حذر رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، من تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ليبيا واعتبر أن "ليبيا هي الملف الكبير الذي سيحتل الصدارة في الشهور القادمة"، مسجلاً أن ما يحدث في ليبيا حالياً "يعكس قدرة الإرهاب على التكيف والتأقلم باستمرار".
وقال فالس "هناك، اليوم، مقاتلون من سورية والعراق ينتقلون إلى ليبيا"، مؤكداً أن الخطر الإرهابي مرشح للتطور بسبب الأوضاع المتردية سياسياً وأمنياً في ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي.
كما اعتبر أن المشكل لا يكمن في مساهمة فرنسا في التدخل العسكري الذي أطاح بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011، بل "بعدم مواكبة انهيار هذا النظام" في إشارة إلى الفوضى السياسية والأمنية التي استفحلت في ليبيا، منذ انهيار النظام السابق، واستفادة تنظيم "داعش" من ذلك، وتأخر تشكيل حكومة وفاق وطني بين الفرقاء الليبيين.
وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي، بعد التقدم الكبير الذي حققه التنظيم المتطرف في مدينة "سيرت" الليبية، التي تحولت إلى ثالث مدينة عربية يسيطر عليها تنظيم "داعش" بعد الموصل في العراق والرقة في سورية.
وكان وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، صرح في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أنه "ينبغي التوصل إلى اتفاق ليبي بين الطرفين المتحاربين وإلا فإن ذلك سيؤدي الى انتصار "داعش""، مشيراً إلى أن "الوضع يتطلب تحركاً عاجلاً أن "داعش" يسيطر على أراض انطلاقاً من سيرت ويعمل على التوجه إلى حقول النفط".
وكان رئيس الوزراء الإيطالي، ماتي رنزي، قد حذّر بدوره، الأربعاء الماضي، من أن "الأوضاع في ليبيا تحتم على الغرب أن يضعها في قائمة أولوياته الرئيسية" بسبب التقدم الذي يحققه "داعش" في مدينة سيرت.