نفى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال المحيسن قيام الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، ببذل مساعي وساطة للتوصل إلى اتفاق "مكة 2" بين حركتي "فتح" و"حماس"، بمساندة المملكة العربية السعودية".
وقال المحيسن في تصريحات لـ "العربي الجديد" هذا الكلام "عار عن الصحة، لا يوجد أي وساطات بين"فتح" و"حماس" يقوم بها كارتر".
وأضاف مصدر الوكالة الذي رفض ذكر هويته أن كارتر التقى أخيراً مسؤولين سعوديين بارزين، وطلب منهم التدخل لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وهو ما قوبل بالترحاب من قبل الرياض.
وأضاف المصدر "القيادة السعودية أبدت استعدادها للوساطة بين الحركتين والتوصل لاتفاق (مكة 2)".
وتم التوصل إلى "اتفاق مكة" بين حركتي فتح وحماس برعاية العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز في 8 فبراير/شباط 2007، وأسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه سرعان ما انهار بعد أشهر عدة إثر عودة الاشتباكات المسلحة التي انتهت بسيطرة حركة حماس على القطاع.
وكشف مصدر الأناضول أن الرئيس الأميركي الأسبق، زار العاصمة القطرية مؤخراً، والتقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وحصل منه على تأكيد بجدية الحركة في تحقيق المصالحة.
وأشار مصدر الوكالة إلى أن كارتر سيزور قطاع غزة الخميس المقبل، للقاء قادة حركة حماس وإجراء مباحثات معهم حول القضية.
اقرأ أيضاً: "حماس" لعباس: شرعيتك منتهية وفق القانون الفلسطيني
وقالت الوكالة إنه لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الجانب السعودي أو الرئيس الأسبق على ما ذكره المصدر.
لكن مصدرا مقربا من الرئاسة الفلسطينية نفى لـ "العربي الجديد" أن تتضمن زيارة كارتر أي وساطات بين "فتح" و"حماس" بطلب من السعودية".
وتابع المصدر لـ "العربي الجديد" قوله "الرئاسة الفلسطينية تفهم زيارة كارتر لقطاع غزة في سياق إنساني، حيث أبدى الرجل تعاطفه مع قطاع غزة وضد العدوان الإسرائيلي أكثر من مرة، وتربطه علاقة مع قيادات الفصائل الفلسطينية، وتحديدا حركة"حماس" حيث أشرف كارتر على الانتخابات التشريعية عام 2006".
وقال "المملكة العربية السعودية لا تحتاج إلى وسيط أميركي للحديث مع حركة "حماس"، فهناك علاقة إستراتيجية تربط "حماس" بدولة قطر، وتستطيع قطر أن تقوم بهذه الجهود".
وأضاف: "تواصل حركة حماس مع مؤسسات أميركية على نمط "مجموعة الحكماء الدولية" التي يمثلها كارتر أمر ليس جديدا على الحركة".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ذكرت على موقعها الإلكتروني أن كارتر ورئيس الوزراء النرويجي الأسبق غرو برونتلاند، سيصلان معاً الخميس المقبل إلى غزة في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
وكشفت أن الحكومة الإسرائيلية سترفض استقباله نظراً لمواقفه المساندة للفلسطينيين وإقامته علاقات مع قادة حركة حماس.
وينتقد كارتر كثيراً سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وكان قد صرح أثناء الحرب الأخيرة على غزة العام الماضي أنه "لا يوجد مبرر في العالم لما تقوم به إسرائيل".
ولا تزال المصالحة الفلسطينية متعثرة، رغم مرور عام كامل على التوصل لاتفاق "الشاطئ" الذي وُقع في 23 إبريل/نيسان 2014، في منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة.
اقرأ أيضاً: "ظاهرة" دحلان تحاصر "فتح" و"حماس"