وتحاول الفنانة الطفلة (13 عامًا)، كسر القوالب النمطية للفنون التشكيلية، عبر صناعة عدد من المجسمات الفنية، واللوحات الفنية المجسمة، وتجسيد الورد، بمختلف ألوانه وأشكاله ورقياً، بدلاً عن رسمه بالريشة والألوان التقليدية.
وترغب الفنانة الصغيرة بالتميز عن أقرانها، عبر ما تقدمه ضمن "فن أوريغامي"، وورق الكريب والكويلينج، والذي تحول فيه الأوراق الملونة إلى لوحات فنية، بينما تقوم بتشكيل مختلف أنواع الورود بألوانها الزاهية والطبيعية. ويختص فن "أوريغامي" بطي الورق ويرتبط بالثقافة اليابانية، فيما يطلق مصطلح "أوريغامي" الشامل على جميع ممارسات الطي، بهدف تحويل ورقة مسطحة إلى الشكل النهائي من خلال تقنيات النحت والطي.
ولا يشجع ممارسو هذا الفن قص أو لصق الأوراق، أو إضافة أي علامات إليها، بهدف إظهار القدرة على الطي بطريقة فنية.
وتحول الفنانة ابنة الربيع الثالث عشر، غرفة نومها، إلى معمل صغير، يضم أدوات العمل، ومختلف لوحاتها التشكيلية، وباقات الزهور التي قامت بصنعها بشغف، على أمل ايجاد مساحة خاصة لها، تعبر من خلالها عن ذاتها، وعن فنها.
وبدأت رحلة الفتاة لينا جبر مع الأوراق الملونة منذ خمس سنوات، وفق قولها لـ "العربي الجديد"، حين جذبتها أوراق "الكويلينج" الملونة، وأرادت دمج موهبتها في الرسم، وعشقها للألوان، وتطبيقها، من خلال مجسمات فنية، وورود ملونة.
فضول الفتاة لمعرفة التفاصيل حول الأوراق الملونة، وطريقة صنعها، بعد أن بقيت تلك الأوراق حبيسة خزانتها لمدة ستة أشهر، دفعها إلى البحث عبر الإنترنت، ومتابعة بعض المواقع، المعنية بتعليم الفنون التشكيلية، وهو ما أعانها على تطوير أدائها، ومحاولة التميز فيه. وصنعت لينا في البداية، لوحة صغيرة، على هيئة رأس قلب، يضم داخله مجموعة من اللفافات الورقية الصغيرة والملونة، وطورته فيما بعد لتضعه داخل لوحة فنية ملونة من الأطراف، علاوة على صنعها عدداً من الورود الكبيرة والصغيرة، والأشجار المزهرة.
وتُخصِص لينا مهام مختلفة لكل صنف من أصناف الأوراق، إذ تصنع من أوراق الأوريغامي – وهو ورق سميك وملون – المجسمات الجامدة، والتي تحتاج إلى انحناءات هندسية حادة، بينما تصنع من أوراق الكريب - أو الكريشة - الملونة، الورود والدمى الصغيرة، وتصنع من ورق "الكويلينج" المطواع، عدداً من الأشكال الفنية، ومنها رسم الورد، تجسيد الشخصيات. وعن خطوات تجهيز أي عمل، تقوم جبر بتخطيط اللوحة، وتحديد الهيكل والإطار، ومن ثم تبدأ بالتنفيذ، عبر تجهيز لفافات الأوراق، وطيها، وتصفيفها بطريقة متناسقة، فيما تقوم بتجهيز القطع المتناسقة لصناعة شتل الورد.
وتواجه هواية فنانة الورق، عدداً من الإشكاليات، وأبرزها عدم وجود أماكن مخصصة لتعليم هذا الفن، وعدم توافر أصناف معينة من الأوراق التي تعينها على الإنجاز بطريقة أسرع وأسهل، إلا أنها تحاول إيجاد البدائل اللازمة، على الرغم من الجهد والوقت الإضافيين.
وتعمل جبر على ترجمة هوايتها إلى مشروع صغير، تروج له عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.