تفاقم نقص السلع الضرورية والدواء والوقود في غوطة دمشق الشرقية، واشتعلت أسعار ما توفر منها في ظل تشديد الحصار الذي تفرضه قوات بشار الأسد، ما ينذر بكارثة إنسانية، بعد وفاة عدة أطفال خلال الأيام الماضية.
وفي هذا السياق، أكد الناشط الإغاثي أبو باسم القابوني، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أنّ معظم المواد الطبية والسلع الغذائية نفدت من أسواق مناطق ومدن (زملكا، عربين، دوما، حرستا، سقبا، مسرابا، جسرين، جوبر وعين ترما) المحاصرة، مشيراً إلى توقف إمداد المنطقة بالأغذية عبر التجار، ونفاد سلل المساعدات الإنسانية التي دخلت بعض المناطق الأسبوع الماضي والمقدّر عددها بنحو 4 آلاف سلة صحية و7 آلاف سلة غذائية.
وحذّر القابوني من وفيات الأطفال والشيوخ، بسبب نقص الغذاء، بعد أن تخطت حالات الإصابة بسوء التغذية 1600 شخص، أكثر من 350 منهم يمرون بحالات صحية حرجة. وحول معدل توفر المواد الغذائية وأسعارها بمناطق الغوطة، أضاف: "نفدت بشكل كامل مواد غذائية مثل البطاطا والأرز والبيض، والسلع المتوفرة محدودة العرض ومرتفعة الأسعار بحيث لا يمكن لمعظم أهالي الغوطة شراؤها".
وأوضح أن كيس الخبز الذي يزن نحو 1300 غرام، ويباع بالعاصمة دمشق بخمسين ليرة، تخطى سعره 1800 ليرة (نحو 4 دولارات)، وسعر كيلوغرام السكر الرسمي نحو 290 ليرة يباع بالغوطة بنحو 9000 ليرة.
وحول الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية، مع بدء فصل الشتاء، أوضح القابوني أنها محدودة جداً، فأسطوانة الغاز وصل سعرها إلى نحو 90 ألف ليرة سورية، ولتر البنزين إلى 7 آلاف ليرة، في حين أن سعره الرسمي 225 ليرة، ولتر المازوت المسعّر بـ180 ليرة يباع بنحو 3500 ليرة.
وتعاني الغوطة التي يسكن بها أكثر من 300 ألف سوري، من حصار كامل من قوات النظام السوري، للعام الخامس على التوالي، باستثناء بعض الفترات التي سمح فيها بدخول بعض السلع الضرورية.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها قبل أيام، إنه منذ بداية 2015 تم السماح بدخول بعض المواد الغذائية، عبر معبر مخيم الرافدين إلى مناطق محدودة في الغوطة الشرقية، إثر اتفاق بين النظام وفصائل في المعارضة المسلحة، كما كان يتمُّ تهريب بعض السلع والمواد الغذائية عبر أنفاق تربط الغوطة الشرقية بأحياء القابون وبرزة وتشرين في مدينة دمشق، إلا أن الحصار المطبق أخيرا، تسبب بشُحٍّ رهيب في المواد الغذائية الأساسية. وقال وفد المعارضة السورية إلى "أستانة 7"، أمس، إنه اتفق مع وفد الأمم المتحدة على إدخال "مساعدات عاجلة" إلى غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي.