وشاركت أمهات الأسرى، اليوم الإثنين، إلى جانب مجموعة من الأسرى المحررين من سجون الاحتلال وممثلي القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات الأسرى الفلسطينيين، في الاعتصام الأسبوعي الذي يحتضنه مقر المنظمة الدولية.
ويعتبر هذا الاعتصام الأول منذ 14 مارس/آذار الماضي، إذ أعلنت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية وأهالي الأسرى في سجون الاحتلال، في حينه، وقفه بسبب إجراءات الوقاية المتخذة لمواجهة جائحة كورونا.
وشهدت الساحة المخصصة لاعتصام أهالي الأسرى، ارتداء بعض المشاركين للكمامات، ضمن إجراءات الوقاية المتخذة بعد إعادة الفعالية الأسبوعية، إلى جانب لافتات وشعارات تدعم الأسرى وصمودهم، في ظل غياب الرعاية الصحية من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.
وقالت الحاج أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن العودة للاعتصام داخل الصليب الأحمر تشكل فرصة لإيصال رسائل إلى أبنائهم الأسرى عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وتساهم في دعم الأهالي لبعضهم في ظل كورونا.
ولا تخفي والدة الأسير الفلسطيني خشيتها من أن يطاول ابنها ورفاقه الأسرى مكروه في ظل الإهمال الطبي المتعمد، وعدم إجراء الفحوصات اللازمة لهم، وتوقف الزيارات منذ أكثر من عامين لعدد كبير من أسرى القطاع المحاصر إسرائيلياً.
أما والدة الأسير رامي العيلة، فتبدو هي الأخرى قلقة وهي تتحدث مع عددٍ من أمهات الأسرى اللواتي جلسن بجوارها، في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعدم اتخاذ أية إجراءات خاصة لحماية الأسرى.
وتقول العيلة، لـ"العربي الجديد"، إن عودة الاعتصام تشكل بالنسبة للأسرى وذويهم، على حدٍ سواء، فرصة من أجل إيصال رسائل لهم، لا سيما مع عدم التمكن من زيارتهم بسبب الجائحة، والرفض الأمني المتكرر للكثير من عائلات الأسرى.
وطالبت والدة الأسير، منظمة الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية، بالعمل على إعادة الزيارات المتوقفة لعائلات الأسرى الفلسطينيين في القطاع، وتوفير الرعاية الصحية الكافية للأسرى، في ظل الجائحة التي تعصف بالعالم حالياً.
ويعتبر المنع الأمني ذريعة إسرائيلية تستخدم لحرمان مئات الأسرى وعائلاتهم من اللقاء، إذ لم تتمكن الكثير من العائلات من زيارة أبنائهم داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية منذ سنوات، بسبب الرفض المتكرر لها من دون أسباب حقيقية.
في الأثناء، قالت الناطقة الإعلامية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، سهير زقوت، لـ"العربي الجديد"، إن الزيارات الخاصة بأهالي الأسرى توقفت منذ 17 مارس/آذار وحتى هذه اللحظة، بسبب تفشي جائحة كورونا.
وأوضحت زقوت أن زيارات اللجنة الدولية للسجون الإسرائيلية لم تتوقف منذ تلك الفترة، حيث جرى زيارة أكثر من 20 مركز احتجاز، بالإضافة إلى أكثر من 95 في المائة من الأسرى الفلسطينيين، كما تم نقل رسائل من الأسرى إلى عائلاتهم.
ولفتت الناطقة باسم الصليب الأحمر إلى أن اللجنة تعكف حالياً على إيجاد وسيلة تواصل بديلة عن برنامج الزيارات، حال استمر التوقف بسبب الإجراءات المتبعة بفعل جائحة كورونا.