الفيلم الأول كان قد ترشّح إلى 13 جائزة أوسكار، حصد منها 4 (أفضل ممثلة/أفضل موسيقية تصويرية أصلية/أفضل مؤثرات بصرية/أفضل مونتاج)، إلّا أن فيلم العودة، لم يحقق إلا أربعة ترشيحات (أفضل أغنية/أفضل موسيقى تصويرية/أفضل تصميم أزياء/أفضل تصميم إنتاج).
ربما، لا شيء أكثر صعوبة من محاولة إنجاز جزء ثانٍ لفيلم كلاسيكي محبوب عند الجماهير، وهذا هو التحدي الذي واجه كُتاب فيلم "عودة ماري بوبنز". لكن، كما يرى كثير من النقاد الموسيقيين، كان مؤلّفا الأغاني، مارك شيمان وسكوت ويتمان، مناسبين للمهمة التي أوكلت لهما، ما جعلهما ينتجان موسيقى تصويرية وأغاني لافتة.
من المرجح أن يلاحظ المراقبون أن قائمة الأغاني في الفيلم الجديد تتماشى مع الأغاني في الفيلم الأصلي. هذه البنية تعني أن المقارنات لا يمكن تجنبها، لكن شيمان وويتمان يميلان إلى الحنين بدلاً من محاولة تجنبها. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن ريتشارد شيرمان والذي شارك في كتابة الأغاني الأصلية، اشتغل على الفيلم الجديد "مستشارًا موسيقيًا".
لا تضيع الموسيقى التصويرية وقتًا؛ فتعطي المعجبين بداية لا ينسونها: يبدأ الفيلم بشخص متعدد المواهب والمهارات يجهز المشهد في شوارع لندن. ويقوم بهذا الدور هنا -لين مانويل ميراندا- بدور جاك لامبليغتر، والذي يغني "تحت سماء لندن الجميلة". كان مشهدًا ساحرًا وجذابًا للمشاهد، وهو ما يؤكد للمشاهدين أنه على الرغم من تغير بعض الأشياء منذ آخر مرة رأينا فيها ماري بوبنز وعائلة بانكس، إلا أن بعض الأشياء لم تتغير على الإطلاق.
طريق دخول إميلي بلنت الموسيقية بوصفها المربية المثالية مشابه بشكل غريب للفيلم القديم، ولكن بطريقة عصرية. وكانت أغنية "هل يمكن أن تتخيل هذا" هي الأغنية البديلة لأغنية "ملعقة من السكر"، التي تغنيها ماري بوبنز وهي تستعرض قوة الخيال والسحر لأولاد عائلة بانكس المتشككين. نطاق الأغنية وخيالها أوسع من الأغنية في الفيلم الأصلي. للأغنية إحساس بالعصرية -مثل ذلك في مجال التلفاز- أكثر من البساطة المبهجة التي عرفناها، لكنها ممتعة وساحرة بطريقتها الخاصة.
نجحت الأغاني الجديدة غالبًا في صنع علاماتها الخاصة، فلم تسكن في ظلال نظيراتها الكلاسيكية، على الرغم من الروابط الواضحة. هناك أغنية واحدة فقط لا تقتبس روحها من الفيلم الأصليّ وهي أغنية "المكان الذي تذهب إليه الأشياء المفقودة"، والتي ترشحت للأوسكار (أفضل أغنية أصلية) وهي تهويدة لطيفة ومليئة بالمرح تقوم بمهمة تلخيص موضوعات الفيلم بشكل جميل: "لا شيء يضيع إلى الأبد، فقط يتغيّر مكانه".
الموسيقى التصويرية أيضًا لافتة وتخلق روابط بين الأغاني الموسيقية الرئيسية، كما أنها تخلق لحظات قليلة من الحنين الموسيقي، حيث تتناثر قطع من الألحان الأصلية لشقيق شيرمان في لحظات حاسمة.