عقبات تعيق إصدار مجلس الأمن قراراً لدعم مخرجات مؤتمر برلين بشأن ليبيا

نيويورك
ابتسام عازم (العربي الجديد)
ابتسام عازم
كاتبة وروائية وصحافية فلسطينية تقيم في نيويورك. مراسلة "العربي الجديد" المعتمدة في مقرّ منظمة الأمم المتحدة.
31 يناير 2020
C9260B52-FF2C-4851-9473-0928D8FB3D56
+ الخط -
يواصل أعضاء مجلس الأمن الدولي مناقشة مشروع قرار بريطاني لدعم مخرجات مؤتمر برلين، بعد أكثر من عشرة أيام على انتهاء أعمال المؤتمر الذي ناقش الوضع في ليبيا.

ويبدو أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن، أو بعضها، ليست على عجلة من أمرها لعرض مشروع القرار البريطاني للتصويت إذا لم تتقدم المفاوضات التي وصفها مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في المجلس بـ"المتعثرة".
وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن واحدة من أهم نقاط الخلاف تتعلق بقضية المقاتلين الأجانب، وإن ألمانيا وعدداً من الدول الغربية مصرة على أن ينص مشروع القرار على إدانة وجودهم، في حين تصر روسيا ودول أخرى على عدم تطرق المشروع لتفاصيل حول المقاتلين الأجانب. كما أشار مصدر دبلوماسي آخر إلى وجود خلافات أوروبية في ما يخص قضية الهجرة عبر ليبيا. ووصف المصدر المحادثات بـ"الحرجة"، على عكس ما يتم التصريح به من قبل عدد من السفراء.

من جهتها، قالت السفيرة الأميركية بمجلس الأمن، كيلي كرافت، في تصريح خاص لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول مشروع القرار، إنه "من الضروري أن يصدر مجلس الأمن قرارا يدعم مخرجات مؤتمر برلين"، مضيفة أن "الأطراف التي حضرت المؤتمر تدعم المشروع وتلتزم بما تم التوصل إليه".
وحول أهم العقبات التي تحول دون التصويت على مشروع القرار، قالت السفيرة: "لا أعتقد أن هناك عقبات رئيسية لكن الجميع يريدون أن يكونوا دقيقين وأن يتمعنوا بالأمور، لأن هذا مشروع قرار مهم وخاصة بعد مؤتمر برلين ونحتاج للمتابعة (والبناء على مؤتمر برلين). لذلك لن أصف ذلك بالعقبات بقدر ما هي تأن وتأكد من أن القرار سيكون قوياً في فحواه".
وحول ما إذا كانت هناك أي حيثيات، يرى الجانب الأميركي أنه من الضروري أن ينص عليها مشروع القرار قالت كرافت: "نريد التأكيد على(ضرورة) أن يوافق الطرفان على وقف إطلاق النار. من الضروري أن نحصل على التزام ثابت من الطرفين بوقف إطلاق النار".

من جانبه، وجه السفير الليبي للأمم المتحدة، طاهر السني، انتقادات حادة للمجتمع الدولي ومجلس الأمن لعدم اتخاذهما ما يكفي من إجراءات لوقف الحرب بالوكالة التي تشهدها بلاده. ثم سمى فرنسا والإمارات العربية المتحدة ومصر بالاسم، كدول داعمة للجنرال خليفة حفتر.
وقال السفير الليبي في تصريح لـ"العربي الجديد"، في نيويورك خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماعات مجلس الأمن: "في إحاطتنا حمّلنا مجلس الأمن المسؤولية الواضحة تجاه ما يحدث في ليبيا خلال السنوات التسع الأخيرة. وأردنا أن يكون واضحا أن الليبيين، ونحن كحكومة شرعية، لنا الحق في الدفاع عن أنفسنا ضد أي اعتداء يصيبنا. ورحبنا بما قامت به ألمانيا من خطوات في مؤتمر برلين ومن قبلها روسيا وتركيا، لكن المعطل دائما كان نفس الشخص (الجنرال حفتر) والجهود كانت تذهب سدى".
وأضاف السفير بخصوص النقاش حول مشروع القرار، وما إذا كانت حكومة الوفاق تصر على ذكر الجنرال حفتر بالاسم في مشروع القرار: "للأسف وكالعادة هناك انقسام في مجلس الأمن لأسباب لا تخص ليبيا. ونرى أننا قريبون من إصدار قرار بعد عشرة أشهر (بعد بدء قوات الجنرال حفتر بهجومها على طرابلس في إبريل العام الماضي). لكننا ما زلنا ننتظر وطالبنا بأن ينص القرار وبوضوح على مسؤولية المعرقلين، والذين من ضمنهم حفتر ومجموعته، ولكن سننتظر ماذا سيخرج عن ذلك". وحول الدول التي تعارض تلك المطالب قال السني: "لا توجد لدينا معلومات دقيقة حول الموضوع، لكننا سننتظر ونرى".

من جهته، شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، على ضرورة أن يتحرك المجلس ويتبنى مشروع قرار يدعم مخرجات مؤتمر برلين، لكي يعطي دفعة ضرورية لما تم الاتفاق عليه ويبعث رسالة واضحة باتحاد المجتمع الدولي ورغبته بوقف إطلاق النار. وقال سلامة إن تبني المجلس قراراً، سيوجه كذلك رسالة موحدة حول جدية تعامل المجتمع الدولي مع العملية.

ورسم سلامة في الوقت ذاته صورة قاتمة للوضع على الأرض في ليبيا، وتحديدا وقف إطلاق النار، الذي وصفه بأنه "حبر على ورق". وجاءت تصريحات سلامة خلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك الخميس، عبر دائرة متلفزة مغلقة، خلال جلسة مفتوحة لمناقشة آخر المستجدات في الملف الليبي.

وحمّل سلامة جميع أطراف النزاع المسؤولية عن تدهور الأوضاع وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار، لكن المسؤول الأبرز هو الدول المستمرة بإمداد أطراف الصراع بالأسلحة، وهي الدول التي ذهبت إلى مؤتمر برلين وتعهدت بالالتزام بقرار مجلس الأمن وحظر تصدير الأسلحة والمقاتلين. لكن تدفق السلاح والمقاتلين يستمر معه فرض الحقائق على الأرض، بعيدا عن طاولة المفاوضات، وفقا لسلامة.

وبدا المبعوث الأممي متشائما في إحاطته، التي حذر خلالها الدول الأعضاء من الاستمرار بنهجها وخرق قرارات مجلس الأمن. وقال إن احتدام الاقتتال يشير إلى إمكانية اتساع رقعة المعارك الدائرة ويعرّض المنطقة بأكملها للخطر. وأكد أن الأطراف الليبية المتخاصمة ما زالت تحصل على كميات كبيرة من المعدات المتطورة، والمقاتلين والمستشارين من رعاة أجانب، وكل ذلك في انتهاك فاضح لحظر تصدير الأسلحة والتعهدات التي تقدم بها ممثلو الدول في برلين. وشدد سلامة على ضرورة أن يصوت مجلس الأمن بأسرع وقت ممكن على قرار يعطي دفعة لمخرجات مؤتمر برلين.

وأكد سلامة أن "الأمم المتحدة تلقت قائمة كاملة من الطرفين بأسماء الممثلين العسكريين المشاركين باللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وأن ممثلي حكومة الوفاق مستعدون للانخراط بتلك المحادثات، إلا أن وفد الجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) لم يؤكد بعد مشاركته".

وقال سلامة إنه سيلتقي الجنرال حفتر بعد يومين. وذكر أنه من الضروري أن تلتقي اللجنة العسكرية المشتركة بإشراف الأمم المتحدة لتحويل الهدنة، أو ما تبقى منها، إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومناقشة آلية لوقف إطلاق النار، إضافة إلى الوصول إلى اتفاق حول ترتيبات أمنية طويلة المدى.

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
عناصر من قوات الامن الليبية في طرابلس 26 أغسطس 2024 (محمود تركية/فرانس برس)

سياسة

قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
عمال إنقاذ وجنود أمام مستشفى كييف بعد تعرضه للقصف، 8 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بشأن أوكرانيا على خلفية حادثة تعرض مستشفى للأطفال في كييف لقصف صاروخي، وسط تضارب الروايتين الروسية والأوكرانية