من جهته قال رئيس صحيفة "الجيش"، الموالية للشرعية في عدن، علي منصور مقراط، في صفحته على "فيسبوك"، إن "المشهد في عدن قاتم، والأمور متوترة، وقابلة للانفجار لا سمح الله". هذا المنشور الذي تزامن مع مواقف مماثلة لمسؤولين آخرين في صفوف الحكومة، لقي هجوماً من أنصار "الانتقالي" وحلفائه. رئيس تحرير صحيفة "اليوم الثامن" المدعومة إماراتياً، صالح أبو عوذل، هاجم في منشور على "فيسبوك" مسؤولي وأنصار الشرعية على خلفية الاتهامات، رابطاً ذلك باتهامات باستعداد الإمارات وحلفائها لمعركة الوادي والصحراء في حضرموت ضد القوات الموالية للشرعية، مدعياً أن هذا الكلام تقف خلفه أطراف موالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، مؤكداً أن زيارة رئيس الحكومة معين عبد الملك إلى الإمارات لتحريك الملفات، أزعجت كثيرين. وهاجم أبو عوذل رئيس تحرير صحيفة "الجيش"، قائلاً إنه خرج ليبشر بأن هناك توتراً في عدن، مع أن الكثير من الأطراف الجنوبية لا تلمس أي توتر، ولا يمكن لأي جنوبي أن يقبل بأي تحرك عسكري في عدن تحت أي عنوان أو شعار. وأضاف أن معين عبد الملك "تحرك إلى أبوظبي وبدأ بتحريك الكثير من الملفات، ومنها الكهرباء. ويبدو أن هذه الأطراف التي عرقلت المشروع منذ ثلاث سنوات تريد إفشال المشروع، وأول مهمة خارجية لمعين عبد الملك". وتابع أن "وزير التربية والتعليم، الذي يبدو أنه خشي الإقالة، خرج للحديث عن تمرد في عدن، وتوعّد بأن الشرعية ستخرج منتصرة، مع أن الكثيرين لا يعلمون ما هو هذا التمرد. وكيف له أن يعرف أن هناك تمرداً في عدن مع أنه لا شيء تغير منذ ثلاثة أعوام؟".
توتر الأوضاع في عدن وعودة نُذر الصراع بين الشرعية والإمارات وحلفائها، يأتي على خلفية تحركات ومساعي "المجلس الانتقالي" لبسط سيطرته على كل المناطق، وفي مقدمتها عدن وإعلان سلطة الأمر الواقع، بعد أن عمل خلال الأشهر الماضية على تعزيز وجوده، مستغلاً ضعف رئيس الوزراء الحالي، بفضل القيود التي فرضتها الإمارات وحلفائها على الرجل، وهو ما جعلهم يوسعون حكمهم ويعززون وجودهم في المؤسسات والمرافق الحكومية، ومساعيهم لاختراق القوات الموالية للشرعية، وفق ما أكد مسؤول في الشرعية لـ"العربي الجديد". وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن حلفاء الإمارات حشدوا خلال الأشهر الماضية في كل مناطق الجنوب، لتجنيد الآلاف من الشباب، وفتحوا معسكرات لألوية عسكرية في عدن، مضيفاً: "قامت الإمارات بدعم قوات المجلس الانتقالي، عسكرياً ومالياً، وذلك من خلال تجهيزها بالعتاد، من سلاح ومعدات ثقيلة، وتدريبها، حتى أصبح معسكر جبل حديد في عدن، واحداً من أكبر مخازن السلاح والمعدات التي تفوق عدد الجنود أنفسهم". ولفت إلى أن "هناك حالة لاستغلال الحرب ضد الحوثيين في الضالع، من خلال تعذّر الإمارات بأنها دعمت القوات الموجودة في عدن خلال الثلاثين يوماً الماضية، من أجل مواجهة الحوثيين، بينما بالأصح هو لمواجهة الشرعية، ولا سيما أن عدد الألوية التي أنشئت خلال الشهرين الأخيرين هي خمسة، وجزء من لواء واحد فقط انتقل إلى الضالع لمساعدة القوات هناك، بينما الألوية الأخرى بقيت في عدن. لذلك فالدعم الإماراتي الكبير لهذه الألوية يثير الشكوك. فلم يحدث أن تم دعم قوات كهذه من قبل، وهو ما يطرح أسئلة لدى الشرعية حول دور هذه القوات ومهمتها".
وكان نشطاء وقياديون في المجلس الانتقالي قد تحدثوا عن ضرورة فرض سلطة الأمر الواقع وطرد الشرعية، فيما طالب البعض دولاً أجنبية بالاعتراف بسلطة الأمر الواقع في المناطق المحررة، كحال الناشط السياسي البارز في "الانتقالي" أحمد الصالح، الذي قال في منشور على صفحته في "فيسبوك"، إن "اليمن يحتاج إلى انقلاب عسكري فقط"، مضيفاً: "هنا سيخرج التحالف من دائرة الحياء، فإما يقرر حسم المعركة ضد الحوثي وإما يبارك الانقلاب وسلطة الأمر الواقع (الانتقالي الجنوبي) في المناطق المحررة ويدعمها ضد الحوثي، ثم يمنح شققاً مفروشة لقادة الشرعية بجوار (الرئيس التونسي المخلوع) زين العابدين بن علي وانتهت المشكلة".
ويسيطر حلفاء أبوظبي على أغلب مناطق عدن بقواتهم التي تشرف عليها الإمارات، في الوقت الذي تسعى فيه الشرعية إلى رفع الجاهزية تحسباً لأي طارئ أو تحرك قد يقوم به "المجلس الانتقالي"، أو يتخذه لفرض سلطة الأمر الواقع.