يستمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالحديث عن رفضه القاطع لأي تواصل سياسي أو دبلوماسي مع نظام بشار الأسد، لأن الأخير جزار ومجرم، قتل ما يقارب المليون من شعبه. ولكن في الوقت ذاته، يخرج المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، ليؤكد أن مستوى التواصل يتم عند الضرورة وعلى المستوى الاستخباراتي، وهذا موقف لا يختلف كثيراً عن مواقف جميع الدول الغربية. وبعد أن كان النظام السوري العدو الأول للأمن القومي التركي، عاد حزب العمال الكردستاني، وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، ليصبح أولوية الأولويات، قبل أن تبدأ عمليات تحجيم الأخير في تركيا وتمتد لسورية عبر مناطق "درع الفرات" وصولاً إلى منطقة عفرين، عبر تفاهمات مع روسيا وإيران.
إضافة إلى ذلك، أصبح الأتراك على يقين بأن بقاء نظام الأسد لم يعد خياراً روسياً إيرانياً فحسب، بل خياراً دولياً توافق عليه جميع الأعداء السابقين لهذا السفاح، كلٌ لأسبابه. لا يبدو أن الأتراك، في هذه المرحلة، قاموا بشيء مختلف عما قامت به الولايات المتحدة وحلفاؤها، بل يبدو أنهم التحقوا بركب الحلفاء متأخرين، فواشنطن أيضاً لا تقيم علاقات دبلوماسية مع النظام، ولم تستأذن النظام بالدخول إلى الأراضي السورية، لكنها أيضاً تنسق مع النظام استخباراتياً، سواء بوساطة روسية أو بشكل مباشر، وهذا حال كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والكثير من الدول الغربية.
ولكن موقف أنقرة قد يبدو مختلفاً، لأن رفض العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد ليس إلا تأجيلاً لإعلان فشل تحقيق الاستراتيجية التركية بإسقاط الأسد، بكل التكلفة التي تم دفعها على المستوى الإنساني والعسكري. وحتى النظام لا يبدو أنه بحاجة إلى العلاقات الدبلوماسية في هذه المرحلة، طالما أن التنسيق المخابراتي جارٍ على قدم وساق، بل وأسفر أخيراً عن موافقة أنقرة، قبل غيرها، على دخول قواته إلى عفرين والسيطرة على كامل مدينة حلب، في معادلة واضحة، إذ تستمر تركيا بالضغط على مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي عسكرياً، تتقدم وتحصل على الأرض، ويضطر الأخير لإغاظتها لتسليم الأرض قبل حصولها عليها للنظام، ولكن أيضاً ضمن توافقات، فليس للنظام الحق بالسيطرة على المناطق الحدودية مع تركيا ولا في ريف حلب الشمالي في تل رفعت وغيرها. أما فيما يخص العلاقات الدبلوماسية فإنها آتية في مرحلة لاحقة، قد لا تكون بعيدة إن اضطرت أنقرة لمواجهة الأميركيين في شرق الفرات. عندها سيكون عنوان المرحلة بالنسبة لأنقرة: "عليّ وعلى أعدائي"، لأن المساس بقوة الوجود الأميركي في سورية سيكون بداية نهاية الوجود التركي فيها أيضاً، إذ ستصبح أنقرة وحيدة في مواجهة طهران وموسكو.
إضافة إلى ذلك، أصبح الأتراك على يقين بأن بقاء نظام الأسد لم يعد خياراً روسياً إيرانياً فحسب، بل خياراً دولياً توافق عليه جميع الأعداء السابقين لهذا السفاح، كلٌ لأسبابه. لا يبدو أن الأتراك، في هذه المرحلة، قاموا بشيء مختلف عما قامت به الولايات المتحدة وحلفاؤها، بل يبدو أنهم التحقوا بركب الحلفاء متأخرين، فواشنطن أيضاً لا تقيم علاقات دبلوماسية مع النظام، ولم تستأذن النظام بالدخول إلى الأراضي السورية، لكنها أيضاً تنسق مع النظام استخباراتياً، سواء بوساطة روسية أو بشكل مباشر، وهذا حال كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والكثير من الدول الغربية.
ولكن موقف أنقرة قد يبدو مختلفاً، لأن رفض العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد ليس إلا تأجيلاً لإعلان فشل تحقيق الاستراتيجية التركية بإسقاط الأسد، بكل التكلفة التي تم دفعها على المستوى الإنساني والعسكري. وحتى النظام لا يبدو أنه بحاجة إلى العلاقات الدبلوماسية في هذه المرحلة، طالما أن التنسيق المخابراتي جارٍ على قدم وساق، بل وأسفر أخيراً عن موافقة أنقرة، قبل غيرها، على دخول قواته إلى عفرين والسيطرة على كامل مدينة حلب، في معادلة واضحة، إذ تستمر تركيا بالضغط على مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي عسكرياً، تتقدم وتحصل على الأرض، ويضطر الأخير لإغاظتها لتسليم الأرض قبل حصولها عليها للنظام، ولكن أيضاً ضمن توافقات، فليس للنظام الحق بالسيطرة على المناطق الحدودية مع تركيا ولا في ريف حلب الشمالي في تل رفعت وغيرها. أما فيما يخص العلاقات الدبلوماسية فإنها آتية في مرحلة لاحقة، قد لا تكون بعيدة إن اضطرت أنقرة لمواجهة الأميركيين في شرق الفرات. عندها سيكون عنوان المرحلة بالنسبة لأنقرة: "عليّ وعلى أعدائي"، لأن المساس بقوة الوجود الأميركي في سورية سيكون بداية نهاية الوجود التركي فيها أيضاً، إذ ستصبح أنقرة وحيدة في مواجهة طهران وموسكو.