اتّخذت الحكومة البريطانية قراراً يقضي باعتماد وسائل جديدة لمعالجة القضايا الأكثر حساسية في المجتمع البريطاني، تستند إلى علم النفس. ولعلّ أبرز تلك القضايا، التطرّف الإسلامي والهجرة غير الشرعية.
تعدّ بريطانيا واحدة من الدول السبّاقة إلى استخدام "نظرية التدرّج" التي تقوم على السلوكيات الاقتصادية وعلم النفس، للتأثير على برامج الحكومة وتشجيع الناس على تبديل سلوكهم. وفي السياق، أنشأ الوزراء فريقاً متخصّصاً لإنجاز تلك المهمة، لتأتي النتائج الأولية مثيرة للاهتمام، ومنها تقليص الاحتيال الضريبي، وإعادة تصميم بعض أجزاء نظام الفوائد الحكومية لزيادة حوافز العثور على عمل.
تعاقد الفريق المتخصّص مع وحدة في وزارة الداخلية، لتحديد التدابير الأكثر فعالية لتشجيع المهاجرين غير الشرعيين على مغادرة بريطانيا. ونتج عنها ثورة غضب عارمة في الشارع، بعدما بادرت الحكومة إلى استخدام سيارات نقل كتب عليها "عودوا إلى دياركم". وسارعت الوزارة إلى إلغائها.
جوناثان راسل، ضابط الاتصال السياسي في منظمة "كويليام" لمكافحة التطرّف في العالم، يقول إنّ الوسائل الجديدة تركّز على فهم الأسباب الكامنة وراء تصرّف فرد أو جماعة ما، وتدفعنا إلى التساؤل: "ما الذي يدفع إلى تفجير وسائل نقل عامة مثلما حدث في لندن قبل عشر سنوات؟".
ويتابع راسل أنّ خطّة الحكومة الحالية لمعالجة التطرّف، تقلّص من دور الشرطة والزعماء السياسيين وتولي دوراً أكبر للمدرّسين والأشخاص الذين يتواصلون بشكل يومي ومباشر مع الأشخاص الأكثر عرضة للاتجاه نحو التطرّف، ليصبح المدرّس والعامل الاجتماعي مسؤولاً عن انحراف هؤلاء على المدى الطويل.
إلى ذلك، تشير مصادر مقرّبة من الحكومة إلى أنّ الفريق سيشارك في استراتيجيات ترمي إلى اختبار جدول أعمال الحكومة الجديد في مواجهة التطرّف الذي كشف عنه رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، قبل أسابيع.
ونجحت استراتيجية علم النفس في تشجيع التلاميذ على دخول الجامعة. تبيّن أنّ التلاميذ الذين وجّهوا حول فوائد نمط الحياة الجامعية شفهياً، كانوا أكثر إقبالاً على تقديم طلبات الالتحاق بالجامعات من الذين تلقّوا معلومات خطيّة.
من جهتها، طلبت الشرطة من الفريق المتخصّص في الحكومة إيجاد طرق تزيد من التنوّع الإثني والعرقي فيها. فعمد الفريق إلى استبدال بعض أسئلة الاختبار، وهو ما أدّى إلى نجاح 50% من مقدّمي الطلبات ذوي البشرة السوداء أو الأقليّات الإثنية.
اقرأ أيضاً: نفق الوصول الصعب إلى بريطانيا