وقال الدفاع المدني في ريف دمشق، إن قوات النظام استهدفت مدينة دوما ببرميل متفجر، يحوي غازات سامة، ما أدى إلى مقتل 40 مدنياً وإصابة آخرين بحالات اختناق، قبل أن يعود ويعلن ارتفاع عدد القتلى نتيجة الهجمة الكيميائية إلى أكثر من 150، مضيفا على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي أن فرقه لم تتمكن من إحصاء عدد القتلى بسبب القصف المتواصل.
Twitter Post
|
وأوضحت التنسيقية أن القتلى وجدوا في أقبية كانوا يختبئون فيها خشية القصف الذي يستهدف المدينة بشكل مستمر منذ أكثر من 24 ساعة.
ونشرت صوراً لعدد من الأطفال والنساء قتلى، وقالت إنهم قتلوا نتيجة القصف بالغازات السامة، الذي استهدف المدينة مساء اليوم.
وقالت مصادر طبية من مدينة دوما إن "قوات النظام استهدفت مدينة دوما بغاز السارين المحرم دولياً، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين".
وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد" أن "الأعراض التي ظهرت على الضحايا تشبه أعراض غاز السارين، من صعوبة في التنفس وإقياء وسيلان من الأنف والفم مشيرة إلى أن غاز الكلور نادراً ما يسبب حالات وفاة بأعداد كبيرة".
وأضافت المصادر ذاتها أن الغاز المستخدم تم خلطه بغازات أخرى حتى لا يتم اكتشافه في الفحوصات وعمليات التحقيق، كما أشارت إلى أن الوضع في المدينة مأساوي، ولا تستطيع الفرق الطبية أن تقدم للمصابين أكثر من التنفس الاصطناعي، إذ أن المدينة محاصرة منذ سنوات، والأدوية فيها شحيحة.
Facebook Post |
إلى ذلك، أكّد "جيش الإسلام" في بيان "تمسكه بالأرض وبالمبادئ والثوابت الثورية، ورفضه التهجير القسري والخروج من الغوطة الشرقية، الذي يراد منه إتمام مشروع التغيير الديموغرافي في المنطقة، وإحلال شعب مكان شعب".
ونفى استهداف أي منطقة في العاصمة دمشق أو أي حي من أحيائها السكنية، مشيراً إلى أن "مليشيات الأسد تستهدفها في إطار تبرير الهجمة الوحشية على مدينة دوما وخرقها وقف إطلاق النار المتفق عليه في المفاوضات الجارية".
وبيّن الفصيل أن القصف المستمر على دوما دفعه إلى الرد على مصادر النيران بقذائف مدفعية طاولت مواقع عسكرية بحتة.
Facebook Post |
وخرجت في وقت سابق السبت شعبة الهلال الأحمر التابعة لمنظمة الهلال الأحمر السوري في مدينة دوما من الخدمة، نتيجة القصف الذي تعرضت له، بحسب ما أوردت تنسيقية مدينة دوما.
إلى ذلك، وصف "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ما يحدث في مدينة دوما بالغوطة الشرقية بأنه عمليات إبادة جماعية، ودعا الأمم المتحدة إلى دعم صمود الأهالي، ومنع تهجيرهم، إضافة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن 2401 لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأوضح الائتلاف، في بيان، أن نظام بشار الأسد وروسيا عادا لوضع مدينة دوما في الغوطة الشرقية تحت الضغط من أجل فرض الخروج القسري على الأهالي، كما حدث في بقية المناطق القريبة، ما تسبب بمقتل وجرح أكثر من 300 مدني، خلال أكثر من 150 غارة من الطيران الحربي والمروحي خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأضاف أن المدينة باتت تحت النيران بشكل كثيف، بعد أن ضيّق النظام الحصار عليها بشكل أكبر، من خلال تهجير السكان والسيطرة على أراضي الغوطة الشرقية، وذلك في أكبر عملية تهجير تحدث منذ سنوات.
من جهتها، أبدت الأمم المتحدة، الجمعة، قلقها البالغ إزاء تصاعد حدة الغارات الجوية على غوطة دمشق الشرقية.
وأسفرت مفاوضات، برعاية روسيا في 22 مارس/ آذار الماضي، عن اتفاق بدء عملية التهجير القسري من الغوطة الشرقية، ما عدا مدينة دوما التي يرفض "جيش الإسلام" الخروج منها، ويُجري مفاوضات من أجل بقائه فيها.
Facebook Post |