شن شيوخ ووجهاء مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار هجوما لاذعا على وزارة حقوق الإنسان وبعض الفضائيات، التي روّجت بياناً للوزارة يسيء لنساء المدينة.
ونشرت وسائل إعلام، أخبارا قالت إنها نقلا عن بيان صادر من وزارة حقوق الإنسان العراقية، أعلنت فيه عن قيام المدعو أبو أنس الليبي بقتل 150 امرأة من الفلوجة، بسبب رفضهن الانصياع لأوامر جهاد النكاح.
ورفض الشيخ عبد الرحمن المحمدي، أحد وجهاء المدينة، تصريحات وزارة حقوق الإنسان العراقية التي وصفها بـ"الافتراءات" التي تعوّد العراقيون سماعها من هذه الوزارة المسيسة، مبينا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن المعلومات التي وردت في البيان عارية عن الصحة ولا تمت للحقيقة بصلة، وحدوث أية حالة من هذا النوع سيحدث ضجة في المدينة الصغيرة التي لا يخفى فيها شيء.
وأضاف المحمدي "أن المدينة شهدت غضبا عارما ضدّ الوزارة وبعض الفضائيات التي روّجت للخبر الكاذب. وشهدت الشوارع والطرق لافتات منددة بوزير حقوق الإنسان وقناتي العربية والسومرية بعد نقلهما للخبر".
من جانبه طالب رئيس تجمع عشائر الفلوجة، ياسين الدليمي، وزارة حقوق الإنسان وفضائيتي "العربية والسومرية" بتقديم الأدلة على الأخبار التي روّجوا لها، وبخلافه سيتم اللجوء إلى القضاء لحل القضية التي تعمّد القائمون على إثارتها الإساءة لنساء الفلوجة.
وأوضح أن الأخبار التي تداولتها القناتان قبل أن تنتقل للقنوات والمواقع الأخرى كانت مدفوعة الثمن، لأن الخبر الذي ورد غير منطقي، ولو حدثت حالة واحدة مما ذكر لقامت الدنيا ولم تقعد، فكيف بـ150 امرأة تُقتل في مجتمع عشائري متماسك مثل المجتمع الفلوجي، داعيا الصحافيين العاملين في مثل هذه المؤسسات إلى تعلم المهنية والمصداقية قبل نشر الأخبار الكاذبة التي تسيء إلى ناشرها قبل أن تشوه سمعة الآخرين.
وفي سياق متصل، استنكر مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية، الأمر، مطالبا قناة العربية برفع الخبر من موقعها الإلكتروني، وتقديم الاعتذار عن نشره. وتمسك المجلس بـ"الحق العشائري" وفقا للأعراف العشائرية تجاه الصحافيين العراقيين الذين نشروا الخبر.
وأوضح المجلس في بيان أن مجتمع الفلوجة العشائري المحافظ يمنح المرأة مكانة خاصة،
ويمنع أي أحد من المساس بها بكلمات غير لائقة، مؤكدا أن "جهاد النكاح" افتراء لا واقع شرعيا له، ولا أدلة حقيقية تثبت وجوده، لأنه وليد آلة إعلامية مغرضة روّجته في سورية، وتحاول استثماره اليوم في العراق.
وتحدّى المجلس وزارة حقوق الإنسان بتقديم الأدلة على تصريحاتها، كما لم تطالب وسائل الإعلام التي نقلت الخبر بتحرّي المصداقية، ما يعتبر إخلالا بسياقات العمل المهني المطلوب مع مثل هذه الأخبار التي تسيء للمحصنات المؤمنات الغافلات.
وتساءل البيان "كيف يقتل 150 امرأة من دون أن يشيع الخبر وتظهر تداعياته في المدينة؟ وأين هي شكاوى الموالين للحكومة من سكان المدينة الذين ينشطون في نقل أخبار أقل أهمية من هذا الخبر؟".
وكانت فضائيتي العربية والسومرية قد نشرتا على موقعيهما الإلكترونيين، أنباء منسوبة لبيان صادر عن وزارة حقوق الإنسان، تشير إلى قتل تنظيم داعش 150 امرأة رفضن جهاد النكاح، على يد المدعو أبو أنس الليبي في الفلوجة، بينهن فتيات وحوامل، وقيام التنظيم بتنفيذ عمليات قتل واسعة في المدينة، ودفن الضحايا في مقبرتين جماعيتين في حي الجولان وناحية الصقلاوية ومنطقة الزغاريد، وتحويل جامع الحضرة المحمدية إلى سجن كبير للمعارضين لأفعاله من النساء والرجال.