وتدخل احتجاجات البصرة شهرها الثالث، ويطالب سكان المحافظة النفطية بالخدمات، وخاصة الماء الصالح للشرب والكهرباء، وتوفير فرص العمل والقضاء على الفساد، ويؤكدون أن الوعود التي أطلقتها الحكومة منذ مطلع يوليو/ تموز الماضي لم يتحقق منها أي شيء حتى الآن.
وقال عقيد في جهاز الشرطة العراقية في البصرة، إن 29 مقرًا حكوميًا وحزبيًا تم إحراقها من قبل المحتجين، عدا عن حرق مكاتب تسع فصائل مسلحة وإغلاق طرق مؤدية لحقول النفط والغاز وموانئ تجارية على الخليج العربي.
وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القوات الأمنية تحاول احتواء موجة العنف، لكن بعض المتظاهرين يحملون أسلحة وقنابل حارقة، على حد قوله.
وكشف عن أن مباني المحافظة والبلدية، والضريبة والديوان، وثلاثة مباني قائممقام في البصرة، ومباني لمجالس محلية حكومية، ومقرات أمنية، عدا عن دار استراحة حكومية، وبيت المحافظ، وبيت رئيس مجلس المحافظة، ومكاتب قنوات العراقية والغدير وإذاعة النخيل، أحرقت، عدا عن مقرات مليشيات "بدر" و"النجباء" و"ثأر الله" و"حزب الله" و"الخراساني" و"الإمام علي" و"روح الله"، ومقرات أحزاب "الدعوة" و"المجلس الأعلى" و"إرادة" و"الفضيلة" و"تيار الحكمة" و"أهل الحق" و"عطاء"، بالإضافة إلى سيارات وممتلكات تابعة لها تم إخراجها للشارع وإحراقها، وسط شعارات وهتافات بالشوارع اضطرت الأسواق لإغلاق أبوابها، مؤكدًا إغلاق الطرق المؤدية إلى القنصلية الإيرانية في البراضعية، وسط البصرة، خوفًا من الهجوم عليها، بعد وصول المتظاهرين إلى مقربة منها.
في هذه الأثناء، قال الدكتور حسن الطائي، من مستشفى الفيحاء بالبصرة، إن المستشفى استقبل 4 قتلى و81 جريحًا، جميعهم تعرضوا لإطلاق نار، ووفقًا للطائي، فإن المستشفى أعلن حالة طوارئ ويتحسب لاستقبال المزيد.
من جانبه، قال الشيخ محمد التميمي، أحد وجهاء البصرة، لـ"العربي الجديد"، إن ما يجري بالبصرة الآن "فورة فقراء"، وأضاف التميمي "أن السكان لم يجدوا أي مصداقية في التعامل معهم، ولا يمكن لأي شيخ عشيرة أن يقف بوجوههم، لأنه سيكون غير محترم أمام أبناء عشيرته؛ فلا يمكن الدفاع عن هذا النظام"، وفقًا لقوله.
وأكد أن "شيوخ عزة وتميم وبني مالك وبني منصور والدراج وطي والسواعد وقريش والهواشم والفتلة رفضوا طلبًا من قائد الجيش، الفريق جميل الشمري، لعقد لقاء معهم لاحتواء التظاهرات، لسبب بسيط؛ أن قائد الجيش نفسه متورط بدماء من سقط من المتظاهرين".
وأكد شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، قطع قوات الجيش الطرق الواصلة بين البصرة ومحافظات جنوبية تحسبًا لامتداد التظاهرات إلى النجف وكربلاء وميسان والمثنى والقادسية وذي قار، التي أكد ناشطون فيها أن انتشارًا أمنيًا كثيفًا بدأ يأخذ مجراه منذ مساء اليوم، تخوفًا من تظاهرات على غرار البصرة.
من جانبه، قال الناشط في التظاهرات، غانم السعدي، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش العراقي وقوات أخرى ملثمة، يعتقد أنها تابعة لفصائل مسلحة، انتشرت مع مدرعات ودبابات، وأذاعت عبر مكبرات الصوت تحذيرات من أنها ستستخدم القوة لمن يخالف أوامر القوات الأمنية ويخرق حظر التجوال.