19 مارس 2019
عن حصار إيران
أحمد القاعود (مصر)
وضعت الولايات المتحدة الأميركية، ممثلة في وزير خارجيتها، مايك بومبيو، 12 شرطا أمام النظام الإيراني، حتى ينجو من حصار دولي خانق يمهد لإطاحته. وهذا يأتي بعد عام من مطالب وضعتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر أمام قطر وفرض حصار قاس عليها، بالتوازي مع حملة إعلامية ضخمة.
في الواقع، أصبحت قطر العام الحالي أقوى من قطر قبل عام، إذ اعتمدت على نفسها، وطوّرت إنتاجها المحلي، ونوّعت مصادر وارداتها وعززت قواتها، وواجهت دول الحصار إقليما ودوليا، وجعلت الحصار شبه منعدم الجدوى والتأثير، إلا في حالات الزواج المختلط بين أبناء هذه الدول.
حصار إيران وخروج أميركا من الاتفاق النووي من دون رغبة الدول الكبرى الأخرى، وتهديدها بحصار اقتصادي كبير وفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع إيران، وكل هذا بإيعاز ودعم مالي غير محدود من السعودية، سيكون مصيره مثل الحصار العربي لقطر، لعدة أسباب منها:
أولا، خاض النظام الإيراني، في بدايته وبعد سقوط الشاه، حربا طاحنة مع نظام صدام حسين القوي وقتها، وبدعم خليجي، ولم يتمكن من التأثير أو زعزعة النظام الجديد.
ثانيا، طورت إيران خلال فترة الحصار والعقوبات الدولية عليها صناعة عسكرية محلية متطورة وقوية، في مقدمتها الصواريخ طويلة المدى والطائرات بدون طيار، والزوارق الحربية، وهي أسلحة نوعية أثبتت قدرتها على الترهيب في مواجهة المناوئين للنظام الإيراني.
ثالثا، تمكنت إيران في أوج الحصار الدولي بأن تتمدد داخل المنطقة العربية، بل وإفريقيا أيضا، حيث ذراعها اللبناني الذي واجه اسرائيل عدة مرات، وطور صناعة صاروخية قوية، جعلت إسرائيل لا تقدم على أي مغامرة في لبنان، تعرض مدنها للخطر الصاروخي. بالإضافة إلى اعتبار الحزب حاليا في لبنان القوة السياسية الأولى، والعسكرية أيضا، بينما ضعفت إلى حد كبير سلطة السعودية ونفوذها في هذا البلد، وكان جديدها خسارة تيار المستقبل المدعوم سعوديا أمام التيارات الأخرى في الانتخابات النيابية.
رابعا، خلال السنوات الماضية، عزّزت إيران نفوذها في سورية عبر عشرات الآلاف من المقاتلين الذين تمّ تجنيدهم من إيران وأفغانستان والعراق، دعما لنظام بشار الأسد، عدا عن حزب الله الذي دخل إلى الحرب هو الآخر، وهذا يجعلها تمتلك مليشيات غير رسمية متدربة ومتمرسة في قتال الشوارع، يجعلها في طليعة المواجهة، إذا ما نشبت حرب إيرانية صهيوغربية خارج حدودها.
خامسا، لإيران ذراع سياسية وجماهيرية قوية في البحرين، يمكنهم إشعال الأوضاع في أي وقت ضد حكم آل خليفة المتعاون مع حكم آل سعود.
سادسا، هناك جماعة قوية في اليمن تسمّى جماعة الحوثي أو أنصار الله، تمكنت من الصمود أكثر من ثلاث سنوات أمام التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وتمكنت أخيرا من صناعة صواريخ باليستية، أرهبت الجيش السعودي عالي التقنية ووصلت إلى العاصمة الرياض.
الحصار وصناعة قوائم إرهاب لا ينتج عنها إلا تقوية الطرف المحاصر، وجعله أكثر اعتمادا على نفسه، من حيث إنتاج السلاح وتوفيره، أو إنشاء أذرع أخرى وتقويتها، وفي دول جديدة. وحدث هذا مع إيران، ومع حزب الله، ومع جماعة الحوثي ومع قطر.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن المواجهة الإيرانية الأميركية ستعزّز بصورة أقوى مكانة إيران ووضعها دولة مسلمة تواجه أميركا وإسرائيل، وإظهار الدول الخليجية السنية بتبني مواقف الصهيونية، ما سيؤثر بصورة كبيرة على الشارع العربي الكاره للاحتلال الاسرائيلي، والرافض الهيمنة الأميركية وأنظمة الحكم المتعاونة معها.
في الواقع، أصبحت قطر العام الحالي أقوى من قطر قبل عام، إذ اعتمدت على نفسها، وطوّرت إنتاجها المحلي، ونوّعت مصادر وارداتها وعززت قواتها، وواجهت دول الحصار إقليما ودوليا، وجعلت الحصار شبه منعدم الجدوى والتأثير، إلا في حالات الزواج المختلط بين أبناء هذه الدول.
حصار إيران وخروج أميركا من الاتفاق النووي من دون رغبة الدول الكبرى الأخرى، وتهديدها بحصار اقتصادي كبير وفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع إيران، وكل هذا بإيعاز ودعم مالي غير محدود من السعودية، سيكون مصيره مثل الحصار العربي لقطر، لعدة أسباب منها:
أولا، خاض النظام الإيراني، في بدايته وبعد سقوط الشاه، حربا طاحنة مع نظام صدام حسين القوي وقتها، وبدعم خليجي، ولم يتمكن من التأثير أو زعزعة النظام الجديد.
ثانيا، طورت إيران خلال فترة الحصار والعقوبات الدولية عليها صناعة عسكرية محلية متطورة وقوية، في مقدمتها الصواريخ طويلة المدى والطائرات بدون طيار، والزوارق الحربية، وهي أسلحة نوعية أثبتت قدرتها على الترهيب في مواجهة المناوئين للنظام الإيراني.
ثالثا، تمكنت إيران في أوج الحصار الدولي بأن تتمدد داخل المنطقة العربية، بل وإفريقيا أيضا، حيث ذراعها اللبناني الذي واجه اسرائيل عدة مرات، وطور صناعة صاروخية قوية، جعلت إسرائيل لا تقدم على أي مغامرة في لبنان، تعرض مدنها للخطر الصاروخي. بالإضافة إلى اعتبار الحزب حاليا في لبنان القوة السياسية الأولى، والعسكرية أيضا، بينما ضعفت إلى حد كبير سلطة السعودية ونفوذها في هذا البلد، وكان جديدها خسارة تيار المستقبل المدعوم سعوديا أمام التيارات الأخرى في الانتخابات النيابية.
رابعا، خلال السنوات الماضية، عزّزت إيران نفوذها في سورية عبر عشرات الآلاف من المقاتلين الذين تمّ تجنيدهم من إيران وأفغانستان والعراق، دعما لنظام بشار الأسد، عدا عن حزب الله الذي دخل إلى الحرب هو الآخر، وهذا يجعلها تمتلك مليشيات غير رسمية متدربة ومتمرسة في قتال الشوارع، يجعلها في طليعة المواجهة، إذا ما نشبت حرب إيرانية صهيوغربية خارج حدودها.
خامسا، لإيران ذراع سياسية وجماهيرية قوية في البحرين، يمكنهم إشعال الأوضاع في أي وقت ضد حكم آل خليفة المتعاون مع حكم آل سعود.
سادسا، هناك جماعة قوية في اليمن تسمّى جماعة الحوثي أو أنصار الله، تمكنت من الصمود أكثر من ثلاث سنوات أمام التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وتمكنت أخيرا من صناعة صواريخ باليستية، أرهبت الجيش السعودي عالي التقنية ووصلت إلى العاصمة الرياض.
الحصار وصناعة قوائم إرهاب لا ينتج عنها إلا تقوية الطرف المحاصر، وجعله أكثر اعتمادا على نفسه، من حيث إنتاج السلاح وتوفيره، أو إنشاء أذرع أخرى وتقويتها، وفي دول جديدة. وحدث هذا مع إيران، ومع حزب الله، ومع جماعة الحوثي ومع قطر.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن المواجهة الإيرانية الأميركية ستعزّز بصورة أقوى مكانة إيران ووضعها دولة مسلمة تواجه أميركا وإسرائيل، وإظهار الدول الخليجية السنية بتبني مواقف الصهيونية، ما سيؤثر بصورة كبيرة على الشارع العربي الكاره للاحتلال الاسرائيلي، والرافض الهيمنة الأميركية وأنظمة الحكم المتعاونة معها.