في الوقت الذي لم تصدر فيه الدوحة أي تعليق رسمي على ما نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يدفع باتجاه إغلاق مكتب حركة "طالبان" في العاصمة القطرية، مشيرة إلى ضغوط سعودية وإماراتية لإغلاق المكتب، لم تتوقف منذ افتتاحه عام 2011، حاولت وسائل إعلام دول الحصار توظيف التقرير للهجوم على قطر، واستغلاله لصالحها في الأزمة الخليجية المتواصلة منذ يونيو/ حزيران الماضي.
والملفت أن الصحيفة البريطانية قالت "إن مكتب طالبان في الدوحة افتتح عام 2011"، فيما أعلن عن افتتاحه رسمياً عام 2013، وذلك بطلب أميركي في حينها من الرئيس باراك أوباما، ترددت الدوحة في الموافقة عليه، للمساهمة في مساعي الحوار بين الأطراف الأفغانية لوقف الحرب الأهلية في هذا البلد.
ولم تشر "ذا غارديان" ووسائل الإعلام التي نشرت التقرير نقلاً عنها إلى إعلان "حركة طالبان" في التاسع من يوليو/ تموز 2013 أنها أغلقت بشكل مؤقت مكتبها الذي افتتحته قبل فترة وجيزة في قطر بهدف التوصل إلى سلام للنزاع الذي يمتد منذ 12 عاماً في أفغانستان.
وكان مسؤول في الحركة قد أكد لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي من باكستان "أنه تم إغلاق مكتبها السياسي "مؤقتاً" بالدوحة، لأسباب تتعلق "بنقض العهود" الأميركية والأفغانية"، ولم يعلن بعد ذلك عن افتتاح المكتب مجدداً.
وقال المسؤول الذي لم تسمه الوكالة إن "الأميركيين وحكومة كابل وكل الأطراف المشاركين لم يتعاملوا معنا بصدق". ولم تُعلن الدوحة آنذاك رسمياً عن إغلاق المكتب، ولم تعلّق على إعلان حركة طالبان إغلاقه.
ووقع فور افتتاح المكتب خلاف حول تسميته، إذ أكّدت قطر رداً على احتجاج الحكومة الأفغانية "أن المكتب الذي افتتحته حركة طالبان في الدوحة تمهيداً لإيجاد حل للنزاع في أفغانستان لا يحمل اسم إمارة أفغانستان الإسلامية".
ونسبت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا" إلى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية القول إن "المكتب الذي افتُتح هو المكتب السياسي لطالبان أفغانستان في الدوحة، وليس المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية"، فيما اعتبرت السلطات الأفغانية آنذاك استخدام التسمية السابقة لحكومة طالبان في أفغانستان حتى الإطاحة بها عام 2001 يمثل استفزازاً لها.
وافتتح ممثلون لقطر وطالبان في شهر يونيو/ حزيران 2013 مكتباً سياسياً للحركة في الدوحة، تمهيداً لإجراء اتصالات مع الولايات المتحدة، وتسهيل تنظيم مفاوضات سلام في أفغانستان، لكن مكتب حركة طالبان لم يمارس منذ افتتاحه، ومن ثم الإعلان عن إغلاقه مؤقتاً، أي نشاط سياسي أو إعلامي، على الرغم من أن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وصف فتح مكتب لطالبان في الدوحة بأنه خطوة مهمة، قائلاً: "سنرى الأفغان لاحقاً يتحدثون لبعضهم من أجل وقف العنف".
واستقال رئيس مكتب حركة طالبان، طيب آغا، من موقعه، عقب وفاة مؤسسها الملا محمد عمر، عام 2013، كذلك حدث انقسام بين الجناح السياسي والقادة العسكريين في حركة طالبان بعد وفاة زعيم الحركة.
وفي الوقت الذي تقول فيه "ذا غارديان" إن الرئيس الأميركي يرفض بقاء بعثة حركة طالبان في قطر، ويعتبرها مبادرة فاشلة من سلفه باراك أوباما، وإن ترامب أثار قضية مكتب "طالبان" في اجتماع له، الأسبوع الماضي، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فإن احتمالات ترجح أن ترامب يطالب بإغلاق المكتب "المغلق أصلاً".