انتقلت إسرائيل في السنوات الأخيرة إلى تعزيز قوتها الجوية القتالية بالاستعانة بأسطول من مختلف أنواع الطائرات الصغيرة بدون طيار. وتمثلت الغاية من استخدامها بتنفيذ المهمات الاستكشافية والتجسس في بداية العقد الحالي، ثم جرى الانتقال إلى استخدامها لتوجيه ضربات هجومية عبر تحميل هذه الطائرات بقدرات صاروخية لإصابة أهداف عينية عن بعد. وهو ما حصل خلال العدوان الأخير قبل عامين على قطاع غزة. وتكرر الأمر أخيراً، من خلال توجيه ضربات لمجموعات مسلحة في سيناء، بحسب ما كشفته تقارير صحافية أشارت أيضاً إلى استخدام هذه الطائرات في الأجواء السورية.
وتكتسب هذه الطائرات أهمية كبيرة في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، لكونها تضمن عدم وقوع خسائر بشرية لدى الطرف الإسرائيلي. ومع ذلك لا تزال حالة من الغموض والضبابية تحوم حول ترسانة إسرائيل من هذه الطائرات.
وتستهل الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى فيديو للترويج لطائرة من طراز "هيرمس 450" للمهمات الخاصة والتعرف عليها. ونشرت وزارة الأمن الإسرائيلية هذا الفيديو على صفحتها الرسمية على موقع "يوتيوب". وهو يستعرض مشاهد تبيّن هذه الطائرات في إقلاعها، وأخرى أثناء تحليقها جواً، وصوراً لعمليات قصف وتفجير.
ويقدم الفيديو قائمة بالمواصفات التقنية لطائرات صغيرة بدون طيار من صناعة شركة "ألفيت"، ووزن هذه الطائرات والمدى الذي يمكنها بلوغه، ومدة بقائها في الجو. لكن بحسب الصحيفة فإن الفيديو لا يأتي على ذكر ميزة واحدة مهمة لطائرات "هيرمس 450" وهي قدرتها على حمل الصواريخ والقصف من الجو.
وتعتبر وزارة الأمن الإسرائيلية، بحسب إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي، أن إسرائيل هي "دولة عظمى" في مجال الطائرات بدون طيار وأن هذا المجال "كبر وتطور في السنوات الأخيرة بسرعة فائقة وخلال وقت قصير، على أثر ازدياد المهمات وطبيعتها المركبة والشائكة، بدءاً من جمع المعلومات، ومساعدة القوات البرية والهجوم والدفاع وغيرها" وفق الإعلان الرسمي. وتوضح وزارة الأمن أن هذه الطائرات قادرة على التحليق والبقاء في الجو لوقت طويل مع قدرتها على حمل مئات الكيلوغرامات والوصول إلى أهداف بعيدة جداً.
اقــرأ أيضاً
وتلفت "هآرتس" إلى أن الإدارة الأميركية، التي تستخدم بشكل كبير الطائرات بدون طير لشن هجمات على أهداف في مختلف أنحاء العالم، تواجه انتقادات شديدة لاستعمال هذه الطائرات لتنفيذ عمليات إعدام ميداني بدون محاكمات. واضطرت الإدارة الأميركية إلى التقليل من استخدام هذه الطائرات، تحت ولاية الرئيس الحالي باراك أوباما. لكن البيت الأبيض أعلن في يوليو/تموز الماضي، أنه منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض عام 2009، نفذت الولايات المتحدة 473 هجوماً بواسطة طائرات بدون طيار، وقتلت ما بين 2300 إلى 2600 شخص، تصفهم واشنطن بأنهم إرهابيون. وقد عكس هذا الأمر حالة من عدم اليقين في كل ما يتعلق بعدد المدنيين الذين قتلوا في هذه الهجمات. وتقول الإدارة الأميركية إن عددهم يتراوح بين 64 إلى 116 مدنياً. ولا تشمل هذه المعطيات ضحايا الهجمات التي شنّتها الولايات المتحدة في كل من باكستان واليمن والصومال.
في المقابل، يؤكد التقرير أن إسرائيل ترفض بشكل مثابر ودائم التطرق إلى العمليات التي تنفذها بواسطة هذا النوع من الطائرات. كما تتكتم على طبيعة المهمات التي تستخدم فيها. ويحرص المسؤولون والعاملون في هذا القطاع في وزارة الأمن الإسرائيلية على اعتماد ضبابية وتكتم شديدين في كل ما يتعلق بهذا الأمر. ورفض جيش الاحتلال، هذا الأسبوع، طلب ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، بالكشف عن إجراءات استخدام هذا النوع من الطائرات في قطاع غزة والضفة الغربية عندما ينفذ الطيران الإسرائيلي الغارات الجوية هناك. وتستنكر وتشجب منظمات حقوق الإنسان كيف أن المتحدث بلسان جيش الاحتلال، يكتفي، عند تنفيذ مثل هذه الغارات، بتقديم معلومات جزئية ومحدودة تعلن فقط أن طائرات قامت بتنفيذ عملية ما، من دون أي تفصيل إضافي. ولا يتم تحديد ما إذا كانت هذه الطائرات هي مقاتلات لسلاح الجو يقودها طيارو الجيش أم طائرات بدون طيار.
وتذكر "هآرتس" أن طائرات إسرائيلية بدون طيار بدأت بالانتشار قبل نحو عقد من الزمن. وتضيف أن مجلة Aviation Week، نشرت تقريراً عام 2006 كشف عن أن جيش الاحتلال استخدم هذه الطائرات في حرب لبنان صيف 2006، وأنه تم تحديداً استخدام طائرات من طراز "هيرمس 450" في تنفيذ هجمات فعلية. ويشير تقرير الصحيفة إلى أن سلاح الجو البريطاني طوّر طائرات بدون طيار من طراز Watchkeeper في عام 2014، بالاستناد إلى تقنيات "هيرمس 450". وعندما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن بدء استخدام هذه الطائرات، نُشر في موقع وزارة الأمن الإسرائيلية، أنه على الرغم من أن الحديث ليس عن طائرات هجومية إلا أنه يمكن لبريطانيا لاحقاً أن تزود هذه الطائرات بالأسلحة والمقذوفات.
ومع مرور الوقت، تراكمت تقارير صحافية تؤكد استخدام الاحتلال لهذه الطائرات في عمليات هجومية. ورصدت وثائق "ويكيليكس" عام 2011، استعمال قوات الاحتلال لهذه الطائرات في اغتيال مسؤولين فلسطينيين في قطاع غزة. ونشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن قوات الاحتلال اغتالت قادة رفيعي المستوى في حركة حماس، بواسطة هذه الطائرات، بدءاً من الشهيد أحمد الجعبري، مع إطلاق عدوان "عمود السحاب" عام 2012. وأظهرت دراسة للباحث الفلسطيني، عاطف أبو سيف، نشرت نتائجه في "هآرتس" عام 2014، أن الاحتلال نفذ بواسطة هذه الطائرات في عدوان 2012 وعدوان "الجرف الصامد" عام 2014، أكثر من 100 هجوم، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 120 مدنياً فلسطينياً بينهم أكثر من 30 طفلاً.
اقــرأ أيضاً
وتعتبر وزارة الأمن الإسرائيلية، بحسب إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي، أن إسرائيل هي "دولة عظمى" في مجال الطائرات بدون طيار وأن هذا المجال "كبر وتطور في السنوات الأخيرة بسرعة فائقة وخلال وقت قصير، على أثر ازدياد المهمات وطبيعتها المركبة والشائكة، بدءاً من جمع المعلومات، ومساعدة القوات البرية والهجوم والدفاع وغيرها" وفق الإعلان الرسمي. وتوضح وزارة الأمن أن هذه الطائرات قادرة على التحليق والبقاء في الجو لوقت طويل مع قدرتها على حمل مئات الكيلوغرامات والوصول إلى أهداف بعيدة جداً.
وتلفت "هآرتس" إلى أن الإدارة الأميركية، التي تستخدم بشكل كبير الطائرات بدون طير لشن هجمات على أهداف في مختلف أنحاء العالم، تواجه انتقادات شديدة لاستعمال هذه الطائرات لتنفيذ عمليات إعدام ميداني بدون محاكمات. واضطرت الإدارة الأميركية إلى التقليل من استخدام هذه الطائرات، تحت ولاية الرئيس الحالي باراك أوباما. لكن البيت الأبيض أعلن في يوليو/تموز الماضي، أنه منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض عام 2009، نفذت الولايات المتحدة 473 هجوماً بواسطة طائرات بدون طيار، وقتلت ما بين 2300 إلى 2600 شخص، تصفهم واشنطن بأنهم إرهابيون. وقد عكس هذا الأمر حالة من عدم اليقين في كل ما يتعلق بعدد المدنيين الذين قتلوا في هذه الهجمات. وتقول الإدارة الأميركية إن عددهم يتراوح بين 64 إلى 116 مدنياً. ولا تشمل هذه المعطيات ضحايا الهجمات التي شنّتها الولايات المتحدة في كل من باكستان واليمن والصومال.
في المقابل، يؤكد التقرير أن إسرائيل ترفض بشكل مثابر ودائم التطرق إلى العمليات التي تنفذها بواسطة هذا النوع من الطائرات. كما تتكتم على طبيعة المهمات التي تستخدم فيها. ويحرص المسؤولون والعاملون في هذا القطاع في وزارة الأمن الإسرائيلية على اعتماد ضبابية وتكتم شديدين في كل ما يتعلق بهذا الأمر. ورفض جيش الاحتلال، هذا الأسبوع، طلب ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، بالكشف عن إجراءات استخدام هذا النوع من الطائرات في قطاع غزة والضفة الغربية عندما ينفذ الطيران الإسرائيلي الغارات الجوية هناك. وتستنكر وتشجب منظمات حقوق الإنسان كيف أن المتحدث بلسان جيش الاحتلال، يكتفي، عند تنفيذ مثل هذه الغارات، بتقديم معلومات جزئية ومحدودة تعلن فقط أن طائرات قامت بتنفيذ عملية ما، من دون أي تفصيل إضافي. ولا يتم تحديد ما إذا كانت هذه الطائرات هي مقاتلات لسلاح الجو يقودها طيارو الجيش أم طائرات بدون طيار.
ومع مرور الوقت، تراكمت تقارير صحافية تؤكد استخدام الاحتلال لهذه الطائرات في عمليات هجومية. ورصدت وثائق "ويكيليكس" عام 2011، استعمال قوات الاحتلال لهذه الطائرات في اغتيال مسؤولين فلسطينيين في قطاع غزة. ونشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن قوات الاحتلال اغتالت قادة رفيعي المستوى في حركة حماس، بواسطة هذه الطائرات، بدءاً من الشهيد أحمد الجعبري، مع إطلاق عدوان "عمود السحاب" عام 2012. وأظهرت دراسة للباحث الفلسطيني، عاطف أبو سيف، نشرت نتائجه في "هآرتس" عام 2014، أن الاحتلال نفذ بواسطة هذه الطائرات في عدوان 2012 وعدوان "الجرف الصامد" عام 2014، أكثر من 100 هجوم، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 120 مدنياً فلسطينياً بينهم أكثر من 30 طفلاً.