بالعالي سورية
لكتب اسمك يا بلادي .....عالشمس الما بتغيب
لا مالي ولا ولادي....... على غيرك ما في حبيب
رغم زحمة الموت والدمار، وزحمة البراميل والانفجارات، إلا أن صوت حازم شريف قد علا على كل هذا، ومن بين ياسمينتَين، وزعتر، وزيتون، ونخلة سعودية، أطل، وربما زرع بسمة على وجه طفلة، كانت الكهرباء تضنّ عليها بضوء، لكن محبوب العرب استطاع أن يجعل النور يدوم، فالنظام السوري لم يقطع الكهرباء الليلة في كثير من المناطق السورية، لا لشيء، فقط يريد أن يقطف فرح من لم يصنعه هو، فحازم شريف موهبة صقلها هو، واستطاع أن يكون محبوب العرب.
حازم بصوته الذي سكن قلوب العرب جميعاً، وقلبي كفلسطينية، استطاع أن يكون مساحة من أمل. وأن يؤكد ما غنى يوماً محمد منير: لسه الأغاني ممكنة.
هو من أخبرني اليوم بفوزه، أنا وأمثالي الكثر، ممن نعيش الكارثة السورية، أن ثمة مقاماً حلبياً لم يغنَّ بعد، وثمة شاميات تنتظر ربيعاً قادماً ليزهر ياسمينها.
وصوت موغل في دمشق يقول:
يا طيرة طيري يا حمامة......طيري من دمر للهامة.
أبحث عن الحمام في ساحة أمام الجامع الأموي، فجأة يطير الحمام فزعاً، يتوه عن الدرب إلى دمر والهامة.
كذلك صفصاف بردى، لم يبق منه سوى أوراق حمراء.
لا شيء في سماء دمشق غير صوت الطائرات والقذائف.
وفي جنوب دمشق، في مخيم اسمه اليرموك، ثمة مئات خمسة من الجوع.
إلا أن فرحاً انسرب إلينا، أمطره حازم شريف من كل الازدحام للحفر، رشرشه على أيدينا التي جفت من الهم.
من عبق الزعتر والميرمية، إلى سراديب قلعة حلب، من رام الله والقدس، وحيفا ويافا والخليل، إلى الغاب وحمص وشارع صلاح الدين في حلب الذي احتضن أولى خطوات مازن، لسوريتي الحب من فلسطينيتي الهوية، نقول لمحبوب العرب حازم: كن كما تليق بك سورية، عروبياً بحق، وبسمة على وجه طفل من حلب، رغيف خبز لفلسطيني في اليرموك. وحدتنا كما لم توحدنا السياسة.