استهدفت غارات نفذتها طائرات حربية روسية بصواريخ "ارتجاجية"، ليل الجمعة السبت، سجناً في إدلب، شمال سورية، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً، بينهم 15 من السجناء وأحد الحراس، بينما قُتل وأصيب عشرات المدنيين جراء قصف للنظام على الغوطة الشرقية لدمشق.
وأكّد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ ما لا يقل عن 16 شخصاً، بينهم إناث، قضوا في مدينة إدلب، جراء ضربات جوية من طائرات حربية، يرجح أنها روسية، على أطراف سجن القوة التنفيذية بالمدينة، في حين وردت معلومات أن أشخاصاً قضوا جراء إصابتهم بطلقات نارية خلال ملاحقة عناصر من القوة التنفيذية لفارين من سجنها، بحسب المرصد.
وأوضحت على صفحتها الخاصة في "فيسبوك"، أن طائرات حربية شنت غارات على مبنى القوة الأمنية في السجن، وأن نحو عشر من السجينات هربن إثر الغارة.
وفي ريف دمشق، ارتفعت حصيلة المجزرة التي خلفتها غارات طيران النظام السوري، في بلدة حمورية بريف العاصمة، اليوم السبت، إلى أكثر من ثمانية عشر قتيلاً، ونحو سبعين جريحاً، بينهم عناصر من فرق الإنقاذ.
وقال الناشط الإعلامي أبو وسام الغوطاني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثمانية عشر مدنياً بينهم نساء وأطفال، قتلوا في الغارات التي استهدفت أحياء سكنية في حمورية"، مشيراً إلى أّن "أكثر من سبعين آخرين أصيبوا، ونقلوا للمشافي والنقاط الطبية التي غصت بالجرحى".
وأضاف الناشط المتواجد في مكان المجزرة، أنّ سكان حمورية، بدأوا دفن جثث القتلى، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تبحث عن ناجين تحت الأنقاض، مشيراً إلى أنّ حالة من الرعب يعيشها المدنيون في البلدة، وسائر مناطق الغوطة الشرقية، تحسباً لغاراتٍ قد توقع مجازر جديدة.
وفي السياق، قال "الدفاع المدني السوري في ريف دمشق"، في منشور على "فيسبوك"، إنّ خمسة من عناصره أصيبوا، أثناء قيامهم بانتشال جثث القتلى وإخلاء المصابين، من تحت أنقاض المباني التي هدمها القصف، مشيراً إلى أنّ عمليات الإنقاذ ما زالت مستمرة، ما يُبقي حصيلة الضحايا قابلة للارتفاع.
انتشال العالقين من تحت الركام الناجم عن القصف الجوي على مدينة ..." style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وبثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد مصورة من المكان المنكوب الذي استهدفته الغارات في حمورية، وتُظهر لحظات ما بعد القصف، وكيف هرع السكان المحليون، لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، ولقطات لأطفال أصيبوا بجروح بالغة.
إلى ذلك، تمكّنت قوات النظام السوري من إعادة السيطرة على مجمل المناطق التي فقدتها خلال الأيام الماضية بعد انطلاق المعارك في شرق دمشق.
وقالت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها، أعادت السيطرة على منطقة كراجات العباسيين ومعامل النسيج، في المنطقة الواقعة بين حيي جوبر والقابون". وأشارت إلى أنّ استعادة قوات النظام السيطرة على تلك المناطق، "جاءت بعد هجوم شاركت فيه نحو عشر دبابات ومدرعات إلى جانب كاسحتي ألغام وعشرات الجنود وأفراد المليشيات، وسط قصف مدفعي وجوي وصاروخي عنيف على المنطقة".
بدورها، أكدت حركة "أحرار الشام الإسلامية" أنّ قوات النظام استعادت السيطرة على كراجات العباسيين وكتلة معامل النسيج، في العاصمة دمشق. ونقلت وكالة "سمارت" عن مسؤول العلاقات الإعلامية في الحركة منذر الفارس، قوله إنّ "النظام اقتحم منطقة الكراجات والمعامل بالدبابات ومئات العناصر، بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل العسكرية"، مشيراً إلى أنّ نقاط السيطرة عادت تقريباً إلى ما قبل معركة "يا عباد الله اثبتوا". وأوضح الفارس أنّ عشرة قتلى سقطوا من قوات النظام خلال هذه العمليات، فضلاً عن عشرات المصابين.
وكان كل من "فيلق الرحمن"، وحركة "أحرار الشام الإسلامية"، و"هيئة تحرير الشام"، قد أطلقت قبل أسبوع معركة باسم "يا عباد الله اثبتوا"، سيطرت خلالها على كراجات العباسيين والمنطقة الصناعية الفاصلة بين حيي القابون وجوبر، بعد اشتباكات عنيفة خلفت عشرات القتلى والجرحى والأسرى في صفوف قوات النظام.
من جهته، أكد النظام السوري، في بيان، اليوم السبت، أنّه تمكّن من استعادة جميع النقاط وكتل الأبنية التي خسرها أمام المعارضة شرقي دمشق، مشيراً إلى أنّ وحدات الهندسة قامت بتفكيك وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة في معمل الغزل والمنطقة المحيطة به.
في المقابل، أعلنت "هيئة تحرير الشام" عن استعادتها نقطة في بساتين حي برزة بدمشق، كانت تقدّمت قوات النظام إليها في وقت سابق.
وتحاول قوات النظام اقتحام حي برزة، مدعومة بآليات عسكرية، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف، حيث تدور اشتباكات من جهة الشرطة العسكرية وشارع الحافظ.