وليس خافياً على أحد أنّ عمر سي يحظى بإعجاب جماهيري في فرنسا، في أوساط اليمين واليسار على حد سواء، بسبب روحه المرحة وبساطته وتفانيه في أداء أدواره الفنية، بشكل يثير الإعجاب لدرجة أن السينما الأميركية أعجبت بأدائه أيضاً. كذلك، بسبب ابتعاده "المقصود" عن النقاشات السياسية التي تلهب الساحة الفرنسية، خصوصاً المتعلقة بالعنصرية وكراهية الأجانب، وحين يُسأل عنها، يفضل عمر سي أن يجيب بالصمت أو ضاحكاً. ولهذا لم يَعرف أحد رأيه، صراحة، في ما خص محنة الفنان الفرنسي الكاميروني الساخر ديودوني، وفي قضايا أخرى كثيرة.
يقول عمر سي "أنا رجل سينما، ولست رجل سياسة". ولعلّ الكثير من زملائه قد أبدوا في فترة ما موقفاً سياسياً حادّاً، فوجدوا أن شعبيتهم في هذا الاستطلاع تتهاوى، كالفنان المغربي الفرنسي جمال دبوز، الذي تراجع إلى الدرجة الرابعة والثلاثين، أو المغني ولاعب التنس السابق الفرنسي الكاميروني يانيك نوّا، الذي دافع عن مواطنه الفرنسي الكامروني ديودوني، كما أنه هدد عام 2007 بمغادرة فرنسا في حال فوز ساركوزي، فحلّ في المرتبة الثامنة والأربعين.
وجاءت في المرتبة الثانية لعام 2016، الوزيرة السابقة سيمون فاي، التي كان لها دورٌ رئيسٌ في إقرار حق الإجهاض في فرنسا، وهو حق لا يتردد بعض المرشحين للانتخابات الفرنسية في إبداء مواقف معارضة له.
أما الكاتب وصاحب البرامج الأدبية الشهيرة برنار بيفو، الذي سبق له في ذروة نشاطه وحضوره الأدبي أن حصل على المرتبة الأولى متفوقاً على عالِم الأنثروبولوجيا كلود- ليفي شتراوس، فلم ينل في هذا الاستطلاع الجديد إلا المرتبة الثامنة والعشرين.
ويكشف هذا الاستطلاع الشعبي مدى الحذر الذي يبديه الفرنسيون من شخصياتهم السياسية، وهم مقبلون على استحقاقات جديدة. وهكذا لا تحضر سوى أربع شخصيات سياسية فرنسية استطاعت الولوج إلى قلوب الفرنسيين. وجاءت على رأسهم مارين لوبان، رئيسة حزب الجبهة الوطنية المتطرف، والتي تدخل لأول مرة وجاءت في المرتبة السابعة والثلاثين. ثم فرانسوا فيون، الذي حل في المرتبة الثانية والأربعين، يليه إيمانويل ماكرون في المرتبة السادسة والأربعين، بعد أن كان سابقاً في المرتبة الخمسين، ليغلق جان- لوك ميلونشون، الوافد الجديد، القائمةَ الخمسين.
وقد حظي عمر سي بالمرتبة الأولى لدى ثلاث فئات: الرجال والنساء والشباب.
أما فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته قريبا، فقد جاء في المرتبة الثالثة والخمسين، في القائمة الثانية، يليه مانويل فالس في المرتبة السابعة والخمسين، ثم عمدة باريس، آن هيدالغو في المرتبة الثامنة والخمسين.
أما الشخصيات الفرنسية من أصول عربية، فلم تحضر سوى ثلاث شخصيات في قائمة الخمسين، وهي مقدم البرامج الفرنسي المصري ناجي، والمغربيان الفرنسيان جاد المالح وجمال دبوز.