غزة.. أطفال كبروا وأصبحوا فنانين

15 ديسمبر 2015
فنون عالجت الأهداف بألوان متباينة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


اختزلت الفنانة التشكيلية ديانا الكولك (19 عاماً) تناقضات الواقع، في لوحتين فنيتين، عكست الأولى الحياة بألوان بُنية وسوداء داكنة، بينما عكست الأخرى الواقع بألوان زاهية، يغلب عليها الفرح والانطلاق، لتجمع تناقضات الحياة، بريشتها وألوانها.

ديانا، كانت تقف إلى جانب عدد من الفنانين الشباب واليافعين، في المعرض الفني الجماعي الذي نظمه مركز القطان للطفل، لمجموعة من الفنانين الهواة، والذين بدأوا مسيرتهم الفنية داخل أسواره، حتى شقوا طريقهم، واختاروا أساليبهم في التعبير عن مواهبهم.

وتقول ديانا لـ"العربي الجديد" إنّ مشوارها الفني بدأ داخل مركز القطان، وشاركت في مجموعة معارض فنية منها معرض "حياة"، "نوافذ"، "ما زلنا"، موضحة أنها تحاول لفت الأنظار إلى الجوانب الإيجابية في الحياة، "حولنا الكثير من الألوان، لا داعي للنظر فقط إلى الألوان الداكنة، والأمور السلبية".


زوايا المعرض الذي شارك فيه تسعة من الفنانين والفنانات الشباب ضمت أشكالاً مختلفة من الفنون التشكيلية، والتي عالجت الأهداف بألوان متباينة، عكس بعضها الحياة الطبيعية، والآخر ناقش قضايا المرأة، والحياة العامة، إلى جانب الحياة البرية.

ويقول محمد العمراني، صاحب أكبر لوحة توسطت المعرض لـ"العربي الجديد": "أحب تربية الحيوانات، ولوحتي ضمت أشكال الحيوانات من منظوري الخاص، وألواني الزاهية"، مضيفاً: "حجم اللوحة 180 سنتيمتراً، بعرض 150، واستخدمت فيها ألوان الأكريليك".

ويوضح العمراني أهمية الفنون التشكيلية في إيصال فكرة صاحب العمل، مشيراً إلى أنه "يجب أن يكون لكل فنان شخصيته الخاصة، والتي يمكن أن يعكسها من خلال أسلوبه في الرسم، أو طريقة اختياره للألوان، حتى لا يقع في النمطية، ويشابه الآخرين".



المعرض ضم كذلك ثلاث لوحات للفنانة التشكيلية ولاء أبو العيش، والتي ترسم باستخدام البهارات، وتقول: "اللوحة الأولى رسمتها باستخدام بهار الكركم، ناقشت معاناة المرأة وأوضاعها الصعبة، واخترت أن يكون وجه المرأة بدون ملامح للتعبير عن الغموض والحزن".

وناقشت اللوحة الثانية التي رسمتها ولاء باستخدام بهار الزعفران العنف ضد المرأة، وحاجتها لعطاء الرجل، أما اللوحة الثالثة فقد استخدمت فيها الألوان العادية، لامرأة تلبس الثوب الفلسطيني، للتعبير عن التراث الوطني، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

إلى جانب أبو العيش، شارك الفنان مصطفى أنور السايس بلوحة تحاكي الطبيعة، والفنان مصعب أبو دف بلوحة أخرى تعكس جمال المرأة، بينما شارك الفنان فضل طافش بلوحة خيل يصارع للبقاء وقد ظهرت على ملامحه علامات التعب، والفنانة ملك مطر بلوحة لمجموعة من وجوه النساء الحائرات، كذلك شارك الفنان أحمد سلمان بلوحة للشاعر الفلسطيني محمود درويش، والفنان مهند الدوس بلوحة أخرى لزقاق ودرج أثري.

وتقول منسقة العلاقات العامة في "مركز القطان للطفل" لانا مطر إنّ عالم الألوان ليس عالماً مجرداً من رسائله السامية، فهو يبحث في روح الطفل عن الموهبة والإبداع، ويدمجها في المعرفة الحقيقية من خلال المساحات اللونية، والخطوط، خاصة حين تجتمع لتصنع لوحة تجسد مشهداً.

وتشير في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ المعرض كان لمجموعة فنانين، كانوا يوماً أطفال نادي الرسام الصغير حتى سن 15 عاماً.






اقرأ أيضاً: لا تثقوا كثيرا بالكاتشاب والمايونيز...الخردل والصويا أفضل
المساهمون