عريقات رداً على تصريحات غرينبلات: تحريض واستخفاف بالعرب

28 يونيو 2019
+ الخط -

اعتبر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم الجمعة، أن تصريحات المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات، أمام المؤتمر السنوي لصحيفة (إسرائيل اليوم) أمس الخميس، التي قال فيها "يجب استبدال اصطلاح المستوطنات بمدن أو أحياء سكنية تمهيداً للتعايش، وإن إسرائيل لم تقم بأي أمر يستحق الانتقاد وأوقفنا استخدام اصطلاح محتلة لأن ذلك ليس العائق"، بأنها تدل على مدى استخفاف هذا الفريق الاستيطاني (كوشنير، غرينبلات، فريدمان) بالعرب وقضاياهم العادلة.

وقال عريقات، في تصريحات له خلال لقاءات مع وفدين أميركيين من أكاديميين ورجال دين ومؤسسات مجتمع مدني، والقنصل البريطاني العام فيليب هول، كل على حدة، "كما يعتبر ذلك تحريضاً على كل من حضر ورشة المنامة، خاصة وأن جاريد كوشنير قد قال أثناء كلمته أمام المجتمعين في المنامة (مبادرة السلام لا يمكن أن تكون أساساً للسلام، ولن نستخدم عبارة مبدأ الدولتين، لأن ذلك غير واقعي)، وكذلك كلمة وزير المالية الأميركي ستيفن منوشين الذي قال في كلمته أمام المجتمعين في المنامة (إنه يرى في الغرفة الكثير من الأموال)".

ودعا أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية جميع الأطراف التي حضرت ورشة المنامة إلى أن تصدر موقفاً مشتركاً تؤكد فيه التزامها بالقانون الدولي والشرعية الدولية ومبدأ الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين استناداً إلى القرار الأممي 194، والإفراج عن الأسرى.

ودان عريقات بشدة الاعتداءات الإجرامية الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني في العاصمة المحتلة القدس الشرقية وخاصة بلدة العيسوية، والتي أدت إلى استشهاد الشاب الأسير المحرر محمد سمير عبيد وجرح عدد آخر من المواطنين، بالإضافة إلى توزيع إخطارات لهدم بنايات ومنشآت في أراضي كفر عقب، ومنطقة الجبل شمال القدس، واقتحام بلدة العساكرة شرق بيت لحم، وسلفيت، والاعتقالات في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جانبها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، بأشد العبارات، تصريحات المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات التي أدلى بها أمس.

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية تصريحات غرينبلات "محاولة لتبييض الاستيطان والمستوطنات، واعترافاً صريحاً لا يحتاج إلى أي اجتهاد أو تفسير بشأن حقيقة توجهات إدارة ترامب وفريقها المتصهين بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإعلاناً عن منظومة أيديولوجية استعمارية لطالما حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ترويجها على قاعدة إنكار وجود الاحتلال ووقف استخدام هذا المصطلح، والتعامل مع الأرض الفلسطينية المحتلة كأرض "متنازع عليها"، والتعامل مع المستعمرات كمدن أو أحياء سكنية، إضافة إلى تصريحاته الاستفزازية وتبريره لوجود جدار الفصل العنصري والحواجز والأسلاك الشائكة بحجج أمنية واهية".

وتابعت: "بكلمة أخرى لم يأتِ غرينبلات بأي جديد ولم يضف مفهوماً جديداً على رواية الاحتلال المألوفة، بل يكرر مفرداتها ومواقفها بلغة أميركية سطحية، كما أنه يحاول تبرير جرائم الاحتلال والمستوطنين وشرعنة أشكال العقوبات والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني كافة".

وقالت الخارجية الفلسطينية: "يبقى السؤال برسم المجتمع الدولي؛ متى سيتحرّك مجلس الأمن الدولي ويتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية اتجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته، ويدافع عن الشرعية الدولية وقراراتها والنظام العالمي في وجه هذا الانقلاب الأميركي، واستبدال المبادئ الدولية بشريعة الغاب؟".