبار قال إن بكين لم تقبل عرض المساعدة. وبدا ترامب يقلّل من شأن المخاوف من تأثير الفيروس الشبيه بالإنفلونزا في الولايات المتحدة.

ودفعت المخاوف الولايات المتحدة إلى إعلان حالة طوارئ صحية ومنع دخول الأجانب الذين زاروا الصين في الآونة الأخيرة. وقال ترامب لقناة فوكس التلفزيونية خلال مقابلة يوم الأحد: "لا يمكن أن يأتي إلينا آلاف الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة (فيروس كورونا)". وقال إن المسؤولين الأميركيين عرضوا على الصين "مساعدة هائلة" في التعامل مع الوباء. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، إن الصين أكثر شفافية في ما يتعلق يفيروس كورونا، مقارنةً بأزمات سابقة، لكنها لم تقبل إلى الآن عرضاً أميركياً للمساعدة في احتواء المرض. وقال أوبراين في مقابلة مع قناة (سي.بي.إس) التلفزيونية: "حتى الآن الصينيون أكثر شفافية، بالتأكيد، مقارنةً بأزمات سابقة، ونحن نقدّر ذلك". ومع ذلك، لم تردّ بكين إلى الآن على عروض مساعدة أميركية من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومختصين صحيين آخرين. وقال أوبراين: "لم يأتنا رد من الصينيين إلى الآن حول هذه العروض، لكننا مستعدون للتعاون معهم". وأضاف: "لدينا خبرة هائلة. هذا (المرض) مبعث قلق عالمي. نريد أن نساعد زملاءنا الصينيين إذا أمكننا ذلك، وقد قدمنا العرض، وسنرى إن كانوا سيقبلون".


فحوصات ومخاوف 

من جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اليوم الاثنين، إن اليابان ستتخذ الإجراءات اللازمة دون تردد لحماية مواطنيها من تفشي فيروس كورونا الجديد. وقال آبي أمام البرلمان إن اليابان بدأت فعلاً بتطوير مجموعات اختبار تشخيصي سريع للفيروس.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين قوله اليوم الاثنين، إن بلاده قد ترحّل الأجانب الذين يتبين أنهم مصابون بفيروس كورونا. واقترح ميشوستين أيضاً تأجيل منتدى الاستثمار الروسي لعام 2020 المقرر عقده في مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود من 12 حتى 14 فبراير/ شباط الجاري. وأعلنت روسيا ظهور أول حالتي إصابة بالفيروس يوم الجمعة.

بدوره أكد وكيل وزارة الصحة الفرنسية أدريان تاكيه لقناة (بي.اف.ام) التلفزيونية، اليوم الاثنين، أن فحوصاً أولية أُجريت لنحو 20 شخصاً رُحِّلوا من الصين إلى فرنسا، أظهرت عدم إصابتهم بفيروس كورونا. ووصل أكثر من 250 شخصاً ينتمون إلى ثلاثين دولة، إلى فرنسا أمس الأحد، بعد نقلهم جواً من مدينة ووهان الصينية، وهي مركز تفشي فيروس كورونا الجديد.

تطوير عقار مضاد لكورونا

من جهتها، تتعاون شركة الأدوية البريطانية جلاكسوسميث كلاين بي.إل.سي مع التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، للمساهمة في جهود تطوير لقاح مضاد لتفشي فيروس كورونا، حسبما قال بيان صادر عن الشركتين اليوم الاثنين.

وقال البيان إن جلاكسوسميث كلاين ستعمل على إتاحة "تكنولوجيا منصة تعزيز فاعلية العلاج الطبي" لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا. ويتيح استخدام تعزيز فاعلية العلاج الطبي إنتاج المزيد من جرعات اللقاح المضاد، ومن ثم سيزيد من توفيره لمزيد من البشر. وتابع البيان، مشيراً إلى أن جلاكسوسميث كلاين ستتعاون مع كيانات يموّلها التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة.

ووقّعت جلاكسوسميث كلاين أول اتفاقية مع جامعة كوينزلاند الأسترالية. ولا يوجد لقاح حالياً لعلاج فيروس كورونا، وتعمل الكثير من المنظمات، ومن بينها التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، وهو كيان خاص مقره النرويج، على تطوير عقار.

وكان رئيس الوزراء الصيني "لي كيجيانغ"، قد أكد، الخميس، "ضرورة أن تتسابق الشركات الطبية مع الزمن لإيجاد لقاح لهذا الفيروس الصعب والمعقد".

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس، حالة الطوارئ على نطاق دولي، لمواجهة تفشي فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين.

وفيروس كورونا الجديد ظهر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في سوق بولاية ووهان الصينية (وسط)، لينتشر في 3 بلدان آسيوية أخرى، هي اليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية.

ويتشابه فيروس كورونا في أعراضه مع مرض الالتهاب الرئوي، وتشمل أعراضه الحمى ومشاكل التنفس، ويشبه نظيره الذي يسبب المتلازمة التنفسية الحادة "سارس".

وسبّب ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين حالة رعب سادت العالم أجمع، خاصة بعد مطالبة منظمة الصحة العالمية بالاستعداد لحالات إصابة بالفيروس.


(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال قطاع غزة - 24 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

بعد اقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، عبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها فيما وصفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الوضع بأنّه كارثي.
الصورة
الاحتلال يقصف مبان قرب مستشفى الزهراء في بيروت 1 أكتوبر 2024 (مراد سنجول/الأناضول)

مجتمع

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، أن العدوان الإسرائيلي تسبب في إغلاق خمسة مشافٍ و100 مركز للرعاية الصحية في لبنان أي نحو ثلث المراكز الصحية
الصورة
سفينة تنتظر شحن البضائع في مقاطعة شاندونغ الصينية، 29 سبتمبر 2023 (Getty)

اقتصاد

يتصاعد جنون الارتياب عالمياً حيال سلاسل التوريد، بعد تفجير الاحتلال الإسرائيلي أجهزة النداء الآلي المحمولة "البيجر" في لبنان، ما يؤرخ لمرحلة تجارية جديدة.
الصورة
طفلة جريحة في دير البلح - وسط قطاع غزة - 6 سبتمبر 2024 (إبراهيم نوفل/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ 25% من جرحى غزة على الأقل، الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، يعانون من "إصابات غيّرت مجرى حياتهم".
المساهمون