وسلط انهيار منجم آزاد شهر في محافظة غلستان شمالي إيران أوائل مايو/أيار الجاري الأضواء مرة أخرى على مشاكل عمال المناجم، خاصة وأنه جاء قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الإيرانية، والتي من المقرر أن تجرى الجمعة 19 مايو/أيار الجاري، فعدد الضحايا الكبير والذي وصل إلى 43، إضافة إلى إصابة 70 آخرين، أوجد حالة من الاحتقان بين عمال المناجم وبعض النواب الممثلين للمناطق الموجودة فيها تلك المناجم وهو ما وصفه البعض بـ"القنبلة الموقوتة".
امتد غضب العمال إلى الموقف من الرئيس حسن روحاني حيث قام بعضهم وعائلاتهم بحصار سيارته، عندما ذهب إلى مقر الحادث لمتابعة جهود الإنقاذ، وتبادل الإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات مصورة لهجوم المحتجين على السيارة التي تقل الرئيس.
أنكرت مصادر حكومية بعض تفاصيل حصار سيارة الرئيس، وسعت للتأكيد على أن المنجم لا يخضع لإدارة حكومية، بل إنه يعود لشركات تعمل في القطاع الخاص، كما أن 20٪ من أسهمه تعود لشركة مهر اقتصاد ايرانيان التابعة لقوات التعبئة والمعروفة باسم البسيج.
مأساة عمال المناجم الذين يصل عددهم إلى 100 ألف تقريبا لم تقف عند ظروف العمل السيئة والمخاطر، التي تواجههم خلال عملهم، بل إن مستواهم المعيشي ذاته متدن للغاية فرواتبهم الشهرية تتراوح بين 200 إلى 300 دولار تقريبا.
يقول النائب في البرلمان، همايون هاشمي، والذي يمثل منطقة مياندواب في البرلمان، أنه يوجد فيها وحدها ما يعادل 200 منجم، وهي التي تقع في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران، مؤكدا أن الوضع فيها أسوأ بكثير من الوضع في المنجم، الذي انهار مؤخرا، مؤكدا أنه نقل الموضوع لوزارة العمل التي لم تتابع بدورها الملف.
وأضاف هاشمي أن بعض العمال لم يحصلوا على رواتبهم من الشركات، التي تستثمر في المناجم، منذ ما يقارب 22 شهرا، كما تم طرد 200 عامل خلال الشهر الماضي.
من جهته رد رئيس لجنة المناجم والصناعات والمعدنية في إيران، بهرام شكوري، أن 8٪ من الحوادث في العالم والتي تؤدي للوفاة في مكان العمل من نصيب عمال المناجم.
وأضاف شكوري، في تصريحات سابقة نشرتها وكالة مهر الإيرانية، أن ما يقارب 1850 عاملا يفقدون حياتهم في إيران سنويا إثر حوادث تقع في أماكن العمل، قائلا إن للعمل في المناجم أخطاراً أشد، مؤكدا أن المسؤولين استوردوا ما يعادل 400 جهاز لقياس ضغط الغاز حيث تعد مناجم الفحم هي الأخطر على هذا الصعيد، ومرجحا أن يعود سبب الانفجار في منجم آزاد شهر لتسرب الغاز وعدم تنبه العمال لتحذيرات الأجهزة.
وتعد إيران غنية بالمعادن والثروات الطبيعية، وتشكل المناجم فيها أحد مصادر ثروتها الاقتصادية المحلية، وهي التي لم تنعكس على العاملين في قطاع المناجم التي يتجاوز عددها السبعة آلاف وتتوزع في كافة النقاط الجغرافية، كما تتسم بتنوع المواد المستخرجة منها، حيث تجري عمليات التنقيب والاستخراج في خمسة آلاف من هذه المناجم.
ووفقا لأرقام رسمية فإن هناك 68 معدناً ومادة تستخرج من هذه المناجم، كما تم اكتشاف 37 مليار طن، وتملك إيران مخزونا يقدر بـ 57 مليارا وهو ما يجعلها واحدة من خمس عشر دولة تتمتع بوجود مناجم ذات ثروات مختلفة، ويمثل معدل الإنتاج من ثروات المعادن 6 ٪ من معدل الإنتاج المحلي الكلي.