وأشار عريقات إلى أن الرباعية الدولية اختارت إلغاء زيارتها المخطط لها إلى المنطقة بناء على طلب من إسرائيل، وأن ذلك يوجه رسالة مقلقة مفادها أن المجتمع الدولي يستجيب للمطالب الإسرائيلية بعدم التدخل، ما يشير إلى قبوله بتصعيد الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية الجماعية والفردية.
ووجه المسؤول الفلسطيني رسائل إلى أعضاء الرباعية لخص فيها الأسباب الرئيسة لنتائج ما يحدث اليوم في الأراضي الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي، مستعرضًا الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وطالب بوضع حد لتلك الخروقات للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني.
وأوضح عريقات أن هذه الأحداث جاءت نتيجة حتمية للاحتلال الإسرائيلي العسكري المتواصل لدولة فلسطين على حدود 1967، وأكد أن ما يحصل اليوم إنما جاء من خلال الدعم الإسرائيلي الضمني لمجموعات المستوطنين المنظمة التي ترتكب عمليات إرهابية يومية، وعدم اتخاذ إجراءات بحقهم أو محاكمتهم، إضافة إلى القرار الحالي الذي اتخذه "المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر" لفرض عقوبات جماعية ضد الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة، والذي من شأنه تأجيج الوضع أكثر من ذلك.
اقرأ أيضا: دعوات في غزة لتشكيل لجنة وطنية لقيادة الانتفاضة
إلى ذلك، أعلنت الجامعة العربية أنه جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وأمينها العام نبيل العربي، وأفاد بيان صحفي اليوم بأن الاتصال تناول نتائج الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية الذي عُقد أمس الثلاثاء، لبحث سبل حماية الشعب الفلسطيني، حيث طالب الرئيس محمود عباس الأمين العام بإجراء الاتصالات اللازمة بسكرتير عام الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وفي هذا الإطار أجرى العربي اتصالا هاتفيا ببيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تناول الانتهاكات غير المسبوقة التي تتم بحق المقدسات في القدس والمسجد الأقصى وعمليات التدنيس التي يقوم بها المتطرفون الإسرائيليون تحت حماية سلطات الاحتلال.
وأكد الأمين العام مناشدته لجميع الدول القيام بتحمل مسؤولياتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين، كما دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع المنظمات المعنية بالقانون الدولي الإنساني إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين في جميع الأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطينى من استعادة حقوقه الكاملة وإقامة دولته الوطنية المستقلة.
على صعيد متصل، طالب المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، بإدراج الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين الإسرائيليين في قائمة المنتهكين الخطيرين لحقوق الطفل، في سياق تقرير الأمين العام حول الأطفال والنزاع المسلح من أجل مواجهة الانتهاكات والجرائم المستمرة ضد الأطفال الفلسطينيين الأبرياء والعزّل.
وبعث منصور رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (إسبانيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، لفت فيها إلى أن الرسائل من أجل تعبئة المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، للتحرك فوراً لوقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
في سياق آخر، طالبت الرئاسة الفلسطينية بوقف التصريحات التحريضية الرسمية الإسرائيلية اليومية، وآخرها تصريحات وزيرة القضاء الإسرائيلي إيليت شاكيد وإجراءاتها الرامية إلى إغلاق تلفزيون فلسطين.
واعتبر الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية ماجد سعيد، تصريحات شاكيد، بأنها تأتي في إطار التحريض المبرمج على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، وفي إطار ما سمّاه "صب الزيت على النار" بفعل سلوك الحكومة الإسرائيلية العدواني ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح سعيد في تصريحات له، أن تلفزيون فلسطين هو ناقل للحدث وليس صانعاً له، وهو يبث ما يجري من اعتداءات وإعدامات ميدانية إسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، كاشفًا الوجه الحقيقي لإسرائيل العنصرية، مطالبًا شاكيد بالنظر إلى حجم العداء الذي أوصلته حكومتها بإدارة ظهرها للسلام، وإلى ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية من أكاذيب ودعوات تحريض ضد الفلسطينيين.
اقرأ أيضا: هلع في حيفا بعد إطلاق نار في محطة القطارات