ليس مستغرباً أن يعلن القضاء العراقي أن 123 شخصاً انتحروا خلال العام الماضي في عشر محافظات وسط وجنوب وشمال البلاد، في ظل الظروف الاجتماعية والظروف النفسية الصعبة للمواطنين. وأضاف أن "بغداد سجّلت أعلى معدل لحالات الانتحار (38)، تلتها محافظة كربلاء (23 حالة)، ومحافظة ذي قار (22 حالة)، ومحافظة الديوانية (15 حالة)، ومحافظة بابل (12 حالة)، وصلاح الدين (6 حالات)، والبصرة (3 حالات)، وميسان حالتان، وواسط حالة واحدة، وكركوك حالة واحدة".
وقال رئيس محكمة استئناف كربلاء، القاضي محمد عبد الحمزة، إنّ "حوادث الانتحار في المحافظة تعود لأسباب اجتماعية، ومعظم هؤلاء هم ضمن المجتمعات الوافدة إلى المحافظة بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشونها من تخلف وفقر وجهل وبطالة، إضافة إلى الأعراف الاجتماعية الضاغطة من المجتمعات التي انحدروا منها، سواء الرجال أو النساء".
من جهته، شكك الباحث الاجتماعي علي طاهر الحمود "بوجود حالات انتحار في العراق إلا بنسبة قليلة، استناداً إلى دراسة شملت المناطق كافة". أضاف أن "حالات كثيرة تسجل على أنها انتحار، لكنها جرائم شرف جرى فيها تواطؤ من قبل الأسرة مع القوى الأمنية، بغض النظر عن حقوق المرأة".
ولفت إلى أن ارتفاع نسبة الفقر يعد الدافع الأبرز لحالات الانتحار في الوسط والجنوب، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن نسبة الواقعين تحت خط الفقر في محافظة ذي قار هي 45%، تلتها السماوة والبصرة والعمارة، وصولاً إلى بغداد.