وقالت صحف إسرائيلية إنّ هذا السلوك، شكّل "سابقة" في الفترة الأخيرة في الجيش الإسرائيلي، مما يوحي بقوة ونفوذ حاخامات الصهيونية، خاصة بعد أن أعلن هؤلاء معارضتهم الشديدة لدمج جنود متدينين إلى جانب مجندات في سلاح المدرعات، وفي طواقم قيادة الدبابات.
ونقل موقع القناة الإسرائيلية الثانية، أنّ رفض التصنيف العسكري، تم قبل يومين من بدء دورة الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، إذ رفض 86 جندياً الانضمام لسلاح المدرعات وفقاً للتصنيف الرسمي لهم، وأعلنوا تمردهم على القرار، رافضين مغادرة قاعدة التجنيد للالتحاق بسلاح المدرعات.
ويأتي هذا الرفض والتمرّد في الوقت الذي يعاني فيه سلاح المدرعات الإسرائيلي، من نقص في عدد المتجنّدين له، لاعتباره سلاحاً "غير مشرّف" ولا يمنح أفراده هالة كالتي يحصل عليها الملتحقون بالوحدات القتالية الأخرى.
ودفع هذا الأمر قيادة الجيش إلى تنسيب عشرات المجنّدين إلى سلاح المدرعات خلافاً لرغبتهم، وذلك بموازاة الاستعانة بدمج المجندات الإناث في هذا السلاح، لتمكينهن من قيادة المدرعات والدبابات.
وأعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أنّ الجيش يرى "لزاماً عليه" استنفاذ كافة العدد المطلوب لسلاح المدرعات، وفقاً للاحتياجات الميدانية والقتالية للجيش، بالتوافق "قدر الإمكان" مع المتجندين، "لكن الجيش يرفض ويستنكر رفض عشرات الجنود الالتحاق بسلاح المدرعات ولن يسلم به"، على حد قول الناطق.
ويرفض حاخامات التيار الصهيوني، دمج الإناث في سلاح المدرعات، باعتبار أنّ بقاء قوة مختلطة من الذكور والإناث في دبابة لمدة أسبوع، من شأنه أن يفضي إلى علاقات جنسية بين المجندين والمجندات، وأن يمس بأخلاق الجنود المتدينين.
ويطالب الحاخامات بوقف هذا التقليد، مع ممارسة ضغوط على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوط، من أجل عدم إرغام جنود متدينين على الخدمة العسكرية في وحدة مختلطة من الإناث والذكور، لا سيما داخل المدرعات والدبابات.
وانضم عدد من قادة الجيش السابقين إلى انتقادات دمج المجندات الإناث في سلاح المدرعات، باعتبار أنّ هذا النوع من الخدمة العسكرية ليس ملائماً للإناث. في المقابل يعتبر آخرون أنّ تجربة الخدمة المختلطة في مختلف وحدات الجيش "أثبتت نفسها".
ويرى عضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية عوفر شيلح، الذي كان في السابق محللاً عسكرياً في صحيفة "معاريف"، أنّ هناك خطاً مباشراً بين الحرب العلنية التي يقودها الحاخامات ضد دمج المجندات الإناث في المناصب القيادية، والوحدات القتالية للجيش، وبين رفض عشرات الجنود المثول في قواعد سلاح المدرعات التي أرسلوا إليها.
واعتبر شيلح أنّ هذا التوجّه "يشكل تسييساً للجيش، يهدّد أسس كون الجيش جيش الشعب، ويهدّد صلاحيات قادته العسكريين"، بحسب قوله.