غوايدو يعرض "العفو" عن مادورو مقابل السلطة في فنزويلا... وروسيا مستعدة للوساطة

كراكاس

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
25 يناير 2019
79FEA6DF-FB17-411C-8584-8E9B817FACE2
+ الخط -
حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من "خروج الوضع عن نطاق السيطرة" في فنزويلا، بينما لم يستبعد رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه "رئيساً" مؤقتاً للبلاد، "إصدار عفو" عن الرئيس نيكولاس مادورو ليغادر السلطة.

وطالبت ميشيل باشيليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، بتحقيق مستقل في استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة في فنزويلا، مستشهدة بأنباء عن سقوط 20 قتيلاً، واحتجاز أكثر من 350 شخصاً، في احتجاجات هذا الأسبوع.

وأصدرت باشيليه، التي كانت يوماً رئيسة لدولة تشيلي، بياناً قالت فيه، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز": "أشعر بقلق بالغ من أن يخرج الوضع عن نطاق السيطرة سريعاً في فنزويلا، بما لذلك من تبعات كارثية".

وحثت الزعماء السياسيين على إجراء محادثات لنزع فتيل التوتر، بعدما أعلن غوايدو نفسه رئيساً مؤقتاً.   

والأربعاء، في ذكرى سقوط دكتاتورية ماركوس بيريز خيمينيس، في 1958، قال غوايدو، البالغ من العمر 35 عاماً، أمام حشد من أنصاره: "أقسم أن أتولى رسمياً صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا لإنهاء مصادرة (السلطة وتشكيل) حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة".

في المقابل، أكد الجيش، الخميس، دعمه الثابت لمادورو، ورفضه إعلان خوان غوايدو نفسه رئيساً. وقال وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو لوبيز، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس"، إنّ "الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن السيادة الوطنية".

واليوم، الجمعة، صرّح غوايدو، لأول مرة منذ إعلان نفسه رئيساً، في مقابلة مع قناة "يونفيجن" الأميركية، بأنّه لا يستبعد إصدار عفو عن الرئيس نيكولاس مادورو ليغادر السلطة.

ورداً على سؤال عن إمكانية إصدار عفو يشمل مادورو، قال غوايدو في مقابلة مع الشبكة الناطقة بالإسبانية أجريت عبر "سكايب" من مكان لم يكشف عنه في كراكاس، وفق ما أوردت "فرانس برس"، إنّه "خلال فترات انتقالية حدثت أمور من هذا النوع... لا يمكننا أن نستبعد أي شيء، لكن يجب علينا أن نكون حازمين في المستقبل، وقبل كل شيء معالجة الوضع الإنساني الملح".

ويتهم زعيم المعارضة الرئيس مادورو بأنّه مسؤول عن سقوط القتلى خلال التظاهرات ضد النظام التي سقط فيها 26 شخصاً، حسب المنظمة غير الحكومية "المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية".

وقال "يجب أن ننظر في ذلك (العفو). إنّه موظف لكنه للأسف ديكتاتور ومسؤول عن ضحايا الأمس في فنزويلا".

وكان البرلمان الفنزويلي، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد، قد وعد في 15 يناير/كانون الثاني، بإصدار "عفو" عن الجنود الذين لا يعترفون بحكومة مادورو.

وقال غوايدو إنّ "هذا العفو وهذه الضمانات مخصصة لجميع الأشخاص المستعدين للوقوف إلى جانب الدستور وإعادة النظام الدستوري".

مخرج لإجلاء مادورو

من جهته، اقترح نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو، الذي اعترفت بلاده بغوايدو رئيساً، إنشاء "ممر إجلاء" لإخراج مادورو من فنزويلا.

وقال موراو، في مقابلة مع صحيفة "غلوبونيوز": "ما زلت أعتقد أنّ مهمة البلاد هي تأمين مخرج لمادورو وشعبه. يجب أن يكون هناك ممر للإجلاء".

وأضاف "يجب أن نترك مكاناً لمادورو وعصابته للهرب، أن نتركه يرحل ويترك البلاد لتعيد إعمار نفسها بنفسها".

وطلبت واشنطن أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً، السبت، لمناقشة الوضع في فنزويلا، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية، الخميس، لـ"فرانس برس"، في حين أعلن مادورو إغلاق سفارة فنزويلا وقنصلياتها في الولايات المتّحدة الأميركية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أصدر بياناً اعتبر فيه مادورو رئيساً "غير شرعي"، وأنّ الجمعية الوطنية برئاسة غوايدو هي "الهيئة الشرعية الوحيدة لحكومة انتخبها الشعب الفنزويلي وفق الأصول".

روسيا تعرض الوساطة

واليوم، الجمعة، عرضت روسيا التوسط بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا "إذا اقتضت الضرورة"، وقالت إنّها "مستعدة للتعاون مع كل القوى السياسية التي تتحلّى بالمسؤولية".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مدير قسم أميركا اللاتينية في الخارجية الروسية ألكسندر شيتينين، عرض موسكو للوساطة.

وكانت روسيا قد أكدت دعمها للرئيس "الشرعي" مادورو، ودانت "اغتصاب السلطة" في فنزويلا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، إنّ مادورو هو "الرئيس الشرعي" لفنزويلا، وشجب "اغتصاب السلطة" من جانب المعارضة.

ألمانيا تدعو لانتخابات حرة

وفي أول موقف من برلين، قالت الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، إنّ على فنزويلا إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، أو إعلان غوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، بحسب ما أوردت "رويترز"، إنّ "مادورو لا يمكن أن يكون الزعيم الشرعي، لأنّ الانتخابات التي أسفرت عن إعادة انتخابه غير نزيهة".

فرنسا تدعم غوايدو

من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دعم بلاده الكامل لرئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، والذي عين نفسه "رئيسا انتقاليا" لبلاده، بدل الرئيس نيكولاس مادورو.

وجاء ذلك في تصريحات للصحافيين الجمعة، تطرق خلالها إلى آخر التطورات في فنزويلا.

وقال لودريان "نريد أن ندعم بشكل كامل الجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان) المنتخبة ديمقراطيا، ورئيسها (خوان غوايدو)"، مطالباً "بإجراء انتخابات في فنزويلا وسط أجواء ديمقراطية".

وتابع لودريان "ندعو بشدة نيكولاس مادورو للامتناع عن الضغط والعنف ضد المتظاهرين السلميين".

تركيا ترفض "محاولة الانقلاب"

في المقابل، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، عن رفض بلاده لما أسماها "محاولة الانقلاب" التي استهدفت مادورو.

وشدد أردوغان، في كلمة ألقاها، خلال اجتماع للتعريف بمرشحي حزب العدالة والتنمية لرئاسة البلديات في ولاية "أضروم" شرقي تركيا، على موقف بلاده الرافض لكل الانقلابات والانقلابيين في جميع أنحاء العالم.

وقال "نقف ضد كل الانقلابات والانقلابيين في جميع أنحاء العالم، ونرفض محاولة الانقلاب في فنزويلا".

وتابع أردوغان "لن نقف إلى جانب الانقلابيين أينما كان؛ وإن كنا نؤمن بالديمقراطية وندافع عنها، فينبغي احترام (ما تفرزه) صناديق الاقتراع".

وتولّى مادورو الحكم في 10 يناير/كانون الثاني الحالي، لولاية ثانية رفضتها المعارضة ولم تعترف بها واشنطن والاتحاد الأوروبي والعديد من دول أميركا اللاتينية.

وشكّلت احتجاجات الأربعاء أول تعبئة حاشدة منذ عام 2017. وأعلن غوايدو أنّ المعارضة تستعد لتنظيم مسيرة ضخمة في الأسبوع الأول من فبراير/شباط.

ذات صلة

الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
غوتيريس خلال المقابلة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رداً على إعلان إسرائيل أنه "شخص غير مرغوب فيه".
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.
الصورة
المرض في غزة

اقتصاد

مع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة عامها الأول، حولت آلة الحرب الإسرائيلية مناطق وأحياء سكنية كاملة إلى كومة من الركام بعد تدمير 75% من المباني.