أصدرت
الحكومة العراقية بياناً، مساء اليوم السبت، أكدت فيه فتح تحقيق فوري وعاجل بشأن تسريب فيديو لمراهق تعرض لتعذيب خلال مشاركته بتظاهرات قرب
ساحة التحرير وسط بغداد، وتمت تعريته وطلب منه وصف جسد أمه قبل الاعتداء عليه بشكل مروع.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية، "واع"، بياناً للمتحدث باسم الحكومة يحيى رسول، قال فيه إن رئيس الوزراء أمر الجهات المختصة بالتحقيق الفوري والعاجل لمعرفة تفاصيل الاعتداء على أحد المواطنين، مضيفاً أنّ وزارة الداخلية تتولى التحقيق وستكشف عن كافة ملابسات الحادث التي اعتبرها مرفوضة.
التسجيل المسرب يظهر عناصر من قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية وهم يمسكون بطفل يبلغ من العمر نحو 16 عاماً، ويجردونه من ملابسه تماماً، ثم يطلبون منه وصف جسد أمه، بعبارات خادشة للحياء، قبل أن يقوموا بضربه وقص شعره بواسطة قاطع كابلات كهرباء.
ووفقاً لمسؤول في وزارة الداخلية العراقية فإنّ التسجيل المسرّب مكانه قرب ساحة الخلاني عند محال بيع المواد الزراعية والمبيدات الحشرية، والمراهق الذي يظهر بالصورة يتيم شارك بالتظاهرات الشعبية التي انطلقت في بغداد، والتي تطالب بالخدمات وتحسين الواقع المعيشي.
المراهق الذي يظهر بالصورة يتيم شارك بالتظاهرات الشعبية التي انطلقت في بغداد
ولفت المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إلى أنه تم التعرف على ضابط برتبة ملازم وأربعة من عناصر القوة المتورطة بالاعتداء على الطفل وتعذيبه، كما أن هناك شبهات تعذيب أخرى لآخرين.
وأثار التسجيل المسرب ضجة واسعة في العراق، إذ طالب ناشطون وسياسيون عراقيون الحكومة باتخاذ موقف واضح من الجريمة وتقديم المتورطين للقضاء.
وقال الباحث بالشأن السياسي العراقي شاهو القرة داغي، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "طريقة تعامل قوات الأمن مع أحد المراهقين المشاركين في المظاهرات ونزع ملابسه وإهانته وتصويره دليل على أن الساديين يحكمون في دولة المليشيات، وأن القانون لا يطبق إلا على الفقراء، وإذا أردت حماية نفسك فعليك تشكيل مليشيا أو الهروب من الغابة نهائياً".
فيما قال الصحافي العراقي سيف الهيتي، في تغريدة، "الأكيد أن هذا الطفل هو أحد متظاهري ساحة التحرير، تم احتجازه من قبل قوات حفظ النظام التي شكلها سيئ الصيت عادل عبد المهدي، تم حلق شعره بصورة مشينة وتعريته من كل ملابسه حتى الداخلية منها، ومارس معه الجنود أعلى درجات التنمر حتى أجبروه على وصف جسد أمه! الفيديو لا يحتمل".
من جانبه قال الناشط وعضو تنسيقية ساحة التحرير ببغداد، ياسر عباس الدراجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفتى الذي تعرض للتعذيب معروف، وأخبر المقربين منه بما فعلوه، وللأسف كثير من وسائل الإعلام رفضت الاستماع له وبعضها لم تصدق روايته وما تعرض له"، مضيفاً أن "هناك آخرين تعرضوا لشيء مماثل لما تعرض له محمد"، في إشارة إلى الضحية.