أكد مصدر رسمي في حزب الله، لـ"العربي الجديد"، مقتل عدد من عناصر الحزب في غارة إسرائيلية استهدفت موكباً لـ"حزب الله"، في محافظة القنيطرة السورية، من بينهم المسؤول الميداني في الحزب، محمد عيسى، وجهاد مغنية، نجل القيادي السابق عماد مغنية، بينما ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن مصدراً رسمياً أكد أن إسرائيل شنت هجوماً داخل سورية.
واعترف "حزب الله" باستشهاد عدد من عناصره في اعتداء إسرائيلي على مجموعتهم في منطقة القنيطرة السورية. وجاء في بيان أصدره الحزب أنه "أثناء قيام مجموعة من مجاهدي (حزب الله) بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في منطقة القنيطرة السورية، تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الإسرائيلي، ما أدى الى استشهاد عدد من الإخوة المجاهدين الذين سيعلن عن أسمائهم لاحقاً بعد إبلاغ عائلاتهم الشريفة".
وأوضح مصدر مقرّب من "حزب الله"، أن "ستة عناصر من الحزب، بينهم القائد العسكري البارز، أحد مسؤولي ملفي العراق وسورية، محمد عيسى، وجهاد مغنية، نجل الحاج عماد مغنية، استشهدوا في الغارة الإسرائيلية"، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس"، في حين قال مصدر آخر مقرّب من الحزب لوكالة "الأناضول"، إن "6 إيرانيين قتلوا في الغارة الإسرائيلية في القنيطرة، بينهم أبو علي الطبطبائي (قيادي ميداني إيراني)"،
ونقلت القناة العاشرة التلفزيونية الإسرائيلية عن مصدر رسمي تأكيده أن إسرائيل شنت هجوماً داخل سورية، في حين أعلن التلفزيون السوري الرسمي أنه "في إطار دعم المجموعات الارهابية، قامت مروحية إسرائيلية بإطلاق صاروخين من داخل الأراضي المحتلة باتجاه مزارع الأمل في القنيطرة، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء".
وفور وقوع الهجوم، استنفر "حزب الله" قواته على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل. وقال مصدر أمني لبناني إن "حزب الله أعلن الاستنفار العام بين صفوفه على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل"، حسبما ذكرت "الأناضول"، بينما كثّف الطيران الحربي والاستطلاعي الإسرائيلي من طلعاته الاستكشافية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلتين، في أعقاب الغارة، بحسب ما أكّدت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام".
وأضافت الوكالة أن هذه الطلعات تزامنت مع تحركات غير عادية لقوات الاحتلال الإسرائيلية في مواقعها الامامية، المتاخمة للمناطق المحررة، وعلى طول جبهة مزارع شبعا المحتلة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد رفض التعليق على قصف مواقع جنوبي سورية بمروحية عسكرية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن مصدر في الجيش الإسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، قوله: "لا نقوم في العادة بالتعليق على ما تورده وسائل إعلام غريبة"، وفقاً لـ"الأناضول".
وفي وقت سابق، قال مصدر أمني إسرائيلي، لـ"فرانس برس"، إن مروحية إسرائيلية شنت غارة ضد "إرهابيين"، كانوا يعدون لشن هجمات على القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، مشيراً إلى أن الهجوم جرى قرب القنيطرة عند خط وقف إطلاق النار بين سورية واسرائيل في مرتفعات الجولان المحتل.
وكانت إسرائيل قد أغارت على أهداف سورية خلال السنة الماضية وامتنعت عن تبني ذلك رسمياً.
وتشهد القنيطرة قتالاً شرساً بين القوات الموالية للأسد، ومسلحي المعارضة، وقالت سورية، الشهر الماضي، إن طائرات إسرائيلية قصفت مناطق قرب مطار دمشق الدولي وفي بلدة الديماس قرب الحدود مع لبنان.