08 نوفمبر 2024
غزة تواصل الانفجار
"تحيط خاصرتها بالألغام... وتنفجر
لا هو موت
ولا هو انتحار
إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة"
هذه العبارات التي ساقها الشاعر محمود درويش، في قصيدة "صمت من أجل غزة" قبل سنوات عديدة، هي نفسها التي يمكن استخدامها في وصف الوضع في القطاع الذي أخذ على عاتقه تحدي الاحتلال، ومواجهة الصفقات المشبوهة التي تحاك في السر والعلن ضد القضية الفلسطينية.
مسيرات العودة، وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون حالة فلسطينية عامة، إلا أن غزة تفردت بمشهد أسبوعي أعاد الفلسطينيين إلى صورة الانتفاضة الأولى والحجارة. كل أسبوع يسعى الغزيون إلى ابتكار أسلوب جديد للمواجهة مع الاحتلال. هو انفجار أسبوعي يحمل أكثر من بعد، جزء منه خاص بالقضية عموماً، وجزء آخر تتفرّد فيه غزة وحدها التي تعيش حصاراً متعدد الأطراف.
يأتي انفجار غزة الأسبوعي بشكل أساسي في وجه الاحتلال، وتأكيد على أن الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة، غير قابلة للمساومة والتفريط. هي رسالة إلى عرابي ما باتت تسمى "صفقة القرن" بأن الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يسلبون مرة جديدة، وأن خيارات متعددة مفتوحة أمامهم للمواجهة، والأمور ليست حكراً على الطبقة السياسية أو الفصائل العسكرية، هناك البعد الشعبي الذي أظهرته غزة بشكل أساسي كعنصر فاعل في المعادلة مع الاحتلال واللاعبين العرب والدوليين الذين ينسقون معه ضد الفلسطينيين.
انفجار غزة الأسبوعي يحمل أيضاً معاناة القطاع بشكل أساسي، وهو الذي يعيش حصاراً خانقاً متعدد الأشكال. الأمر لم يعد حكراً على سلطات الاحتلال، وإغلاقها معبر بيت حانون، ولا على مصر وتحكمها بمعبر رفح، بل الحصار بات من الداخل أيضاً مع العقوبات التي يعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضد غزة، والتي تطاول موظفي السلطة الفلسطينية غير المحسوبين على حركة حماس. عقاب عباس بات أشد قسوة من حصاري مصر وإسرائيل، مع قطع السيولة عن المواطنين الفلسطينيين الذين يعانون بالأساس من شح المدخول ونفاد السلع.
انفجار غزة الأسبوعي هو بوجه القهر الذي عاشه المواطنون 11 عاماً، هو تاريخ الانقسام، والذي تلاه شن الحرب على القطاع اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. لهذا تأتي المشاركة استثنائية أسبوعياً في مسيرات العودة التي يراها الغزّيون فرصة لتوجيه رسائل إلى الداخل والخارج. هو انفجار بوجه جميع الذين تآمروا على فلسطين عموماً، وعلى غزة خصوصاً، وهؤلاء لا يختزلون بإسرائيل فقط.
الحراك الشعبي، في غزة خصوصاً، لا يزال في بدايته ومن المقرر أن يستمر حتى ذكرى النكبة في 15 مايو/أيار المقبل، غير أنه لا بد أن يؤدي إلى استعادة الشارع زمام المبادرة وعدم الانجرار خلف الأقطاب السياسية والعسكرية الموجودة، ومحاولة استنباط خط جديد للقضية بعيداً عن الثنائية الحالية التي أودت بالفلسطينيين إلى نكبة الانقسام والتقسيم.
الانفجار الأسبوعي لا بد أن يكون جزءا من ثورة على الوضع الفلسطيني ككل، حتى لا تذهب دماء الشهداء هدراً، وحتى لا تكون المواجهات انتحاراً، بل إعلاناً حقيقياً عن جدارة الفلسطينيين عموماً بالحياة.
لا هو موت
ولا هو انتحار
إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة"
هذه العبارات التي ساقها الشاعر محمود درويش، في قصيدة "صمت من أجل غزة" قبل سنوات عديدة، هي نفسها التي يمكن استخدامها في وصف الوضع في القطاع الذي أخذ على عاتقه تحدي الاحتلال، ومواجهة الصفقات المشبوهة التي تحاك في السر والعلن ضد القضية الفلسطينية.
مسيرات العودة، وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون حالة فلسطينية عامة، إلا أن غزة تفردت بمشهد أسبوعي أعاد الفلسطينيين إلى صورة الانتفاضة الأولى والحجارة. كل أسبوع يسعى الغزيون إلى ابتكار أسلوب جديد للمواجهة مع الاحتلال. هو انفجار أسبوعي يحمل أكثر من بعد، جزء منه خاص بالقضية عموماً، وجزء آخر تتفرّد فيه غزة وحدها التي تعيش حصاراً متعدد الأطراف.
يأتي انفجار غزة الأسبوعي بشكل أساسي في وجه الاحتلال، وتأكيد على أن الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة، غير قابلة للمساومة والتفريط. هي رسالة إلى عرابي ما باتت تسمى "صفقة القرن" بأن الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يسلبون مرة جديدة، وأن خيارات متعددة مفتوحة أمامهم للمواجهة، والأمور ليست حكراً على الطبقة السياسية أو الفصائل العسكرية، هناك البعد الشعبي الذي أظهرته غزة بشكل أساسي كعنصر فاعل في المعادلة مع الاحتلال واللاعبين العرب والدوليين الذين ينسقون معه ضد الفلسطينيين.
انفجار غزة الأسبوعي يحمل أيضاً معاناة القطاع بشكل أساسي، وهو الذي يعيش حصاراً خانقاً متعدد الأشكال. الأمر لم يعد حكراً على سلطات الاحتلال، وإغلاقها معبر بيت حانون، ولا على مصر وتحكمها بمعبر رفح، بل الحصار بات من الداخل أيضاً مع العقوبات التي يعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضد غزة، والتي تطاول موظفي السلطة الفلسطينية غير المحسوبين على حركة حماس. عقاب عباس بات أشد قسوة من حصاري مصر وإسرائيل، مع قطع السيولة عن المواطنين الفلسطينيين الذين يعانون بالأساس من شح المدخول ونفاد السلع.
انفجار غزة الأسبوعي هو بوجه القهر الذي عاشه المواطنون 11 عاماً، هو تاريخ الانقسام، والذي تلاه شن الحرب على القطاع اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. لهذا تأتي المشاركة استثنائية أسبوعياً في مسيرات العودة التي يراها الغزّيون فرصة لتوجيه رسائل إلى الداخل والخارج. هو انفجار بوجه جميع الذين تآمروا على فلسطين عموماً، وعلى غزة خصوصاً، وهؤلاء لا يختزلون بإسرائيل فقط.
الحراك الشعبي، في غزة خصوصاً، لا يزال في بدايته ومن المقرر أن يستمر حتى ذكرى النكبة في 15 مايو/أيار المقبل، غير أنه لا بد أن يؤدي إلى استعادة الشارع زمام المبادرة وعدم الانجرار خلف الأقطاب السياسية والعسكرية الموجودة، ومحاولة استنباط خط جديد للقضية بعيداً عن الثنائية الحالية التي أودت بالفلسطينيين إلى نكبة الانقسام والتقسيم.
الانفجار الأسبوعي لا بد أن يكون جزءا من ثورة على الوضع الفلسطيني ككل، حتى لا تذهب دماء الشهداء هدراً، وحتى لا تكون المواجهات انتحاراً، بل إعلاناً حقيقياً عن جدارة الفلسطينيين عموماً بالحياة.