"علي فودة.. شاعر الثورة والحياة" (دار "الآن") كتاب من إعداد وتقديم نضال القاسم وسليم النجار، ويتضمن دراسات لـ 22 كاتباً حاولوا رصد ملامح شخصية علي فودة (1948 ـ 1982)، الشاعر الفلسطيني الذي برز خلال فترة حصار بيروت كواحد من الجيل الثاني لـ"شعراء المقاومة"، واستُشهد إثر القصف الإسرائيلي لبيروت، بينما كان يوزّع صحيفة "رصيف 81" التي كان يصدرها مع أصدقائه.
الشاعر الذي دخل في حالة غيبوبة، بعد إصابته في تلك الغارة، تسنى له أن يقرأ نعيه ومراثيه، قبل أن ينتقل إلى غيبوبته الكبرى.
يؤكد محررا الكتاب في مقدمتهما أن فودة "كان شاعراً ملتزماً بهموم شعبه، ملتحماً بقواه الشعبية الداعية للثورة والمقاومة والتحرير". ومن الدراسات التي يضمها الكتاب: "علي فودة شاعر القلق والتسكع والأرصفة الباردة" لمهدي نصير؛ "الشاعر وبواكيره" لإبراهيم خليل؛ "الخطاب الروائي والمثقف في رواية الفلسطيني الطيب" لعبد الرحيم مراشدة.
كما يتضمن الكتاب مقالاً بعنوان "أيقونة فلسطين" لمحمد صالح الشنطي، وآخر بعنوان "من المنغلق إلى الصعلوك الأممي" لهشام البستاني.
أصدر الشهيد علي فودة خمس مجموعات شعرية: "فلسطيني كحد السيف" (1969)، "قصائد من عيون امرأة" (1973)، "عواء الذئب" (1977)، "الغجري" (1981)، "منشورات سرية للعشب" (1982). وفي مجال الرواية صدر له: "الفلسطيني الطيب" (1979)، و"أعواد المشانق" (1983).
نشير في النهاية إلى أن قصيدته "إني اخترتك يا وطني" التي غناها مرسيل خليفة لاقت شهرةً كبيرة، كما ارتبط اسم الشاعر بمجلة "رصيف" التي تمثل "ثقافة الهامش والاختلاف، بعيداً عن مؤسسات الثورة"، وصدرت منها عدة أعداد، قبل أن يختلف فودة مع شركائه ويواصل إصدارها وحده، على شكل جريدة.