تشهد مناطق الشمال السوري ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حوادث السير، والتي يرجعها كثيرون إلى حالة الطرق السيئة، وفقدان البنية التحتية من إشارات مرورية، أو ضوابط السلامة، فضلاً عن قيادة الأطفال للسيارات والدراجات النارية، ما يخلف نتائج كارثية تتضمّن الوفيات والإصابات الناجمة عن تلك الحوادث.
وأصدر الدفاع المدني السوري، أمس السبت، بياناً أحصى فيه 6 حوادث سير في مناطق متفرقة في محافظتي إدلب وحلب، خلال 24 ساعة، تسببت بوفاة شخص وإصابة 11 آخرين، من بينهم 5 نساء وطفل، وقال البيان إن الحادث الذي راح ضحيته مواطن، وقع على الطريق الواصل بين مدينة إدلب ومعبر باب الهوى، كما أدى إلى إصابة رجل وامرأة بجروح، وشهد الطريق ذاته صباح السبت ثلاثة حوادث منفصلة أصيبت فيها امرأتان وطفل، في حين أدى انقلاب سيارة على الطريق الواصل بين بلدتي أورم الجوز والرامي إلى إصابة امرأتين بجروح متفاوتة، في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب.
وأكد البيان أنه في منتصف الليلة الماضية وقع حادث مروري في مدينة الباب بريف حلب، وخلف 3 مصابين بجروح متوسطة، في حين تم توثيق 78 حادثا مروريا خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، وكان السبب الرئيسي لغالبية هذه الحوادث يتمثل في سوء الطرق التي تعرضت لقصف من قبل النظام وروسيا، فضلا عن غياب القوانين المرورية، وقيادة الأطفال للسيارات والدراجات النارية.
وقال عامر السيد، من إدلب، لـ"العربي الجديد": "أضطر كثيرا للتنقل بسيارتي في مناطق الريف الشمالي، ودائما أحذر خلال التنقل في الليل، فلا خطوط سلامة على الطرق، أو صادات معدنية تمنع خروج السيارة عن الطريق، أما في ساعات النهار فلا ضوابط مرورية، أو جهة تنظم حركة السير، وهذا كله يتسبب بالحوادث والمشاكل على الطرق.
و
أضاف السيد: "عوامل الأمان والسلامة غائبة تماما عن الطرق التي تربط المخيمات والمدن ببعضها في شمالي إدلب، وأغلب الطرق لا تتسع سوى لسيارة واحدة، وفي بعض المناطق تكون الطرق متضررة بشكل كبير، وغالبا ما تقع الحوادث للأشخاص الذين لا يعرفون طبيعة الطرق".
ويشرح الناشط خضر العبيد لـ"العربي الجديد" أن السرعة العالية سبب رئيسي في الحوادث، ويقول: " أتنقل كثيرا بدراجتي النارية على طريق باب الهوى، والطريق بطبيعته مزدحم، والبعض يقود عليه بسرعة عالية، أما على الطرق الباقية، فإن الحفر سبب مباشر في الحوادث، فبالكاد يمكن تجنبها".
وتشهد محافظة إدلب زحاما سكانيا كثيفا، وكثير ممن يقودون السيارات لا يملكون رخص قيادة لأنه لا توجد جهة في إدلب تنظم استخراجها، والأمر مماثل في مناطق ريف حلب الشمالي، وهذا يسهم في رفع معدلات الحوادث المرورية في المنطقة.