صالح عصاد أحد أبرز نجوم المنتخب الجزائري سابقاً، والذي سطع اسمه مع نادي ميلوز الفرنسي وباريس سان جيرمان وصاحب الثنائية الشهيرة في كأس العالم ضد تشيلي في عام 1982، حلّ ضيفا على "العربي الجديد" وفتح قلبه للكثير من الأمور، فكان هذا الحوار..
لماذا صالح عصاد بعيد عن الكرة الجزائرية؟ هل هو خيارك؟
لا ليس خيارا، هذا راجع للسياسة الرياضية المنتهجة حاليا في الجزائر، أحيانا لا تعجبك بعض الأمور وبالتالي فإنك تقرر ألا تكون ضمن هذه المنظومة، الكثير من الدخلاء و"الغرباء" تغلغلوا داخل هذه المنظومة في الجزائر، بعد أن اقتنعوا بأن هذا الميدان سيعود بالفائدة عليهم من الناحية الشخصية والمالية.
مثلا: من يريد تبوّؤ المناصب السياسية والارتقاء فيها أو من يرغب في عقد الصفقات والحصول على نفوذ أكبر يلجأ للكرة، هذا الميدان أصبح ملاذا لكل من يريد ممارسة السياسة وجني المال، حتى أننا لاحظنا في السنوات الأخيرة بروز هذه الظاهرة بقوة، يمكنك أن ترى شخصا ما يتحول إلى رئيس اتحاد، أو رئيس مقاطعة، ثم نائب برلماني أو رجل أعمال كبير، ثم يصبح وزيرا وهناك من يسعى حتى للوصول إلى منصب رئيس البلاد.
هذه الظاهرة بدأت للأسف في التفشّي في ثمانينيات القرن الماضي، هناك مشكلة حقيقية في التسيير، اليوم برزت موجة جديدة من المسيرين في قطاع كرة القدم، وأنا أمثّل فئة أخرى تربّت وكبرت على مبادئ وقيّم مختلفة تماما، لقد كانت لدينا نظرة أخرى للكرة، كنا رياضيين ولاعبين، هذه هي مهنتنا ولا نتقن غيرها، لكن للأسف أصحاب "البيزنس" سبقونا واحتلوا مواقعنا، واتفقوا على دفعنا للرحيل عن الميدان بطرق ملتوية، وهذا ما جعلني أبتعد عن المشهد الكروي.
أنا جزء من الناس الذين فهموا بأنه من الصعب البقاء في الساحة والعمل في هذا الجو، كان يجب أن عليّ أن أحافظ على صورتي، في السابق منحنا أفكارنا ومقترحاتنا للنهوض بالقطاع، لكن بمقابل ذلك لديّ كرامتي وشخصيتي ومبادئي، لا أريد أن أمحو تلك الصورة الطيبة التي يمتلكها الشباب عني، لأن الرياضة بمفهوم المسيرين الحاليين جعلتني أقتنع بأنه ليس لدي مكان بينهم.
هل يمكنك أن تحدثنا مثلا عن قصة "الغرّاف" (حركة فنية اشتهر بها عصاد)؟
(يضحك)..أحيانا أتعقّد من سماع الناس تتحدث عن حركة "الغرّاف"، الحكاية أنها حركة فنية طوّرتها بمرور الوقت عندما كنت لاعبا، كنت شابا عندما بدأت في توظيف هذه الحركة، حتى أنني أصبحت أتحكم فيها بشكل خارق، كنت أقوم بها في الهواء وأنا واقف بأرض الملعب، وحتى وأنا أركض، حتى أنها أصبحت سهلة جدا بالنسبة لي، أعتقد بأن القيام بها صعب بالنسبة للبعض..، المشجعون الذين كانوا يأتون للملعب لا يفهمون أحيانا سر هذه الحركة الفنية وكيف أمكن من التخلص من المنافسين بسرعة، عموما أنا لم أشتهر بذلك فقط، وإنما كانت لديّ خاصّية أخرى، أنا كنت ألعب في مركز الجناح، لكنني كنت أعود للمساهمة في الدفاع، وتارة أخرى تجدني في وسط الملعب لتنشيط الهجوم، أو إنهاء الهجمات، كنت لاعبا عصريا بأتم معنى الكلمة.
هل تعتبر أن مثل هذه الأمور هي من ساهم في صنع قوة الكرة الجزائرية ومجدها في ذلك الوقت؟
بالفعل تلك المرحلة كانت تمثل قوة الكرة الجزائرية، لقد تزامن ذلك مع مواكبتنا لجيل شاب من اللاعبين، كان هناك حوالي 40 لاعبا شابا تكوّنوا معا، كما أننا كنا نتمرّن بين أياد أمينة أيضا، كان هناك الكثير من المدربين الأكفاء منحونا خبرتهم ودفعونا للمضي قدما، كنا نلعب كل عام في مختلف المنتخبات، سواء المدرسية، الجامعية أو العسكرية، كما أن وزارة الرياضة وقتها كانت تستنسخ تجارب من أوروبا الشرقية لتطوير اللعبة، لقد كنا نعتمد على الموهبة وكنا محظوظين وقتها، كوننا شاركنا في العديد من المعسكرات خارج الوطن منذ أن كنا شباناً وسمح لنا ذلك بالاحتكاك مع منتخبات كبيرة على غرار فرنسا وبلجيكا وألمانيا.
ماذا تحمل من ذكريات مواجهة ألمانيا في مونديال إسبانيا 1982؟
في الحقيقة، مواجهة ألمانيا لم تكن تمثل لنا أي عقدة وقتها، عندما كنا في منتخبات الفئات الشابة كنا نفوز عليها وعلى منتخبات كبيرة بسهولة، لقد كنا أقوى منهم، فمع المنتخب العسكري فزنا على إيطاليا بقيادة روسي وتارديلي وغرادزياني في روما وأمام جماهيرهم، لم تكن لدينا أي عقدة مع الكبار في أوروبا، خاصة أننا كنا نعمل كثيرا من الناحية البدنية، كنا نعمل مرتين أو ثلاث يوميا ونحن بعمر 14 أو 15 عاما، كنا محترفين من دون أن ندري، وحتى من الناحية الفنية كنا رائعين، وهذا ما صنع الفارق في مونديال 82، خاصة أننا قبلها كنا قد شاركنا في أولمبياد 1980 والألعاب الأفريقية والمتوسطية في الجزائر، لقد كنا محضّرين جيدا.
ألم ينتابكم الخوف أمام ألمانيا خاصة من ناحية الشحن الإعلامي والضغوط؟
بالعكس، لقد كانت لدينا ثقة كبيرة، استوحيناها من المشاركات العربية السابقة في المونديال، على غرار تونس في دورة 1978، لقد كنا نتابعهم بشغف حينها، كنا نفرح كثيرا لذلك لقد كان أمرا رائعا، تونس كانت تملك منتخبا كبيرا، لكن لم يسبق أن تسرب الخوف إلينا أبدا من مقارعة أكبر المنتخبات، عندما شاهدنا تونس وقبلها المغرب في المونديال، قلنا بأننا قادرون على فعل نفس الشيء، لقد اكتسبنا الكثير من تجربة الأشقاء خلال المباريات الودية، مع المغاربة والتوانسة، ومع أكبر المنتخبات الأفريقية، كما استفدنا أيضا من خبرة سلفنا في فريق جبهة التحرير الوطني، لقد أسدوا لنا الكثير من النصائح القيمة، كنا دائما ندخل الميدان للفوز فقط.
هل يمكن أن تروي لنا ما حدث في مباراة النمسا؟
لقد كنا نعاني وقتها من مشكلة في الإداريين ومسؤولي المنتخب والاتحاد، وبعدما فزنا على ألمانيا وتشيلي تسرب الغرور إلى المسؤولين الذين كانوا يقولون: "انتهى الأمر لقد حققنا هدفنا"، الأمر كان مخالفا تماما لدينا، نحن اللاعبين، لقد كنا نريد الذهاب إلى أبعد حد، كنا نعاني مشكلة نقص التحفيز من طرف المسؤولين، لم يقوموا بشحننا حتى خلال خطاباتهم، لقد سقطنا في فخ الغرور وحدث شرخ كبير وسط الفريق، لقد فقدنا قوتنا بعد أن كنا أفضل من الجميع من كل النواحي، لقد كنا نحسم كل المعارك البدنية والفنية والذهنية..لكن ضد النمسا، المدربون والمسؤولون أخطأوا ولم يفكّروا لإيجاد حلول أو بدائل للاعبين الذين ظهروا بمستوى متواضع أمام ألمانيا، كنا بحاجة للتغيير لكنهم تشبثوا بمواقفهم.
على سبيل المثال، بلومي لم يكن في أوج قوته من الناحية الفنية في خط الوسط، لم يكن يقدم أداء جيدا وضيّع الكثير من الكرات، كنا نريد إحداث تغييرات، حتى أن لاعبي النمسا لعبوا في الدفاع، وكانوا يعتمدون على المرتدات، كانوا مرعوبين منا، ونحن كنا بحاجة للاعبين مهاريين يستفزون مدافعي النمسا للخروج من مناطقهم، هناك أيضا علي فرقاني الذي كان قد خضع لعملية جراحية قبل المونديال بشهر، لم يتدرب جيدا استعدادا للمسابقة، كان يجب إجراء تغييرات في خط الوسط لكن الجهاز الفني قال وقتها بأنه لا يجب تغيير الفريق الذي يفوز.
لقد تسبب ذلك في حدوث مشكلة في غرف الملابس، وبالنسبة لي كنت أحد أفضل اللاعبين من كل النواحي، لكنني لم أتلق الكثير من الكرات بينما ضيع بعض زملائي العديد منها ومنهم بلومي الذي لم يقم وقتها بكل واجباته، أنا لم أتقبل ذلك، وغضبت كثيرا وتعبت بدنيا، لقد طلبت من المدرب أن يتدارك الوضع، لكنه لم يفعل، كنا بحاجة مثلا إلى مصطفى كويسي في تلك المباراة، كان هناك أيضا علي بن شيخ، لقد كان بإمكانه أن يضيف شيئا ما في خط الهجوم، من خلال براعته في المراوغة وفتح المساحات وتمرير الكرة.
وما تعليقك على "فضيحة خيخون" والمؤامرة التي تعرضت لها الجزائر من ألمانيا والنمسا؟
ما حدث بالطبع كان مؤلما، ولكننا فهمنا الأمر واستوعبناه جيدا، أنا مثلا قلت: لنفرض أننا كنا سنواجه تونس أو المغرب أو بلدا عربيا، لو كنا مكان ألمانيا والنمسا لفعلنا الأمر نفسه، عموما خيوط المؤامرة وتفاصيلها اتضحت منذ البداية، ولكننا نلوم أنفسنا فقط لأننا نحن من أخطأ في مباراة النمسا، ولو نعيد تلك المباراة ألف مرة لن يفوزوا علينا، كنا أفضل منهم بكثير، نحن سقطنا في الخطأ ودفعنا الثمن غاليا.
في كأس إفريقيا بنيجيريا 1980 وصلتم إلى النهائي، هل صحيح أن السلطات في الجزائر طلبت منكم ترك نيجيريا تفوز كي تنال اللقب؟
هذا الأمر صحيح، نيجيريا نظمت الدورة في ظروف مشحونة جدا من الناحية السياسية والأمنية، وأتذكر وقتها أن رئيس البلاد اتصل بالسلطات الجزائرية، قبل أن يزورنا وزير الرياضة ليلة النهائي، ألقى علينا التحية، وكان في قمة السعادة، خاصة أن الجزائر وصلت لأول مرة إلى النهائي وخارج البلاد رغم الظروف الصعبة، لقد قال لنا الوزير حرفيا بأننا أنجزنا المهمة، وبأننا حققنا أكثر من المتوقع، أضاف بأن نيجيريا تعاني من مشاكل وبأن رئيسها اتصل بالرئيس الجزائري الذي كانت تربطه به صداقة متينة، وأخبره بأنهم يريدون الاحتفاظ باللقب في بلادهم التي كانت تعيش غضبا شعبيا، حتى أن الحديث وقتها كان يدور حول حدوث انقلاب عسكري.
لحسن الحظ أنكم لم تفوزوا، أليس كذلك؟
بالطبع، حتى أننا عند نهاية المباراة بخسارتنا بثلاثية، غادرنا الملعب بصعوبة كبيرة، ومن دون بذلاتنا التي استولى عليها المشجعون، كان الأمر شبيها بما حدث في الجزائر خلال مظاهرات 5 أكتوبر 1988، أذكر أن خطاب الوزير وقتها أصابنا بالدهشة والإحباط، لكننا تجرعنا مرارة الخسارة بعد أن فهمنا الرسالة، لم يكن بوسعنا أن نفعل أي شيء، لأن الأوامر جاءت من فوق.
هل تعتقد بأن رابح ماجر فشل في مهمته مع منتخب الجزائر؟
بصراحة، رابح ماجر لم يدرب منذ مدة طويلة، منذ أن تم إعفاؤه من مهامه في مطلع الألفية، لم يتركوا له الوقت حينها كي يعمل، لكن في اعتقادي أخطأ هو أيضا، فبدلا من أن يشارك في دورات تدريبية ومعسكرات لكسب الشهادات المطلوبة، ويقوم بالإشراف على النوادي، بقي في عزلة لمدة تقارب 10 سنوات من دون أن يعمل في مجال التدريب، وعند منحه مقاليد تدريب المنتخب الجزائري في عام 2017، لم يكن محظوظا جدا بل كان ساذجا في تعامله مع الوضع.
لقد انطلق مباشرة في برمجة مباريات ودية رغم أنه لا هو ولا المنتخب كانا جاهزين، كان عليه أولا أن يبدأ بالتحضير برويّة وهدوء، لكنه واجه منتخبات مونديالية على غرار البرتغال وإيران وغيرها وتسبب له ذلك في تلقي هزائم، ولا يمكننا أيضا أن ننكر بأن بعض الأطراف تحاملت عليه ولم تتركه يعمل، فالانتقادات كانت تنهال عليه من كل حدب وصوب، لم يتركوه وشأنه، حتى أن الصحافيين تحالفوا ضده، كما أن النتائج لم تكن في صالحه ما جعله يغادر في وقت وجيز.
ما تعليقك على الطريقة التي غادر بها المدرب رابح سعدان؟
هذا هو الأمر الذي تحدثت عنه سابقا، الكرة الجزائرية اليوم يميزها الجحود ونكران الجميل، عندما تحقق نتائج كبيرة، تجد الجميع وراءك ويحملونك فوق الأكتاف، لكن عندما تتعثر، كلهم ينقلبون ضدك، هذه المشكلة موجودة بكثرة في بلدان المغرب العربي بشكل خاص، نحن لا نشفق على أحد، كما قلت لكم، المسؤولون الحاليون منشغلون بـ"البيزنس" أكثر من تركيزهم على كرة القدم.
بعد رحيل محمد روراوة عن الاتحاد الجزائري وقدوم زطشي كيف ترى الأمور حالياً؟
من موقعي كلاعب سابق وملاحظ للوضع الذي تعيشه المنظومة الكروية في الجزائر، أعتقد بأن رحيل روراوة تسبب في شرخ عظيم داخل هذه المنظومة، في رأيي لم يمكن أبدا أن نتصور حدوث العكس، سبق لي أن قلت إن ذهاب روراوة سيترك فراغا رهيبا، صحيح أنه كان يسيّر الأمور بطريقة جيدة واحترافية، لكن عيبه الوحيد أنه كان يعمل بشكل انفرادي، لم يسبق له أن قام بتحضير أشخاص آخرين للقيام بالمهمة، لقد ترك فراغا يصعب سدّه.
هل تعتقد بأنه تعمّد ذلك؟
لا أعتقد أن الأمر متعمد، هي فلسفته في العمل، هو يسيّر هكذا، هذه هي طريقته في العمل، عندما وصل زطشي كنا نعرف تماما بأن مهمته ستكون صعبة للغاية، روراوة مثلا ركّز كثيرا على المنتخب الوطني الأول، وأهمل الكرة المحلية هو لم يفعل شيئا للنهوض بها، بخلاف زطشي الذي يملك أفكار عمل في هذا الجانب، هو يريد تطوير الكرة المحلية، لكن يلزمه الكثير من الوقت، ليس من السهل إطلاقا القيام بمثل هذه المهمة في الظروف الصعبة التي تعيشها المنظومة الكروية حاليا، ولكنني أثق في زطشي، ومتأكد أنه يجتهد ويعمل وسيصل إلى أهدافه.
وما رأيك في المدير الفني للمنتخب جمال بلماضي؟
هو لاعب سابق رفع ألوان بلاده عاليا، كان لاعبا جيدا، وهو أيضا يملك مشوارا ناجحا كمدير فني، من خلال تجربته الطويلة في قطر، سواء مع لخويا والدحيل أو المنتخب القطري، يملك نظرة شاملة وجيدة عن الكرة، هو لم يعزل نفسه مثل رابح ماجر، بقي دائما في الميدان، هو مدير فني شاب يحب عمله، وشخصيا أنا واثق من أنه سينجح في مهمته مدرباً، وأتمنى له ذلك من أعماق قلبي.
المنتخب الجزائري سيشارك في كأس أمم أفريقيا بمصر، كيف تتوقع أن تكون مشاركته؟
المنتخب الوطني لا يزال يبحث عن نفسه وتطوير وضعه، ومستواه في الميدان، التشكيلة تحاول القيام بذلك، هناك بعض اللاعبين الجدد الذين سيدعمون الفريق، وفي ما يخص كأس أفريقيا، أعتقد أننا نملك إمكانيات كبيرة، رغم أن المنتخب منقوص في بعض المناصب، أريد مشاهدة بعض اللاعبين الشبان داخل المنتخب يكتسبون الخبرة والثقة، أتمنى أن يعملوا على إقناع المدرب كي يوجه لهم الدعوة، وأن يعود المنتخب الجزائري أفضل من السابق ويؤدي بطولة كبيرة في مصر.
من اللاعبون الشبان الذين أُعجبت بهم، وتعتقد أنّ لهم مستقبلاً باهراً؟
لاعب نادي نابولي آدم أوناس مثلا، هو يتطور جيدا في فريقه، حتى أنه أصبح قويا كثيرا من الناحية البدنية، أتمنى له أن يبرز ويتألق، هناك فوزي غلام أيضا هو من بين أفضل اللاعبين في مركزه في أوروبا، هناك أيضا رياض محرز ولاعبون آخرون صاعدون.
هناك أيضا يوسف عطال يتطور أيضا من موسم لآخر، وشبان آخرون موهوبون على غرار بغداد بونجاح، الذي تحدثت عنه شخصيا في مناسبات كثيرة، وقلت بأنه يجب أن يكون في المنتخب، وهو أكد علو كعبه، واليوم يعد أحد أبرز لاعبي المنتخب ومصدر قوته اليوم.
الكثير من المتابعين يشبّهون رياض محرز بصالح عصّاد، ما تعليقك على ذلك؟
الناس دائما تقوم بتشبيه اللاعبين بقدوتهم، رياض بالطبع يملك إمكانات خارقة، أعتقد أنه منقوص نوعا ما من الناحية البدنية، ويجب عليه أن يركز ويعمل أكثر في هذا الجانب، وأعتبره من بين أفضل اللاعبين في أوروبا حاليا.
هل تعتقد أن خياره في الانتقال إلى "السيتي" كان جيداً؟
لقد لعب عدة سنوات في ليستر سيتي واكتسب الكثير من الخبرة، وكان من المنطقي أن يلعب في مستوى أعلى على غرار اللعب لأرسنال مثلا أو مانشستر سيتي، من الصعب عليه حاليا أن يفرض نفسه بسرعة، هو لاعب مهاري ويملك إمكانات كبيرة، أعتقد بأنه يريد أن يكون مصدر قوة الفريق ويمكنه أن يكون كذلك، لأنه لا يعرف الاستسلام أبدا.
ما تعليقك على ملازمته دكة الاحتياط؟
هذا جزء من مشوار لاعبي الكرة، عليه بالصبر وعدم الاستسلام، اللاعب المحترف يقوم بمحاسبة نفسه باستمرار، أعتقد بأن رياض يملك هذه المقومات وسيعود بقوة.
ما رأيك في منتخب قطر الذي توّج مؤخراً بكأس آسيا؟
لقد أبهروني كثيرا، وتابعت كل مبارياتهم لقد كنت مشجعا وفيا لهم، لقد حققوا إنجازا عظيما بعد أن توجوا باللقب خارج أرضهم وفي ظروف صعبة جدا، وفازوا على منتخبات كبيرة رغم أن الجميع كان ضدهم، لقد أثبت اللاعبون معدنهم ومنحوا دروسا لكل اللاعبين، ليس من السهل أن تلعب والجميع ضدك، تتويجهم لم يكن مفاجأة أبدا.
لقد فازوا في كل المباريات وسجلوا الكثير من الأهداف، ولم يصابوا بالخوف إطلاقا، وأثبتوا علو كعبهم من مباراة لأخرى، في اعتقادي أنها المرة الأولى التي نشاهد فيها بطلا من كل النواحي. وأقول للاعبين: "برافو.. برافو.. برافو" لقطر لقد جعلتمونا نحلم، وأتمنى أن يكونوا مستعدّين جيدا في مونديال 2022، كما أتمنى أيضا أن يكون للمسؤولين عن المنتخب وعن الاتحاد نظرة مستقبلية لهذا المنتخب وللتحديات التي تنتظره، أنا واثق أنهم يملكون منتخبا سيبهر العالم، سواء من التنظيم والنتائج أو طريقة اللعب.
من لفت انتباهك في منتخب قطر؟
هناك الهداف المعز علي، لقد ذكرني بلاعبين كثيرين كانوا يلعبون في فترتي، هو يملك طريقة لعب مميزة جدا، ويتوغل ويتسلل في مناطق الخصوم مثل "اللصوص"، هناك أيضا القائد حسن الهيدوس لقد كان شجاعا جدا بجانب أكرم عفيف، هي مجموعة قاتلت وكان سر قوتها في تلاحمها وتضامنها.
ما هي نظرتك لما يحدث حالياً في الجزائر من حراك شعبي؟
الأمر كان منتظرا، خصوصا أن الشعب الجزائري عاش ولا يزال يعيش معاناة ولحظات صعبة جدا، كنا دائما نترقب التغيير، واليوم خرج الشعب إلى الشارع للتعبير عما يحس به من الداخل، هو يريد التغيير وإحداث القطيعة مع الماضي، نريد أن نحتفظ بصورة جميلة لماضينا من أجل الأجيال الصاعدة، يجب علينا أن نضع الثقة في الشباب، أتمنى أن تستمر تلك المسيرات سلمية وتحقق الأهداف المرجوة.
وما هو الحل الأمثل في رأيك لهذه الأزمة؟
يجب أن يحصل توافق بين جميع الأطياف والاستماع إلى مطالب الشعب، والجلوس إلى طاولة مع الممثّلين الحقيقيين للشعب وجها لوجه، وإيجاد الحلول المثلى.
ما الرسالة التي تريد توجيهها إلى الشعب الجزائري؟
أقول لهم بأنه يجب علينا أن نكون متّحدين، يجب أن ننبذ الجهوية والتعصّب، شعارنا يجب أن يكون مثلما كان دائما: "نحن أمازيغ عرّبنا الإسلام".