رحل الروائي المصري علاء الديب (1939 – 2016)، مساء أمس الخميس، عن سبعة وسبعين عاماً، وكان قد نٌقل إلى المستشفى بعد أن بدأت حالته الصحية تسوء في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
بدأت حياة الديب الأدبية سنة 1964 حين نشر أول مجموعة قصصية بعنوان "القاهرة"، أتبعها بمجموعة "صباح الجمعة" عام 1970، ثم انهمك بكتابة الرواية والترجمات وكتابة المقالات إلى أن عاد إلى القصة القصيرة بقوّة وأصدر مجموعة "المسافر الأبدي" عام 1999 أتبعها بـ "الشيخة" و"الحصان الأجوف".
لكن القصة القصيرة ليست هي من وضعت اسم علاء الديب كأحد أبرز الكتاب في جيله، بل الروايات التي كتب منها خمس؛ أولها "زهر الليمون" عام 1987 ثم قدّم بعدها ثلاثيته "أطفال بلا دموع" عام 1989 و"قمر على المستنقع" عام 1993و"عيون البنفسج" عام 1999، والتي توثّق تبدّلات المجتمع المصري بين عهدي جمال عبد الناصر والسادات، وكان آخر أعماله السردية رواية قصيرة بعنوان "أيام وردية" كتبها عام 2000.
وربما يكون عمله الأبرز هو سيرته الذاتية "وقفة قبل المنحدر.. من أوراق مثقف مصري 1952-1982"، والتي أرّخ من خلالها لجيله وعلاقته بالأحداث الكبرى التي عاشتها المنطقة في الخمسينيات والستينيات، لا سيما علاقة المثقف المصري بثورة يوليو ثم ما تلاها من أحداث وأزمات داخل وخارج مصر. كتب الديب في سطور سيرته الأولى: "هذه أوراق حقيقية. دم طازج ينزف من جرح جديد. كتابتها كانت بديلا للانتحار".
يذكر كثيرون الديب من خلال "عصير الكتب" وهي زاويته الأسبوعية في مجلة "صباح الخير" التي تصدرها "روز اليوسف"، وضع الديب على عاتقه فيها أن يقدّم الأقلام الجديدة، ويعرض الكتب، حتى انتقل لكتابة العمود ذاته في صحيفة "الأهرام".
التفت الديب أيضاً إلى الترجمة، فنقل إلى العربية مسرحية "لعبة النهاية" لـ صموئيل بيكيت عام 1961 و"امرأة في الثلاثين" وهي مختارات من قصص هنري ميلر التي نشرها عام 1980 و"عزيزي هنري كيسنجر" عام 1976 لـ دانيل أونيلو.
اقرأ أيضاً: هيكل.. رحيل مؤسسة