تشغل قضية التحرش الجنسي الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الأوساط العالمية، وهي المتعلقة بذلك الطبيب المدعو لاري نصار، الذي يواجه في الوقت الحالي تهماً قد تقوده على الأغلب إلى السجن مدى الحياة.
نصار متهمٌ في الوقت الحالي بالاعتداء الجنسي على عدد كبير من الفتيات، إذ يصل عددهن إلى 140، قام بالتحرش بهن خلال العشرين سنة الماضية، وتحديداً منذ عام 1998، بعدما عمل طبيباً في المنتخب الأولمبي الأميركي للجمباز للفتيات واللواتي التي كانت تراوح أعمارهن بين 12 و18 عاماً.
البطلة ريزمان
داخل جدران المحكمة وأمام قاضية التحقيق فُضح الكثير من القصص. آلي ريزمان، صاحبة الـ23 عاماً، التي ولدت عام 1994، وهي بطلة أولمبية حاصلة على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2012 في لندن و2016 في ريو دي جانيرو، تحدثت عن قصتها بعدما استردت قوتها ورفعت صوتها على المعتدي عليها، ودخلت بصحبة بطلة عالمية وأولمبية أخرى، دوردين ويبر (22 عاماً).
على أثر ذلك بدأت جلسة الاستماع وأدلت ريزمان بشهادتها في خطاب قوي للغاية، وقالت: "أنا هنا لمواجهتك لاري، حتى تتمكن من رؤيتي بعدما استعدت قوتي، أنا لم أعد ضحية، أنا بت ناجية"، ولم تسقط دمعة واحدة من البطلة الأولمبية أثناء حديثها، حتى إن علامات الضعف لم تكن واضحة على وجهها.
وأضافت ريزمان: "لم أكن أعتقد أنني سوف أكون اليوم هنا، كنت خائفة للغاية، لم أدرك أنه يجب القدوم إلى هنا حتى استمعت إلى الناجيات الأخريات، اللواتي كنّ شجاعات جداً"، ولم تذكر البطلة الأولمبية تفاصيل الاعتداء، وقالت فقط إن نصار بدأ هذه الأمور حين كان الاثنان معاً بالمنتخب في أستراليا، وأنه كان يحاول لمس مناطق معينة محاولاً إزالة الألم، وفي هذا الصدد أضافت: "أنت لم تشفني أبداً، لقد كنت تستفيد من أحلامنا ومشاعرنا، تخيل ذلك الشعور أن تكون بدون قوة أو صوت، حسناً أتعرف يا لاري، أنا أمتلك قوتي وصوتي وسأستخدمهما. الأدوار انقلبت الآن. نحن هنا (تقصد الفتيات) ولدينا ما نقوله، ولن نذهب لأي مكان، الآن لاري دورك لتستمع لي".
ووصفت ريزمان نصار بأنه مثيرٌ للشفقة، وأن الطبيب لن يلقى أي تعاطف من أحد: "كنت تعتقد أن هذا أمر صعب بالنسبة لك؟ تخيل كيف تشعر كلٌ منا".
حديث القاضية
وبعدما انتهت ريزمان من حديثها، شاركت القاضية روزماري أكويلينا ببضع كلمات مع الناجية الشجاعة: "لستِ أبداً المشكلة، أنت الحلّ، لا يمكن إيقافك، أنت جزء من قوة تتعاظم لديها صوت عالٍ للغاية. تأثير هذا الصوت يتجاوز صوت المحكمة بل يصل لكلّ أنحاء العالم. أنت واحدة من أقوى الناجيات اللواتي رأيتهن في أي وقتٍ مضى".
وعلى نصار حكم في الوقت الحالي بالسجن يصل إلى 60 عاماً بسبب العثور بحوزته على آلاف الصور الجنسية لأطفال، على أن يتم إصدار حكم جديد بحقه، مرتبط بقضية منتخب الولايات المتحدة الأميركية للجمباز وكذلك القضية المتعلقة بفريق جامعة ميشيغين للجمباز.
دور ويبر
وقضت ريزمان وويبر اليوم بأكمله في قاعة المحكمة، وبعد فترة الغداء عادتا لاستكمال الجلسة مع بقية النساء الأخريات اللواتي شاركن قصصهن، وذلك بهدف دعمهن.
وكانت ويبر أولى المتحدثات في المحكمة قبل ريزمان عن تعرضها لاعتداء جنسي بين الفتيات الأخريات، وهي التي قالت العديد من الأمور المهمة، نعرض بعضها هنا: "كنت أظن أن التمارين والتحضير للألعاب الأولمبية هو الأمر الأصعب الذي سيتوجب عليّ القيام به، لكن في الحقيقة كان تقبّل كوني ضحية للاري نصار أصعب ما عشته في حياتي. لقد تسبب لي بالشعور بالعار. قضيت أشهراً في محاولة التفكير مرة أخرى في تجاربي تلك، كيف لم أكن أعرف ما كان يحدث لي، وكيف غسل دماغي من قبله وكذلك المتواجدين في عالم الجمباز بالولايات المتحدة الأميركية، كل من اعتقدت أنه يفترض التواجد إلى جانبي".
ويبر، وكما فعلت العديد من النساء قبلها هذا الأسبوع، أكدت أن نصار ليس الشخص الوحيد الذي ينبغي أن يكون مسؤولاً عن هذه الأمور المروعة: "الجمباز في الولايات المتحدة الأميركية واللجنة الأولمبية الأميركية أيضاً مسؤولتان عما حصل، زميلاتي عانين ما فيه الكفاية، والآن حان وقت التغيير، لا يجب أن تعيش لاعبات الجمباز في حالة من القلق والخوف كما فعلت أنا".
وكشفت ويبر أن الاعتداء الجنسي عليها بدأ بعمر الرابعة عشرة واستمر لسنوات طويلة: "الجزء الأسوأ كان عدم معرفتي بأنه يسيء إليّ جنسياً. أنا وريزمان وميكايلا ماروني ناقشن (بطلة أخرى) المخاوف التي كانت لدينا، حافظنا على الهدوء كي لا نعرض موقعنا في المنتخب الأولمبي للخطر".
وتحدثت صاحبة الـ22 عاماً بعدها عن طريقة تعامل الطبيب المتحرش معها: "هل كان لاري يفعل أي شيء لمساعدة آلامي؟ هل حصلت على الرعاية الطبية المناسبة؟ ماذا كان يفكر حين يدلك العضلات المتقرحة كل يوم؟".
وتعمل ويبر على تجاوز ما تعرضت له من إساءة، وقالت إنها ترفض السماح لما فعله نصار أن يُعرف عن حياتها: "على الرغم من أنني ضحية، لا ولن أعيش حياتي على أنها واحدة فقط، أنا بطلة أولمبية، لكن لقبي هذا لا يحمل أي وزنٍ داخل هذه المحكمة، أريد من الجميع وخاصة من وسائل الإعلام، معرفة أنه وعلى الرغم من ألقابي، فأنا واحدة من 140 امرأة ناجية لدى كل واحدة منهن قصة مهمة، ألمنا هو كل شيء وقصصنا كلّها مهمة".
شهادات أخرى
كان الطبيب لاري نصار قد استخدم الثقة الممنوحة له للتحرش بالفتيات، وخلال المحاكمة قالت قاصرة تدعى تشلسي (15 عاماً) وهي رياضية جمباز أيضاً: "تمزقت عضلة في بطني حين كنت في الثانية عشرة، ذهبت لرؤيته وطلب مني أن أرتدي سراويل فضفاضة كي يتمكن من الوصول إلى جسدي بسهولة. حبي للجمباز انتهى بسببه، هو جبانٌ ورجل مخيف، هو سبب كلّ هذا الألم، أنا هنا اليوم أواجه المعتدي علي، في النهاية لم أعد أخف قصتي".
أما آنيا جيلينغارتن (33 عاماً)، فقالت: "لقد سرق طفولتي وبراءتي وعذريتي وقيمتي الذاتية، لقد كرهت نفسي وما زلت، عشت في دوامة من الاكتئاب".
اقــرأ أيضاً
نصار متهمٌ في الوقت الحالي بالاعتداء الجنسي على عدد كبير من الفتيات، إذ يصل عددهن إلى 140، قام بالتحرش بهن خلال العشرين سنة الماضية، وتحديداً منذ عام 1998، بعدما عمل طبيباً في المنتخب الأولمبي الأميركي للجمباز للفتيات واللواتي التي كانت تراوح أعمارهن بين 12 و18 عاماً.
البطلة ريزمان
داخل جدران المحكمة وأمام قاضية التحقيق فُضح الكثير من القصص. آلي ريزمان، صاحبة الـ23 عاماً، التي ولدت عام 1994، وهي بطلة أولمبية حاصلة على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2012 في لندن و2016 في ريو دي جانيرو، تحدثت عن قصتها بعدما استردت قوتها ورفعت صوتها على المعتدي عليها، ودخلت بصحبة بطلة عالمية وأولمبية أخرى، دوردين ويبر (22 عاماً).
على أثر ذلك بدأت جلسة الاستماع وأدلت ريزمان بشهادتها في خطاب قوي للغاية، وقالت: "أنا هنا لمواجهتك لاري، حتى تتمكن من رؤيتي بعدما استعدت قوتي، أنا لم أعد ضحية، أنا بت ناجية"، ولم تسقط دمعة واحدة من البطلة الأولمبية أثناء حديثها، حتى إن علامات الضعف لم تكن واضحة على وجهها.
وأضافت ريزمان: "لم أكن أعتقد أنني سوف أكون اليوم هنا، كنت خائفة للغاية، لم أدرك أنه يجب القدوم إلى هنا حتى استمعت إلى الناجيات الأخريات، اللواتي كنّ شجاعات جداً"، ولم تذكر البطلة الأولمبية تفاصيل الاعتداء، وقالت فقط إن نصار بدأ هذه الأمور حين كان الاثنان معاً بالمنتخب في أستراليا، وأنه كان يحاول لمس مناطق معينة محاولاً إزالة الألم، وفي هذا الصدد أضافت: "أنت لم تشفني أبداً، لقد كنت تستفيد من أحلامنا ومشاعرنا، تخيل ذلك الشعور أن تكون بدون قوة أو صوت، حسناً أتعرف يا لاري، أنا أمتلك قوتي وصوتي وسأستخدمهما. الأدوار انقلبت الآن. نحن هنا (تقصد الفتيات) ولدينا ما نقوله، ولن نذهب لأي مكان، الآن لاري دورك لتستمع لي".
ووصفت ريزمان نصار بأنه مثيرٌ للشفقة، وأن الطبيب لن يلقى أي تعاطف من أحد: "كنت تعتقد أن هذا أمر صعب بالنسبة لك؟ تخيل كيف تشعر كلٌ منا".
حديث القاضية
وبعدما انتهت ريزمان من حديثها، شاركت القاضية روزماري أكويلينا ببضع كلمات مع الناجية الشجاعة: "لستِ أبداً المشكلة، أنت الحلّ، لا يمكن إيقافك، أنت جزء من قوة تتعاظم لديها صوت عالٍ للغاية. تأثير هذا الصوت يتجاوز صوت المحكمة بل يصل لكلّ أنحاء العالم. أنت واحدة من أقوى الناجيات اللواتي رأيتهن في أي وقتٍ مضى".
وعلى نصار حكم في الوقت الحالي بالسجن يصل إلى 60 عاماً بسبب العثور بحوزته على آلاف الصور الجنسية لأطفال، على أن يتم إصدار حكم جديد بحقه، مرتبط بقضية منتخب الولايات المتحدة الأميركية للجمباز وكذلك القضية المتعلقة بفريق جامعة ميشيغين للجمباز.
دور ويبر
وقضت ريزمان وويبر اليوم بأكمله في قاعة المحكمة، وبعد فترة الغداء عادتا لاستكمال الجلسة مع بقية النساء الأخريات اللواتي شاركن قصصهن، وذلك بهدف دعمهن.
وكانت ويبر أولى المتحدثات في المحكمة قبل ريزمان عن تعرضها لاعتداء جنسي بين الفتيات الأخريات، وهي التي قالت العديد من الأمور المهمة، نعرض بعضها هنا: "كنت أظن أن التمارين والتحضير للألعاب الأولمبية هو الأمر الأصعب الذي سيتوجب عليّ القيام به، لكن في الحقيقة كان تقبّل كوني ضحية للاري نصار أصعب ما عشته في حياتي. لقد تسبب لي بالشعور بالعار. قضيت أشهراً في محاولة التفكير مرة أخرى في تجاربي تلك، كيف لم أكن أعرف ما كان يحدث لي، وكيف غسل دماغي من قبله وكذلك المتواجدين في عالم الجمباز بالولايات المتحدة الأميركية، كل من اعتقدت أنه يفترض التواجد إلى جانبي".
ويبر، وكما فعلت العديد من النساء قبلها هذا الأسبوع، أكدت أن نصار ليس الشخص الوحيد الذي ينبغي أن يكون مسؤولاً عن هذه الأمور المروعة: "الجمباز في الولايات المتحدة الأميركية واللجنة الأولمبية الأميركية أيضاً مسؤولتان عما حصل، زميلاتي عانين ما فيه الكفاية، والآن حان وقت التغيير، لا يجب أن تعيش لاعبات الجمباز في حالة من القلق والخوف كما فعلت أنا".
وكشفت ويبر أن الاعتداء الجنسي عليها بدأ بعمر الرابعة عشرة واستمر لسنوات طويلة: "الجزء الأسوأ كان عدم معرفتي بأنه يسيء إليّ جنسياً. أنا وريزمان وميكايلا ماروني ناقشن (بطلة أخرى) المخاوف التي كانت لدينا، حافظنا على الهدوء كي لا نعرض موقعنا في المنتخب الأولمبي للخطر".
وتحدثت صاحبة الـ22 عاماً بعدها عن طريقة تعامل الطبيب المتحرش معها: "هل كان لاري يفعل أي شيء لمساعدة آلامي؟ هل حصلت على الرعاية الطبية المناسبة؟ ماذا كان يفكر حين يدلك العضلات المتقرحة كل يوم؟".
وتعمل ويبر على تجاوز ما تعرضت له من إساءة، وقالت إنها ترفض السماح لما فعله نصار أن يُعرف عن حياتها: "على الرغم من أنني ضحية، لا ولن أعيش حياتي على أنها واحدة فقط، أنا بطلة أولمبية، لكن لقبي هذا لا يحمل أي وزنٍ داخل هذه المحكمة، أريد من الجميع وخاصة من وسائل الإعلام، معرفة أنه وعلى الرغم من ألقابي، فأنا واحدة من 140 امرأة ناجية لدى كل واحدة منهن قصة مهمة، ألمنا هو كل شيء وقصصنا كلّها مهمة".
شهادات أخرى
كان الطبيب لاري نصار قد استخدم الثقة الممنوحة له للتحرش بالفتيات، وخلال المحاكمة قالت قاصرة تدعى تشلسي (15 عاماً) وهي رياضية جمباز أيضاً: "تمزقت عضلة في بطني حين كنت في الثانية عشرة، ذهبت لرؤيته وطلب مني أن أرتدي سراويل فضفاضة كي يتمكن من الوصول إلى جسدي بسهولة. حبي للجمباز انتهى بسببه، هو جبانٌ ورجل مخيف، هو سبب كلّ هذا الألم، أنا هنا اليوم أواجه المعتدي علي، في النهاية لم أعد أخف قصتي".
أما آنيا جيلينغارتن (33 عاماً)، فقالت: "لقد سرق طفولتي وبراءتي وعذريتي وقيمتي الذاتية، لقد كرهت نفسي وما زلت، عشت في دوامة من الاكتئاب".