وكشفت القنصلية التونسية في مدينة باليرمو الإيطالية مساء أمس الخميس، أنّ 4 تونسيين من بين ضحايا غرق مركب مهاجرين سريين قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا، مضيفة أن السلطات الإيطالية قامت بمدّ القنصلية بقائمة لأسماء التونسيين الذين تم إنقاذهم ونقلهم إلى مركز إيواء، في حين لا يزال 4 أشخاص في عداد المفقودين، لكن تم تحديد هوياتهم بحسب اتصالات من عائلاتهم.
وأفادت القنصلية التونسية بأن السلطات الإيطالية تعمل حاليا على انتشال 12 جثة للضحايا الغارقين على مسافة 60 ميلا من جزيرة لامبيدوسا، وسيتم بعدها الحصول على عينات من الحمض النووي والبصمات لتسهيل تحديد الهويات قبل ترحيل الجثامين إلى تونس.
وتجاوزت مراكز إيواء المهاجرين الإيطالية طاقتها على استيعاب الأعداد المتزايدة من المهاجرين، وغالبيتهم يحملون جنسيات أفريقية، فيما تتواصل جهود الإنقاذ وانتشال جثث الضحايا من البحر.
وفي سياق متصل، أنقذت وحدات تابعة لجيش البحر في تونس، خلال الأيام الأخيرة، 89 مهاجرا سريا، من بينهم 87 من جنسيات أفريقية، وبينهم نساء وأطفال، فضلا عن رضيع عمره 6 أشهر، وكانوا جميعا على متن مركب تعطل بهم على بعد 24 ميلا من سواحل جربة.
وقال الناطق باسم الحرس الوطني، حسام الجبابي، لـ"العربي الجديد"، إن "المركب كان يقل 87 مهاجرا من جنسيات أفريقية مختلفة، إضافة إلى مهاجرين تونسيين، ويتوزعون على 55 ذكرا، و8 إناث، و24 طفلا، وأبحروا من شاطئ زوارة الليبية، وتم ضبطهم في عرض البحر من قبل خافرة عسكرية قبالة سواحل جربة، وتم نقلهم إلى ميناء جرجيس بعد أن تعطل قاربهم في عرض البحر".
وقال مسؤول الإعلام بالمنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، رمضان بن عمر، لـ"العربي الجديد"، إن المنتدى تلقى استغاثات من قبل عائلات تونسية تفيد بوجود أكثر من 40 شابا في مراكز إيواء في مالطا، كما أن مركبا يقل 7 مهاجرين تونسيين وصل مؤخرا إلى إيطاليا.
وأشار بن عمر إلى أنه "يوجد حاليا بمركز إيواء إيطالي نحو 400 مهاجر، أغلبهم أفارقة، وعدد كبير منهم تونسيون، وقد تجاوز المركز طاقة الاستيعاب التي لا تتجاوز 90 مهاجرا، مما دفع السلطات الإيطالية إلى إيوائهم في مراكز بمناطق أخرى"، مضيفا أن السلطات الإيطالية ومنظمات مختصة في الإنقاذ تدخلت خلال الأسبوع الأخير لإجلاء مهاجرين يقدر عددهم بـ187 شخصا.
وسجل المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية خلال الأشهر التسعة 9 الأخيرة هجرة نحو 2675 تونسيا، من بينهم 2175 وصلوا إلى إيطاليا، والبقية تفرقوا على عدة بلدان كإسبانيا وفرنسا، في حين قدر عدد المحاولات التي أحبطتها السلطات التونسية بنحو 305 عمليات، وبلغ عدد المشاركين فيها 3081 مهاجرا.
وقال بن عمر إنّه "بداية من شهر أغسطس/آب الماضي، زادت أعداد المهاجرين التونسيين، إلى 468 مهاجرا مقارنة بنحو 461 مهاجرا في 2018، بينما سجل شهر سبتمبر الماضي هجرة 849 تونسيا مقارنة بنحو 675 في نفس الشهر عام 2018"، متوقعا أن تستمر موجة الهجرة المتصاعدة إلى حين استقرار الأوضاع السياسية في تونس، وتشكيل الحكومة ومرور الفترة الانتقالية.