لم يعد يهتم بكثير من الأشياء من حوله، بات يتعامل مع الحياة باعتبارها طيفا عابرا، ينتظر كل يوم أن يمر اليوم، يدعو ربه أن تمر الحياة، الطيف، سريعا حتى يتخلص من تلك الأحداث الكئيبة والمشاعر المختلطة التي مر بها في العام الأخير.
كان في سنواته الماضية مقبلا على الحياة، ينهل من ملذاتها ويستعذب مباهجها. كان كثيرون يحسدونه على ضحكاته وقدرته على الاستمتاع، وعلى حظوظه التي جعلت منه شابا محبوبا من زملائه، يملك الكثير من الأصدقاء، يعيش علاقات عاطفية متعددة، يزدهر عمله سريعا بسبب اجتهاده وقدراته.
فجأة قرر أن ينزوي بعد أن عاش تجربة مريرة. تجربة غيرت حياته بالكامل، وحولته من النقيض إلى النقيض.
كعادته لا يرغب في أن يروي حكايته، يعتبرها سرّه الدفين، يواصل التذرع بأن ما جرى له لا يعني أحدا، وأنه سيتحمل مسؤولية ما جرى وما سيجري لاحقا بسبب المعاناة التي يرى أن الآخرين لا دور لهم فيها.
فجأة ظهرت في حياته، كانت فتاة مختلفة بالكلية، ليست من النوع الذي يفضله، جاءت في التوقيت الخاطئ تماما، لم تكن تحاول إغواءه أو لفت نظره، ولم يكن أصلا جاهزا لعلاقة جديدة.
عاملها بفتور بالغ، كاد في مرة أن ينهرها لأنها حاولت أن تظهر اهتماما به، بدأ يتحول إلى شخص فظ في حضورها، على غير عادته تماما.
أصبحت تتفادى أي احتكاك مباشر معه، أو الدخول في حوار مشترك يضمه، باتت تتحسس من ردود فعله الغاضبة، وألفاظه المتهورة.
كان سعيدا بهذه النتيجة، نجحت خطته في إبعادها عنه، كان يكرر لنفسه: لن أكرر تجربة الحب مجددا، كفاني ما جرى، ويعلن على الملأ في وجودها أن الحياة بدون نساء هي الجنة، وأن النساء هن الجحيم.
تزايد الجفاء بينهما لدرجة ملحوظة من الآخرين، بات البعض يحدثه، ويحدثها، عن ضرورة إنهاء هذا الوضع الملتبس، هما في النهاية زملاء عمل يجمعهما مكان واحد.
تماديا في الغضب، باتت أيضا تعامله بجفاء أمام الجميع، ربما ردا على معاملته لها، أصبحت علاقتهما أكثر التباسا.
بالمصادفة، وربما ليست مصادفة، تقرر أن يعملا معا في مشروع مشترك، كان الأمر بمثابة التحدي لكليهما.
بادرت هي إلى فتح حوار معه، لن يمكنهما إنجاز العمل إن ظلت علاقتهما بهذا الالتباس، لم يعترض، بل تفهم الموقف بدعوى الحرص على العمل.
جلسا سويا للاتفاق على طريقة تعامل متبادلة، تضمن لهما ألا يفسدا العمل الموكل إليهما.
بعد كلمات مقتضبة عن ضرورة منح صالح العمل أولوية، وتجاوز الخلاف، قالت له بتردد: أنا أحبك.
انتظرت أن يقابلها بغضبه وفتوره المعتادين، لكنه أجابها بثقة: وأنا أحبك أيضا.
كان في سنواته الماضية مقبلا على الحياة، ينهل من ملذاتها ويستعذب مباهجها. كان كثيرون يحسدونه على ضحكاته وقدرته على الاستمتاع، وعلى حظوظه التي جعلت منه شابا محبوبا من زملائه، يملك الكثير من الأصدقاء، يعيش علاقات عاطفية متعددة، يزدهر عمله سريعا بسبب اجتهاده وقدراته.
فجأة قرر أن ينزوي بعد أن عاش تجربة مريرة. تجربة غيرت حياته بالكامل، وحولته من النقيض إلى النقيض.
كعادته لا يرغب في أن يروي حكايته، يعتبرها سرّه الدفين، يواصل التذرع بأن ما جرى له لا يعني أحدا، وأنه سيتحمل مسؤولية ما جرى وما سيجري لاحقا بسبب المعاناة التي يرى أن الآخرين لا دور لهم فيها.
فجأة ظهرت في حياته، كانت فتاة مختلفة بالكلية، ليست من النوع الذي يفضله، جاءت في التوقيت الخاطئ تماما، لم تكن تحاول إغواءه أو لفت نظره، ولم يكن أصلا جاهزا لعلاقة جديدة.
عاملها بفتور بالغ، كاد في مرة أن ينهرها لأنها حاولت أن تظهر اهتماما به، بدأ يتحول إلى شخص فظ في حضورها، على غير عادته تماما.
أصبحت تتفادى أي احتكاك مباشر معه، أو الدخول في حوار مشترك يضمه، باتت تتحسس من ردود فعله الغاضبة، وألفاظه المتهورة.
كان سعيدا بهذه النتيجة، نجحت خطته في إبعادها عنه، كان يكرر لنفسه: لن أكرر تجربة الحب مجددا، كفاني ما جرى، ويعلن على الملأ في وجودها أن الحياة بدون نساء هي الجنة، وأن النساء هن الجحيم.
تزايد الجفاء بينهما لدرجة ملحوظة من الآخرين، بات البعض يحدثه، ويحدثها، عن ضرورة إنهاء هذا الوضع الملتبس، هما في النهاية زملاء عمل يجمعهما مكان واحد.
تماديا في الغضب، باتت أيضا تعامله بجفاء أمام الجميع، ربما ردا على معاملته لها، أصبحت علاقتهما أكثر التباسا.
بالمصادفة، وربما ليست مصادفة، تقرر أن يعملا معا في مشروع مشترك، كان الأمر بمثابة التحدي لكليهما.
بادرت هي إلى فتح حوار معه، لن يمكنهما إنجاز العمل إن ظلت علاقتهما بهذا الالتباس، لم يعترض، بل تفهم الموقف بدعوى الحرص على العمل.
جلسا سويا للاتفاق على طريقة تعامل متبادلة، تضمن لهما ألا يفسدا العمل الموكل إليهما.
بعد كلمات مقتضبة عن ضرورة منح صالح العمل أولوية، وتجاوز الخلاف، قالت له بتردد: أنا أحبك.
انتظرت أن يقابلها بغضبه وفتوره المعتادين، لكنه أجابها بثقة: وأنا أحبك أيضا.