لقي إفطار رمضاني، أقامه السفير التركي بحضور عدد من الشخصيات المقدسية، غضبا شعبيا، وانتقادات واسعة وذلك، بسبب حضور البطريرك ثيوفيلوس الثالث، المتهم بتسريب عقارات للمستوطنين في القدس.
وأكدت الشخصيات الدينية، وعلى رأسها الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا، والشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى، على مواقفها الثابتة من بيع وتسريب العقارات المستوطنين في القدس، ورفضهم التعاطي مع أي من يقوم بتسريبها أيا كان موقعه ومكانته بما في ذلك بطريرك الروم ثيوفيلوس.
وعبرت هذه الشخصيات عن غضبها لحملة الانتقادات الواسعة التي وجهت إليها لحضورها مأدبة إفطار أقامها السفير التركي وحضرها ثيوفيلوس المدان بتسريب عقارات المستوطنين.
وفي هذا السياق، أكد الشيخ صبري في حديثه لـ"العربي الجديد" أن المرجعيات الدينية التي التقت على مائدة السفير التركي وكان عليها ثيوفيلوس لم يجر بينها وبينه أي اتصال، كما أنها لم تتدخل في دعوته أو حضوره.
وقال: "موقفنا ثابت ..نحن ضد ما قام به من تسريب وبيع العقارات، بل إنني أصدرت فتوى وجددت التأكيد عليها مؤخرا بتحريم بيع العقارات ومقاطعة كل من يتورط فيها، بل ومحاسبته".
أما الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، فقال: "بياننا واضح ولخّص موقفنا من هذه المشاركة واستغرب حملة الانتقادات الموجهة لوجودنا على مائدة السفير التركي بحضور ثيوفيلوس، وهو حضور لا دخل لنا فيه".
وتداول العديد من الناشطين صورا لمائدة الإفطار والتي جمعت عددا من المرجعيات الدينية مع ثيوفيلوس على المائدة نفسها، والتي أقيمت الجمعة الماضية في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
موجة الغضب التي تبعت هذا الإفطار، كانت ساخطة من قبل المقدسيين على وجه الخصوص، ونشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة الإفطار، وعبروا عن غضبهم لمشاركة البطريرك، وما زاد من غضب الجماهير بيان نشرته المرجعيات الدينية أمس الأحد، اتهمت فيه المنتقدين أن لهم أجندات خاصة مشبوهة.
وجاء في بيان المرجعيات الدينية الذي عنون بـ"المرجعيات الدينية لن تضيرها الزوبعة": "عجبا لمن يريد اغتيال الشخصيات والقيادات بوجه عام، والدينية منها بوجه خاص، لأجندات خاصة ومشبوهة".
وأشارت المرجعيات إلى أن "الهدف من وراء هذه الانتقادات هو اغتيال الشخصيات الدينية ليس بقصد شريف، ولا وطني ولا ديني، بل بقصد خبيث يستهدف إخلاء الميدان من قيادة يمكنها قيادة الجماهير في أي تحرك في الصراع مع الاحتلال"، وفق ما جاء في البيان.