في قربص، تلك المنطقة الجبليّة التي تقع في ولاية نابل وتبعد نحو 70 كيلومتراً عن العاصمة التونسية، عيون مائية استشفائية. تضم عين الصبية وعين الشفاء وعين أقطر وعين عتروس، التي تعد من أهمّ عيون المياه المعدنية الساخنة التي تصل حرارة بعضها إلى 45 درجة مئوية، وتصب مياهها في البحر ليتصاعد البخار، ويسبح مئات الأشخاص للاستمتاع بتلك المياه الدافئة، خصوصاً في فصل الشتاء، وللبحث عن العلاج، كون هذه المياه غنية بالمعادن والكبريت. هكذا، أصبحت المنطقة إحدى أشهر المناطق التونسية التي يقصدها الزوار من مختلف جهات البلاد، بالإضافة إلى السائحين على مدى العام، بهدف العلاج بالمياه الساخنة في المحطات الاستشفائية الطبيعية.
وباتت تلك المنطقة الجبلية، على الرغم من صغر حجمها، تشتهر أيضاً بمحطاتها الاستشفائية الطبيعية، التي تساعد في علاج بعض أمراض المفاصل والأمراض الجلدية. ويغلب على المدينة زائرون من مناطق تونسية مختلفة. ويتوافد إليها مئات الأشخاص أسبوعياً، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع في فصلي الخريف والشتاء.
وسط جمال المناظر الطبيعية الجذابة، يستمتع زائرو هذه المدينة الجبلية بخدمات أهلها الذين يعملون بالقرب من تلك المحطات في بيع بعض المأكولات الخفيفة والحلويات، أو حتى بيع الطين والأملاح التي تستخرج من المنطقة وتستعمل في علاج أمراض المفاصل والأمراض الجلدية. ومن جراء بيع المنتجات، تمنح الينابيع المائية فرص عمل لكثيرين.
ولا تنحصر العيون الساخنة في منطقة قربص فقط، بل تتمتع تونس بمخزون مياه معدنية موزع على كامل ترابها على شكل عيون وينابيع وحفريات تتجاوز 100 نبع، 30 منها مياهها باردة، تبلغ درجة حرارتها أقل من 25 درجة مئوية، و65 نبعاً مياهها ساخنة تصل درجة حرارتها إلى 45 درجة مئوية. وتقع تلك العيون الساخنة في الشمال والوسط والجنوب، خصوصاً في المناطق الجبلية والصحراوية.
على سبيل المثال، يعتقد أنّ من يقضي 40 يوماً في حمام الأربعين في منطقة بنزرت في الشمال، يشفى من الكثير من العلل والأمراض، بالإضافة إلى عيون حمام بورقيبة في محافظة باجة على بعد 100 كيلومتر شمالي تونس العاصمة، فيما تنبع في الجنوب، وتحديداً في منطقة الحامة في محافظة قابس، التي تقع على بعد 400 كيلومتر جنوبي العاصمة، عيون أخرى للمياه الطبيعية. وتعد من أهم المحطات الاستشفائية لسكان تلك المنطقة وغيرها من المناطق الجنوبية بالأساس، ويأتيها العديد من الزائرين التونسيين والليبيين والجزائريين.
من هنا، فإنّ العيون الساخنة والاستشفاء بمياهها باتا من أهم الخدمات التي ساهمت بشكل كبير في دعم السياحة في المناطق الداخلية. واستغل 50 نبع مياه ساخنة في مشاريع محطات استشفائية وحمامات معدنية لتقديم بعض العلاجات للمرضى بإشراف متخصصين.
اقــرأ أيضاً
ارتياد تلك الحمامات الطبيعية والإقامة فيها عدداً من الأيام لم يكن أمراً معتاداً. وظل استغلال تلك الينابيع الحارة محدوداً بسبب وقوع كثير منها في مناطق معزولة جغرافياً وبعيدة عن المدن. لكن بات كثير من التونسيين يؤمنون بمساهمة تلك العيون في الشفاء من بعض الأمراض، لا سيما أنّ عدة متخصصين في علاج المفاصل ينصحون مرضاهم بالسباحة في تلك العيون التي بنيت قربها محطات استشفائية للعلاج بإشراف متخصصين، حتى أنّ كل تلك المحطات متعاقدة مع صندوق التأمين على المرض لإعادة النفقات للمرضى.
محمّد النفاتي (55 عاماً)، يقصد باستمرار عين عتروس في قربص لقربها من العاصمة. والهدف هو العلاج بمياهها الساخنة، خصوصاً أنّه يشكو من آلام في ركبته، وقد نصحه الطبيب بزيارة المحطات الاستشفائية الطبيعية نظراً لأهمية مياهها وثرائها بالمعادن. ومنذ نحو عامين، يرتاد محمد المكان كلّما سنحت له الفرصة، للاستشفاء بتلك المياه والخضوع لجلسات علاج آلام المفاصل وخدمات التدليك التي تتوفر في المحطات الاستشفائية قرب تلك العيون.
بعض العيون الأخرى بقيت كما هي تصب في مياه البحر، ويقصدها آلاف التونسيين للسباحة في الأحواض التي تصب فيها تلك المياه، أو السباحة في البحر حيث المياه الساخنة، من دون تكبد مصاريف المحطات الاستشفائية أو الدفع لجلسات التدليك. ويكتفي هؤلاء بالسباحة ساعات في تلك المياه للشعور بالراحة.
ويشير مدير عام ديوان المياه المعدنية رزيق الوسلاتي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ غالبية تلك العيون باتت وجهة سياحية هامة منذ عام 1994، وقد جعلت تونس تحتلّ المرتبة العالمية الثانية في السياحة الاستشفائية، واختيرت من قبل المنظمة العالمية للمياه المعدنية وعلم المناخ في عام 2016 لتنظيم مسابقة عالمية لأفضل تصميم معماري في مجال إنجاز المحطات الاستشفائية والمعالجة بمياه البحر. يتحدّث عن تشييد خمسين محطة استشفائية في جهات عدة للاستفادة من تلك العيون الساخنة لعلاج بعض الأمراض، على أن تخضع لمراقبة ديوان المياه المعدنية.
كما دعمت تلك العيون العديد من القطاعات الصحية، خصوصاً أنها تساعد في مجال الأمراض الجلدية وآلام المفاصل. وباتت وجهة العديد من التونسيين وحتى الأجانب، مؤكداً أنّ تشييد تلك المحطات لم يمنع التونسيين من الاستمتاع بالمياه الساخنة خارج المحطات والسباحة مباشرة في الأحواض التي تصب فيها المياه الساخنة أو البحر.
وباتت تلك المنطقة الجبلية، على الرغم من صغر حجمها، تشتهر أيضاً بمحطاتها الاستشفائية الطبيعية، التي تساعد في علاج بعض أمراض المفاصل والأمراض الجلدية. ويغلب على المدينة زائرون من مناطق تونسية مختلفة. ويتوافد إليها مئات الأشخاص أسبوعياً، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع في فصلي الخريف والشتاء.
وسط جمال المناظر الطبيعية الجذابة، يستمتع زائرو هذه المدينة الجبلية بخدمات أهلها الذين يعملون بالقرب من تلك المحطات في بيع بعض المأكولات الخفيفة والحلويات، أو حتى بيع الطين والأملاح التي تستخرج من المنطقة وتستعمل في علاج أمراض المفاصل والأمراض الجلدية. ومن جراء بيع المنتجات، تمنح الينابيع المائية فرص عمل لكثيرين.
ولا تنحصر العيون الساخنة في منطقة قربص فقط، بل تتمتع تونس بمخزون مياه معدنية موزع على كامل ترابها على شكل عيون وينابيع وحفريات تتجاوز 100 نبع، 30 منها مياهها باردة، تبلغ درجة حرارتها أقل من 25 درجة مئوية، و65 نبعاً مياهها ساخنة تصل درجة حرارتها إلى 45 درجة مئوية. وتقع تلك العيون الساخنة في الشمال والوسط والجنوب، خصوصاً في المناطق الجبلية والصحراوية.
على سبيل المثال، يعتقد أنّ من يقضي 40 يوماً في حمام الأربعين في منطقة بنزرت في الشمال، يشفى من الكثير من العلل والأمراض، بالإضافة إلى عيون حمام بورقيبة في محافظة باجة على بعد 100 كيلومتر شمالي تونس العاصمة، فيما تنبع في الجنوب، وتحديداً في منطقة الحامة في محافظة قابس، التي تقع على بعد 400 كيلومتر جنوبي العاصمة، عيون أخرى للمياه الطبيعية. وتعد من أهم المحطات الاستشفائية لسكان تلك المنطقة وغيرها من المناطق الجنوبية بالأساس، ويأتيها العديد من الزائرين التونسيين والليبيين والجزائريين.
من هنا، فإنّ العيون الساخنة والاستشفاء بمياهها باتا من أهم الخدمات التي ساهمت بشكل كبير في دعم السياحة في المناطق الداخلية. واستغل 50 نبع مياه ساخنة في مشاريع محطات استشفائية وحمامات معدنية لتقديم بعض العلاجات للمرضى بإشراف متخصصين.
محمّد النفاتي (55 عاماً)، يقصد باستمرار عين عتروس في قربص لقربها من العاصمة. والهدف هو العلاج بمياهها الساخنة، خصوصاً أنّه يشكو من آلام في ركبته، وقد نصحه الطبيب بزيارة المحطات الاستشفائية الطبيعية نظراً لأهمية مياهها وثرائها بالمعادن. ومنذ نحو عامين، يرتاد محمد المكان كلّما سنحت له الفرصة، للاستشفاء بتلك المياه والخضوع لجلسات علاج آلام المفاصل وخدمات التدليك التي تتوفر في المحطات الاستشفائية قرب تلك العيون.
بعض العيون الأخرى بقيت كما هي تصب في مياه البحر، ويقصدها آلاف التونسيين للسباحة في الأحواض التي تصب فيها تلك المياه، أو السباحة في البحر حيث المياه الساخنة، من دون تكبد مصاريف المحطات الاستشفائية أو الدفع لجلسات التدليك. ويكتفي هؤلاء بالسباحة ساعات في تلك المياه للشعور بالراحة.
ويشير مدير عام ديوان المياه المعدنية رزيق الوسلاتي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ غالبية تلك العيون باتت وجهة سياحية هامة منذ عام 1994، وقد جعلت تونس تحتلّ المرتبة العالمية الثانية في السياحة الاستشفائية، واختيرت من قبل المنظمة العالمية للمياه المعدنية وعلم المناخ في عام 2016 لتنظيم مسابقة عالمية لأفضل تصميم معماري في مجال إنجاز المحطات الاستشفائية والمعالجة بمياه البحر. يتحدّث عن تشييد خمسين محطة استشفائية في جهات عدة للاستفادة من تلك العيون الساخنة لعلاج بعض الأمراض، على أن تخضع لمراقبة ديوان المياه المعدنية.
كما دعمت تلك العيون العديد من القطاعات الصحية، خصوصاً أنها تساعد في مجال الأمراض الجلدية وآلام المفاصل. وباتت وجهة العديد من التونسيين وحتى الأجانب، مؤكداً أنّ تشييد تلك المحطات لم يمنع التونسيين من الاستمتاع بالمياه الساخنة خارج المحطات والسباحة مباشرة في الأحواض التي تصب فيها المياه الساخنة أو البحر.