من غير المتوقع أن تغير السعودية موقفها سريعاً من النظام المصري الحالي، على الرغم من كل نقاط الاختلاف السياسية بين الرياض والقاهرة بخصوص القضايا العالقة في المنطقة. مصر لم تظهر فاعلية تذكر في التحالف العربي في اليمن، كما أنها لم تتخذ مواقف سياسية مرضية للسعودية في سورية، وتصويتها لمصلحة القرار الروسي في مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، مثال أخير وذروة للخلاف، انعكست على تصريحات مسؤولين سعوديين حاليين وسابقين.
الأسوأ من اتخاذ مصر قرارات مضادة للتوجهات السياسية السعودية، والتي تحظى بدعم عربي، كموقفها من سورية، والأسوأ من "عدم فاعلية" مصر في المنطقة، هو عملها ضد الرياض في ساحات أخرى، كمشاركة شيخ الأزهر، أحمد الطيب، في مؤتمر غروزني، والذي طمح إلى عزل السعودية، ودول خليجية أخرى، سياسياً، من خلال عزل السلفية، في العالم الإسلامي، كمذهب.
وصل التململ مؤخراً من المواقف السياسية للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في السعودية، إلى مستويات غير مسبوقة، على المستويين الرسمي والإعلامي. فبعد وصف مندوب السعودية الدائم في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، تصويت مصر لصالح المشروع الروسي بخصوص سورية، بـ "المؤلم" و"المؤسف"، انتقدت نخب إعلامية سعودية، من المؤيدين للسيسي منذ الانقلاب، الموقف المصري الأخير، ووصفته بـ"الابتزاز" و"الدبلوماسية الرخيصة" و"الموقف المؤسف"، تزامناً مع إيقاف "أرامكو" تصدير المنتجات النفطية المتفق عليها، مع القاهرة، لأسباب غير واضحة حتى اللحظة.
يمكن قراءة هذه التطورات، باعتبارها نواة لتغيّر ما في الرياض، تجاه مصر، من المستبعد أن يكون سريعاً. فالسعودية ترى أنها بالدعم المقدم إلى مصر، تحفظها من الانهيار، بينما يرى النظام المصري، مخاوف الخليج من انهيار مصر، الذي لا تحتمله المنطقة، فرصة للمطالبة بالمزيد من الدعم، من دون أن يكون لمصر سياسة واضحة في المنطقة، خاصة في ما يتعلق بأمن الخليج، الذي تعهد السيسي مراراً بأنه أولوية بالنسبة للقاهرة.