كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية أنّ أطول علاج لفيروس كورونا المستجد في البلاد تلقّته مريضة مغربية أمضت أكثر من مائة يوم موصولةً بجهاز التنفس تقاتل لتبقى على قيد الحياة.
تحكي الصحيفة البريطانية أن فاطمة بريدل (35 عاماً) مرضت بعد عودتها من المغرب. وأمضت 105 أيام على جهاز التنفس تقاتل الفيروس والالتهاب الرئوي دفعة واحدة.
وتعتقد بريدل، وزوجها تريسي (56 عاماً)، أنهما أصيبا بالعدوى بعد عودتهما من المغرب. وكانت فاطمة بالكاد قادرة على التنفس في غضون أيام، وأكد مسعفون أنها مصابة بالفيروس وتم نقلها إلى المستشفى في 12 مارس/آذار.
بعد ستة أيام دخلت العناية المركزة. وقال تريسي: "مع بداية الأسبوع الثاني قيل لي إنها كانت في وضع حرج. قالت ممرضة إنها تقاتل من أجل الحياة. ثم أخبروني أنها مصابة بالالتهاب الرئوي أيضاً"، "كانوا يضعونها على أجهزة التنفس ويحولونها مثل الدجاج المشوي في محاولة لجعلها تستجيب للعلاج".
يتابع الزوج: "لقد شاهدت الكثير من التقارير حول الفيروس في هذه المرحلة وحالتها كانت تقتلني. لُمت نفسي لأنني كنت مريضاً أولاً وشعرت أنني نقلت إليها العدوى".
بحلول 24 مارس/آذار، تم إبلاغ تريسي بأن فاطمة لم تستجب للمضادات الحيوية. يعلق تريسي: "كانت في غيبوبة لمدة 40 يوماً، واعتقدت أنني أفقدها. كنت أصلي ولكن كل إبريل/نيسان كان مروعاً... كنت أشعر بالجنون، وأبكي طوال الوقت".
نهاية الشهر قال مسعفون إن فاطمة لم تعد مصابة بكوفيد، على الرغم من أنها لا تزال تحارب الالتهاب الرئوي. بحلول منتصف مايو/أيار، كانت قد تمكنت من أن تتمتم كلماتها الأولى.
قال زوجها: "كانت كلماتها الأولى هي أريد أن أتحدث إلى تريسي. لم تكن تعرف ما حدث أو تدرك كم مضى من الوقت على وجودها في المستشفى".
الطريق كان صعباً، عانت فاطمة من انهيار الرئتين ولم تستعد كامل طاقتهما. بينما كانت تتعافى ببطء تمكنت فاطمة من التنفس بنسبة 10 إلى 20 في المائة من سعة الرئة.
في البداية كانت بالكاد تتحرك وتتحدث بشكل ضعيف. سُمح لها في النهاية بالاتصال بتريسي، الذي علّق: "عندما اتصلت ظننت أنهم سمحوا لها بالتحدث إلي لتوديعي. كنت في حالة ذهول.
غسل الأطباء رئتها بمحلول ملحي، زاد طاقة رئتها إلى 40 في المائة. وهي الآن تعمل بنسبة 70 في المائة.
تم نقل فاطمة إلى عنبر عام قبل أسبوعين ويمكن أن تتنفس من دون أجهزة. وانتقلت منذ ذلك الحين إلى مستشفى آخر لإعادة التأهيل.
أخبر أطباء الرئة ذوي الخبرة الزوج بأنهم لم يروا مثل هذا التعافي ووصفوه بالمعجزة. خصوصاً وأنها عانت كذلك من مشاكل في الانتنان صعب عملية الشفاء.
تقول فاطمة للصحيفة "إنهم مذهلون، أود أن أشكر كل الأطباء والممرضات الذين أعطوني فرصة لحياة جديدة. انا سعيدة بوجودي هنا".
الآن عادت إليها الحياة وتأمل أن تعود إلى منزلها في غضون أسابيع وأن تلتقي بزوجها تريسي، الذي أصيب أيضاً بالمرض ولم يرها شخصياً منذ دخولها المستشفى.
واعتبر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أن تعافي فاطمة شهادة على قوة خدمة الصحة البريطانية، مضيفاً: "أنا سعيد للغاية بهذه الأخبار".
وأضاف خبير الأمراض المعدية، بهارات بانكانيا: "من الرائع أن هذه السيدة على قيد الحياة وقد تلقت مثل هذه الرعاية العظيمة".
بينما قال تريسي: "إنها معجزة طبية. أن تكون على جهاز تنفس لفترة طويلة وتبقى أمر غير عادي. لا أستطيع الانتظار لرؤيتها مرة أخرى".