31 أكتوبر 2024
عكاشة ومسرح غرفة مدفوع الأجر
عكاشة، مثل أي شيء ملعوب رأيناه، وكنا نموت من الضحك من دون أن نعرف السبب، ومن دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث عن صاحب الملعوب. مثل مائة بلطجي، تتبعتهم كل كاميرات العالم أياماً وأسابيع أمام فندق سميراميس من طلعة الشمس حتى مغيبها، وأمامهم الشرطة والكاميرات، مرّة تتراجع الشرطة، ومرّة يتراجع البلطجية، حتى تغيب الشمس عن سِباع كوبري قصر النيل من الشرق والغرب، وبعدما يتم القبض على عشرات منهم، تُخرجهم النيابة ليلاً لصغر سنهم، أو مراعاة لأحوالهم الدراسية ومسيرتهم العلمية. بعد ذلك بسنتين، مراعاة للأحوال الدراسية أيضاً لطلبة جامعة الأزهر (بنات وبنين)، كان القضاء الشارخ يحكم بالعشرين سنة والمؤبد، كي يحفظ طالب الأزهر في السجن "ألفية ابن مالك" عن ظهر قلب، ولأن العلوم الدينية لا ينفع اقتناصها إلا في أقبية السجون، كي تتم البركة، حتى إن البجاحة بلغت (ساعتها) حدود الجنون الرسمي، فقالوا إن البلطجية أمام فندق سميراميس هم بلطجية خيرت الشاطر، كي يشتري الفندق من صاحبه بثمن بخس.
(طيب هو خيرت الشاطر، اشترى الفندق؟ ولا أجّره من أم حسن بتاعة بشتيل؟ وهل هذا هو تأثير مسرح الغرفة على الناس أم تأثير مسرح الجرن؟)، والمضحك، بعد ذلك، أن مائة من حملة الماجستير والدكتوراه من أيامٍ تظاهروا على بعد خطوات من الفندق نفسه، من غير طوب ولا مولوتوف ولا سنج ولا مطاوي ولا سرقة نزلاء فندق سميراميس، ولا تحريك كل أصابعهم من وسطى وسبابة للأمن، فقبض الأمن، في لمح البصر، على 26 منهم وتم ترحيلهم إلى السجون، وانتحر واحد منهم من يومين شنقاً.
نحن على يد عكاشة، عرفنا المسرح خفيف الظل، مسرح فيه البط، وحياة الدرديري نائمة أمام الكاميرا تبكي على أستاذها، والشرطة تبحث عن عكاشة في كل قشة من تِبن الجرن، من دون أن تصل إلى شيء، وطليقته تبكي أمام النيابة، وهو يظهر بعدها بجوار ساقية غيطه بالجلباب الكشمير، يشرب الشاي، ويحكي مع مرتضى منصور عن الدستور الذي مزّقه في حياة مرسي، وحياة تبكي أمام الكاميرا عن الدكتور المطارَد في الجبل مع المطاريد، لأنه كان يريد العزة لشعبه، لأنه قال الحق، فيقفز عكاشة في الأستوديو ضاحكاً، ويقول لها (أنت نمتي يا حياة) ويمدّ لها يده بذكرين من البط من مزرعة أمه، بعدما أكل مع الضباط حول الجرن، وشربوا الشاي من غير سكّر، لأن الشعب بلاه بالمرض.
صلى عكاشة لله، بعدما عاد من الجبل وانتصر، وترشح لمجلس الشعب، ونجح بأغلبية تمثل (خمسة وتسعين ألفا). وبذلك، يحقّ له أن يكون رئيساً لمجلس الشعب، وقد جهّز لمليونية مهدداً السلطة التنفيذية برمتها (كده مرة واحدة والله، من غير إِحم ولا دستور ولا شفاعة، حتى من صديق نضاله مرتضى منصور الذي هرب عن أعين الشرطة هو الآخر شهوراً طويلة، وقيل إنه كان في واحة الجغبوب، وفي بعض المصادر الأخرى كان في الجبل الأخضر في سلطنة عمان، وكان قد فرّ إلى هناك عن طريق صحراء الربع الخالي)، فمتى ننتهي، يا ربي، من مسرح الغرفة هذا؟ ومتى، يا ربي، نرى كل قوى الشعب العاملة حول عكاشة في مليونيته القادمة، موجّها سهامه إلى السلطة التنفيذية التي تريد أن تتغوّل على سلطته التشريعية التي سيكون فيها هو الرئيس لتلك السلطة، بحكم عدد الأصوات، فهل ستنحاز كل قوى الشعب معه، لكي يحفظ حق الشعب في تشريعاته وقوانينه، وهل سنرى حوله في المليونية حمدين، حفظاً لحق العمال والفلاحين الذي أُهدر. وهل سنرى ثانية كمال خليل وأبو عيطة على أكتاف الجماهير ثانيةً، كي تعود الثورة إلى لُحمتها الأولى. ومن غير المستبعد، أيضاً، أن يعود دكتور رفعت السعيد، لكي يعيد حق العمال والفلاحين الذي أُهدر في ليل بهيم، كرامةً للحزب الذي تأسس بدماء الفقراء من عمال وفلاحين وطلبة.
هناك نقطة أخيرة وغريبة، وفي غاية الدرامية، وعلّها تقسم ظهر المسرحية، سواء أكانت في غرفة أو في جُرن قمح، وقد تقصف ظهر هذه المليونية من الأساس، وتقصف ظهر دكر البط أيضا، لأن الدكتور عكاشة نفسه ممنوع من السفر من سنوات، وإن لم تصدقوا فاسألوا أمن المطار، أو حتى السيدة الفاضلة حياة الدرديري.
(طيب هو خيرت الشاطر، اشترى الفندق؟ ولا أجّره من أم حسن بتاعة بشتيل؟ وهل هذا هو تأثير مسرح الغرفة على الناس أم تأثير مسرح الجرن؟)، والمضحك، بعد ذلك، أن مائة من حملة الماجستير والدكتوراه من أيامٍ تظاهروا على بعد خطوات من الفندق نفسه، من غير طوب ولا مولوتوف ولا سنج ولا مطاوي ولا سرقة نزلاء فندق سميراميس، ولا تحريك كل أصابعهم من وسطى وسبابة للأمن، فقبض الأمن، في لمح البصر، على 26 منهم وتم ترحيلهم إلى السجون، وانتحر واحد منهم من يومين شنقاً.
نحن على يد عكاشة، عرفنا المسرح خفيف الظل، مسرح فيه البط، وحياة الدرديري نائمة أمام الكاميرا تبكي على أستاذها، والشرطة تبحث عن عكاشة في كل قشة من تِبن الجرن، من دون أن تصل إلى شيء، وطليقته تبكي أمام النيابة، وهو يظهر بعدها بجوار ساقية غيطه بالجلباب الكشمير، يشرب الشاي، ويحكي مع مرتضى منصور عن الدستور الذي مزّقه في حياة مرسي، وحياة تبكي أمام الكاميرا عن الدكتور المطارَد في الجبل مع المطاريد، لأنه كان يريد العزة لشعبه، لأنه قال الحق، فيقفز عكاشة في الأستوديو ضاحكاً، ويقول لها (أنت نمتي يا حياة) ويمدّ لها يده بذكرين من البط من مزرعة أمه، بعدما أكل مع الضباط حول الجرن، وشربوا الشاي من غير سكّر، لأن الشعب بلاه بالمرض.
صلى عكاشة لله، بعدما عاد من الجبل وانتصر، وترشح لمجلس الشعب، ونجح بأغلبية تمثل (خمسة وتسعين ألفا). وبذلك، يحقّ له أن يكون رئيساً لمجلس الشعب، وقد جهّز لمليونية مهدداً السلطة التنفيذية برمتها (كده مرة واحدة والله، من غير إِحم ولا دستور ولا شفاعة، حتى من صديق نضاله مرتضى منصور الذي هرب عن أعين الشرطة هو الآخر شهوراً طويلة، وقيل إنه كان في واحة الجغبوب، وفي بعض المصادر الأخرى كان في الجبل الأخضر في سلطنة عمان، وكان قد فرّ إلى هناك عن طريق صحراء الربع الخالي)، فمتى ننتهي، يا ربي، من مسرح الغرفة هذا؟ ومتى، يا ربي، نرى كل قوى الشعب العاملة حول عكاشة في مليونيته القادمة، موجّها سهامه إلى السلطة التنفيذية التي تريد أن تتغوّل على سلطته التشريعية التي سيكون فيها هو الرئيس لتلك السلطة، بحكم عدد الأصوات، فهل ستنحاز كل قوى الشعب معه، لكي يحفظ حق الشعب في تشريعاته وقوانينه، وهل سنرى حوله في المليونية حمدين، حفظاً لحق العمال والفلاحين الذي أُهدر. وهل سنرى ثانية كمال خليل وأبو عيطة على أكتاف الجماهير ثانيةً، كي تعود الثورة إلى لُحمتها الأولى. ومن غير المستبعد، أيضاً، أن يعود دكتور رفعت السعيد، لكي يعيد حق العمال والفلاحين الذي أُهدر في ليل بهيم، كرامةً للحزب الذي تأسس بدماء الفقراء من عمال وفلاحين وطلبة.
هناك نقطة أخيرة وغريبة، وفي غاية الدرامية، وعلّها تقسم ظهر المسرحية، سواء أكانت في غرفة أو في جُرن قمح، وقد تقصف ظهر هذه المليونية من الأساس، وتقصف ظهر دكر البط أيضا، لأن الدكتور عكاشة نفسه ممنوع من السفر من سنوات، وإن لم تصدقوا فاسألوا أمن المطار، أو حتى السيدة الفاضلة حياة الدرديري.