غوتيريس: نواجه احتمال نشوب نزاع في الخليج والعالم لا يتحمل عواقبه

نيويورك

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
24 سبتمبر 2019
D7A1FC2B-B0FA-4FF8-BAEA-B85F86ED3BF3
+ الخط -
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الثلاثاء، من "احتمال نشوب نزاع مسلح في الخليج العربي، لا يمكن للعالم أن يتحمل عواقبه"، قائلاً إن "أي سوء تقدير بسيط يمكن أن يقود إلى مواجهة كبيرة".

وخلال كلمة افتتاحية لجلسات النقاش العام للدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور قادة وزعماء دول العالم، دعا غوتيريس قادة العالم إلى "القيام بكل ما هو ممكن للضغط من أجل التعقل وضبط النفس"، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول".

وأكد أن "الهجوم الأخير على منشآت النفط السعودية غير مقبول على الإطلاق"، لكنه حذّر في الوقت نفسه من تداعيات "مواجهة نزاع مسلح لا يمكن للعالم أن يتحمل عواقبه".

ويوم السبت قبل الماضي، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة "أرامكو"، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة، وهو ما تبنّته جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن.

واتهمت الولايات المتحدة الأميركية، على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، الأسبوع الماضي، إيران بالوقوف وراء الهجوم، مقابل نفي طهران لذلك.

وأعلنت الولايات المتحدة، السبت، أنها سترسل تعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج بطلب من السعودية والإمارات.

وفي ملف الأزمة السورية، قال الأمين العام إن "خطوة طويلة إلى الأمام اتخذت أمس (الاثنين) للخروج من المأساة في سورية، وتماشياً مع قرار مجلس الأمن 2254".

وأضاف: "كما أعلنت بالأمس، تم التوصل إلى اتفاق مع جميع الأطراف المعنية من أجل إنشاء لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة ومملوكة لسورية وبقيادة سورية".

وتابع: "غادر مبعوثي الخاص (غير بيدرسن) دمشق بعد الانتهاء من التفاصيل الأخيرة مع الحكومة والمعارضة، وتتطلّع الأمم المتحدة إلى عقد اللجنة في جنيف في الأسابيع المقبلة".

ترامب: "اعتراف متنامٍ" في الشرق الأوسط

وخلال كلمته أمام الجمعية العامة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن العقوبات على إيران لن ترفع وسيتم تشديدها ما دامت تواصل سلوكها الذي ينطوي على تهديدات، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

ودعا كل دول العالم إلى تشديد الخناق على الاقتصاد الإيراني، قائلاً إنه يجب ألا تساند أي دولة "تعطش إيران للدماء". وقال ترامب "جميع الدول عليها واجب التحرك... يجب ألا تساند أي حكومة مسؤولة تعطش إيران للدماء. والعقوبات لن ترفع طالما واصلت إيران سلوكها الذي ينطوي على تهديد. سيتم تشديد العقوبات".

وحذّر الرئيس الأميركي الصين من أن زمن "التجاوزات" التجارية ولّى، بينما دعاها لاحترام "أسلوب الحياة الديموقراطي" في هونغ كونغ.

وبخصوص الوضع في فنزويلا، قال ترامب في كلمته "أقول للشعب الفنزويلي الذي يعيش هذا الكابوس، اعلموا أن أميركا موحدة وراءكم. للولايات المتحدة مساعدة إنسانية كبيرة تقدمها وهي تراقب من كثب الوضع في فنزويلا. نترقب اليوم الذي يتم فيه إرساء الديموقراطية وتكون فنزويلا حرة".

كذلك اعتبر ترامب أن هناك "اعترافاً متنامياً" في الشرق الأوسط بشأن مكافحة الإرهاب وتعزيز الفرص الاقتصادية، داعياً بلدان المنطقة إلى إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل.

أردوغان يدعو لإجراء الإصلاحات

من جهته دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إجراء الإصلاحات في مجلس الأمن، قائلاً إن العالم أكبر من خمسة (الأعضاء الدائمين بالمجلس) وحان وقت تغيير قواعد النظام العالمي.
وأكد خلال كلمته أمام الجمعية العامة أن المجتمع الدولي لا يستطيع إيجاد حلول للقضايا التي تهدد مستقبله.

وبحسب ما أوردته وكالة "الأناضول" بعث الرئيس التركي برسائل تنشد السلام وتتمنى الرخاء للعالم بأسره، وجدد دعوته للحرية والسلام والعدالة ومستقبل آمن ومزدهر من أجل الجميع.

وقال أردوغان: "من غير المقبول أن يعيش جزء من العالم بمستويات عالية من الرفاهية والرخاء في وقت يحيا فيه جزء آخر في الجوع والبؤس والجهل". 

ولفت الرئيس التركي إلى أن المجتمع الدولي لا يستطيع إيجاد حلول للقضايا التي تهدد مستقبله، وأكد ضرورة إجراء الإصلاحات في مجلس الأمن.

وأعلن أردوغان ترشيح تركيا لفولكان بوزقر لرئاسة الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحول أسلحة الدمار الشامل قال أردوغان: "إما أن تمنع عن جميع الدول أو يسمح للجميع بحيازتها، لنحل هذه المشكلة بشكل عادل".

السيسي يراهن على الضغط الغربي في قضية سد النهضة

جاءت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمجتمع الدولي إلى التدخل في قضية سد النهضة الإثيوبي وفض الاشتباك السياسي والفني بين القاهرة وأديس أبابا، لتؤكد ما نشره "العربي الجديد" في 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، نقلاً عن مصادر دبلوماسية مصرية، من أن السيسي لم يعد أمامه الآن بعد فشل سياسته الشخصية في إدارة الموقف على "الحصول على تقارير فنية وعلمية متماسكة يمكن استخدامها في الترويج الدبلوماسي الذي تقوم به الخارجية المصرية حالياً لانتزاع تعاطف أوروبي وأميركي مع قضيتها، وللضغط على إثيوبيا لإبداء مزيدٍ من المرونة".

وقال السيسي اليوم خلال كلمته أمام الجمعية العامة في نيويورك إن "مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة، وقضية وجود، وهو ما يضع مسؤولية كبرى على المجتمع الدولي، للاضطلاع بدور بناء في حث جميع الأطراف على التحلي بالمرونة، سعياً للتوصل إلى اتفاق مرضٍ للجميع".

وتحدث السيسي بشكل تحذيري عن مغبة المضي قدماً في إنشاء سد النهضة بدون أخذ مخاوف مصر في الاعتبار قائلاً: "إن استمرار التعثر في المفاوضات حول سد النهضة، سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار، وكذا على التنمية في المنطقة عامة، وفي مصر خاصة، مع إقرارانا بحق إثيوبيا في التنمية".

وأعطى السيسي أعضاء الجمعية العمومية نبذة سريعة عن تطور المفاوضات بين الجانبين بقوله: "إن مصر سعت على مدار عقود إلى تعزيز وتعميق أواصر التعاون مع أشقائها من دول حوض النيل، التي ترتبط معهم بعلاقات أزلية، وتأكيداً لحرصها على رفعة شعوب حوض النيل الشقيقة، أعربت مصر عن تفهمها لشروع إثيوبيا في بناء سد النهضة، رغم عدم إجرائها لدراسات وافية حول آثار هذا المشروع الضخم، بما يراعى عدم الإضرار بالمصالح المائية لدولتي المصب ومنها مصر، بل وبادرت مصر بطرح إبرام اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة الموقع في الخرطوم في 23 مارس/ آذار 2015 ، والذي أطلق مفاوضات امتدت لأربع سنوات ، للتوصل لاتفاق يحكم عمليتي ملء وتشغيل السد، إلا أنه – ومع الأسف – لم تفض هذه المفاوضات إلى النتائج المرجوة".

ويعتبر حديث السيسي عن هذه القضية في الأمم المتحدة أكبر خطوة لترويج موقف مصر في هذه القضية على الصعيد الدولي، وذلك بعد أسبوعين من دعوة سفراء الدول الغربية إلى اجتماع مع مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية حمدي لوزا لإطلاعهم على موقف المفاوضات المتعثر، لكن تلك الدول لم تبد حتى الآن مواقف واضحة بشأن الضغط على أديس أبابا، علماً بأن لبعض الدول، مثل إيطاليا وفرنسا، مصالح مباشرة في استمرار العمل بوتيرة متسارعة في السدّ بمشاركة بعض مستثمريها، بينما تنظر دول أخرى إلى إثيوبيا كدولة واعدة بنظام سياسي حديث يمكن الرهان عليه والتعاون معه والاستثمار فيه.

ومن المقرر أن تستضيف الخرطوم جولة مباحثات قادمة نهاية الشهر الجاري بين أعضاء المجموعة العلمية للتباحث حول مشروع السد، ثم مباحثات يومي 4 و5 من الشهر المقبل بين وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا.

وفي الآونة الأخيرة، عبّرت مصر عن تفاقم مخاوفها بسبب عدم التوصل إلى حل بعد سنوات من التفاوض، واعترف الرئيس المصري خلال المؤتمر الثامن للشباب الذي عُقد يوم السبت الماضي بصعوبة الموقف، ملقياً باللائمة على ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 بأنها تسببت في إسراع إثيوبيا في إنشاء السد.

وكان السيسي قد صرّح مطلع عام 2018 بأنه "لم تكن هناك أزمة من الأساس حول سدّ النهضة"، بعد اجتماع في أديس أبابا. وخالف السيسي بذلك كل التصريحات الرسمية المصرية التي أبدى فيها المسؤولون قلقهم وغضبهم من انسداد المسار التفاوضي، وميل الخرطوم إلى مواقف أديس أبابا، وعدم مراعاتهما المخاوف المصرية من تفاقم الفقر المائي. لكن الحكومة المصرية عادت الشهر الماضي لتعرب عن مخاوفها من إطالة فترة التفاوض بحجة عدم الاستقرار السياسي في السودان.

ذات صلة

الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
غوتيريس خلال المقابلة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رداً على إعلان إسرائيل أنه "شخص غير مرغوب فيه".
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.
الصورة
المرض في غزة

اقتصاد

مع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة عامها الأول، حولت آلة الحرب الإسرائيلية مناطق وأحياء سكنية كاملة إلى كومة من الركام بعد تدمير 75% من المباني.