البحرية الـ 3
كان الصمتُ باقة وردٍ
في حنجرتي
كانت أغنيةُ الشاطئ
نسمةَ قُبلتي وجفنَك المفتوح.
فوقَ المياه طائر الريح
كان مشوشاً، بين عُشّ مئات الأصوات.
فوق المياه،
كان الطائر مضطرباً.
صوتُ الرعدِ الرطب
والضوءُ، ضوءُ البرق الرطب
خَلقَ في الماء مرآةً
لها بروازٌ مشرقٌ من لهيب البحر.
نسمةُ القبلة و
جفنُك و
طائرُ الريح
تَحوّلَ كلُّها إلى النار والدخان.
كان الصمتُ باقة وردٍ
في حنجرتي.
الأشواق الـ 2
كان جرح العقرب الدقيق في داخلي
حين اكتملت الدائرةُ
تكررت عمارةُ الصحراء
مع رواية العقرب
كنتُ ممتزجاً بالحلم والعقرب
وكانت العقرب،
تبني على الصحراء
صحراء أخرى.
الأشواق الـ 3
حين هبّ الريح،
كانت أغنيةُ الرمل،
بوّاباً للأبواب المغلقة
خلف الأبواب المغلقة
أرسى الرمل
ونحن
تحدثنا عن الخبز والجريدة
عزلةُ العالم القديمة
تحولتْ إلى التنفّس في حركة رئاتنا،
في الصدور.
سجناءُ الرمل،
حين هبّ الريح
تحدّثوا عن الخبز والجريدة.
كم كان طعامُنا مُشْرِقاً!
الأشواق الـ 6
في الليل، في هروب الحصان الأسود
كان طابورٌ من الأشجار يتبقّى
في أربعة مَجَرّاتٍ للحدوات،
كان طابورٌ من الأشجار
يمرّ من دون صهيل
الوريدُ المقطوع، فتح فاهُ وسَفَكَ
الأفق الطويل،
الطويل
الطويل المتخثّر، الطويل المنصهر.
كانت امرأةٌ تشتعلُ
في احتكاكِ فخذيها
نجمةٌ ناضجةٌ تتقطّر في أعماقها
صوتٌ سألَ السرعةَ:
إلى أين؟
أين؟
أمّا الجوابُ
فكان مروراً
في هروب الحصان الأسود
كانت السرعة تمشي على قدميها
كانت السرعةُ طابورَ الأشجار
تبقّت.
الأشواق الـ 5
لأنني في السماء
نسجتُ من الشمس
غلافَ كتاب رحلتي.
في أزقةٍ ليست لها أذرع،
في أوقات عارية من المرأة،
احترقت مع الشمس.
أما صورةُ هذا الانكسار فكانت ثقيلة.
صورةُ هذا الانكسار، يا رحيم،
يا أرحم!
سوف يشوّش توازن المرآة العقلي.
استضفني في حديقة طفولتي!
فإنني من أعالي الصلاة
قد سقطت.
ـــ حين كان الصباحُ مسافة الكفّ والجفن ـــ
وكانت الصحراء مليئة بالفجر
بالأحاديث المشروطة
بالوقفات المتتالية
بيديّ
وهما تجمعان من وجه الصباح
الأشكالَ المريبة
المليئة بالتجاعيد والمؤامرة.
والآن زرقة السماء كلّها
تتدفّق في منديلي الرطب!
ومن الطرق التعيسة
جاءوا بعصافير الغروب إلى بيتي
العصافير العاطلة،
عصافير يوم العطلة..
الأشواق الـ 11
كان بيننا قلب يدقّ
دقّ قلب بيننا
حين أخرجونا
فجأة من تلك الغرفة الصغيرة الأليفة.
كانت حيطان السجن
تمشي في العَرْض
كي لا تبني زقاقاً
وراءَ النافذة،
بعد كلّ سعال للمارّ
كان يسقط سكينٌ من النجمة.
أما في الداخل،
في كلّ 24 ساعة
كان سوط
ينهض من الروزنامة
لم يكن قلب الحجارة الكبير ينبض
والورقُ،
لم يكن يسمع من خفقان قلبه صوتاً،
إلا في المطر.
ودّعتنا الروزنامةُ والسوط
والحيطانُ العريضة
من تلك الغرفة الصغيرة الأليفة
إلى 24 سعالاً
إلى 24 سكيناً.
الأشواق الـ 21
الريح والموج
الجناح والطيران
في همهمة الأصوات المتداخلة،
اختار رجلُ البحر فراشه
رفع أسوارَ الزوبعةِ عالياً
أسقط برجَ الموج
(اشتبك بيديه مع ضفائر الموج)
رفع على رأسه الأحشاء الثقيلة
الريح والموج
الجناح والطيران
* يد الله رؤيايي (1932)، شاعر إيراني، رائد أسلوب شعري يسمّى بـ"قصيدة الحجم".
الترجمة عن الفارسية سمية آقاجاني ويد الله ملايري
كان الصمتُ باقة وردٍ
في حنجرتي
كانت أغنيةُ الشاطئ
نسمةَ قُبلتي وجفنَك المفتوح.
فوقَ المياه طائر الريح
كان مشوشاً، بين عُشّ مئات الأصوات.
فوق المياه،
كان الطائر مضطرباً.
صوتُ الرعدِ الرطب
والضوءُ، ضوءُ البرق الرطب
خَلقَ في الماء مرآةً
لها بروازٌ مشرقٌ من لهيب البحر.
نسمةُ القبلة و
جفنُك و
طائرُ الريح
تَحوّلَ كلُّها إلى النار والدخان.
كان الصمتُ باقة وردٍ
في حنجرتي.
الأشواق الـ 2
كان جرح العقرب الدقيق في داخلي
حين اكتملت الدائرةُ
تكررت عمارةُ الصحراء
مع رواية العقرب
كنتُ ممتزجاً بالحلم والعقرب
وكانت العقرب،
تبني على الصحراء
صحراء أخرى.
الأشواق الـ 3
حين هبّ الريح،
كانت أغنيةُ الرمل،
بوّاباً للأبواب المغلقة
خلف الأبواب المغلقة
أرسى الرمل
ونحن
تحدثنا عن الخبز والجريدة
عزلةُ العالم القديمة
تحولتْ إلى التنفّس في حركة رئاتنا،
في الصدور.
سجناءُ الرمل،
حين هبّ الريح
تحدّثوا عن الخبز والجريدة.
كم كان طعامُنا مُشْرِقاً!
الأشواق الـ 6
في الليل، في هروب الحصان الأسود
كان طابورٌ من الأشجار يتبقّى
في أربعة مَجَرّاتٍ للحدوات،
كان طابورٌ من الأشجار
يمرّ من دون صهيل
الوريدُ المقطوع، فتح فاهُ وسَفَكَ
الأفق الطويل،
الطويل
الطويل المتخثّر، الطويل المنصهر.
كانت امرأةٌ تشتعلُ
في احتكاكِ فخذيها
نجمةٌ ناضجةٌ تتقطّر في أعماقها
صوتٌ سألَ السرعةَ:
إلى أين؟
أين؟
أمّا الجوابُ
فكان مروراً
في هروب الحصان الأسود
كانت السرعة تمشي على قدميها
كانت السرعةُ طابورَ الأشجار
تبقّت.
الأشواق الـ 5
لأنني في السماء
نسجتُ من الشمس
غلافَ كتاب رحلتي.
في أزقةٍ ليست لها أذرع،
في أوقات عارية من المرأة،
احترقت مع الشمس.
أما صورةُ هذا الانكسار فكانت ثقيلة.
صورةُ هذا الانكسار، يا رحيم،
يا أرحم!
سوف يشوّش توازن المرآة العقلي.
استضفني في حديقة طفولتي!
فإنني من أعالي الصلاة
قد سقطت.
ـــ حين كان الصباحُ مسافة الكفّ والجفن ـــ
وكانت الصحراء مليئة بالفجر
بالأحاديث المشروطة
بالوقفات المتتالية
بيديّ
وهما تجمعان من وجه الصباح
الأشكالَ المريبة
المليئة بالتجاعيد والمؤامرة.
والآن زرقة السماء كلّها
تتدفّق في منديلي الرطب!
ومن الطرق التعيسة
جاءوا بعصافير الغروب إلى بيتي
العصافير العاطلة،
عصافير يوم العطلة..
الأشواق الـ 11
كان بيننا قلب يدقّ
دقّ قلب بيننا
حين أخرجونا
فجأة من تلك الغرفة الصغيرة الأليفة.
كانت حيطان السجن
تمشي في العَرْض
كي لا تبني زقاقاً
وراءَ النافذة،
بعد كلّ سعال للمارّ
كان يسقط سكينٌ من النجمة.
أما في الداخل،
في كلّ 24 ساعة
كان سوط
ينهض من الروزنامة
لم يكن قلب الحجارة الكبير ينبض
والورقُ،
لم يكن يسمع من خفقان قلبه صوتاً،
إلا في المطر.
ودّعتنا الروزنامةُ والسوط
والحيطانُ العريضة
من تلك الغرفة الصغيرة الأليفة
إلى 24 سعالاً
إلى 24 سكيناً.
الأشواق الـ 21
الريح والموج
الجناح والطيران
في همهمة الأصوات المتداخلة،
اختار رجلُ البحر فراشه
رفع أسوارَ الزوبعةِ عالياً
أسقط برجَ الموج
(اشتبك بيديه مع ضفائر الموج)
رفع على رأسه الأحشاء الثقيلة
الريح والموج
الجناح والطيران
* يد الله رؤيايي (1932)، شاعر إيراني، رائد أسلوب شعري يسمّى بـ"قصيدة الحجم".
الترجمة عن الفارسية سمية آقاجاني ويد الله ملايري