فراس خوري: لهذه الأسباب يضحك الجوكر

29 يونيو 2015
هيث ليدغير بدور الجوكر في "فارس الظلام"، 2008
+ الخط -

"لماذا ما زال الجوكر يضحك؟" ورشة تتناول موضوع "التّناقضات في السينما" يقدّمها السينمائي الفلسطيني فراس خوري بالتعاون مع "جمعية الثقافة العربية" في حيفا يوم الجمعة المقبل، الثالث من تمّوز/ يوليو. الورشة هي استمرارية لورشات سابقة قدّمها خوري مخصّصة للسّينمائيّين ولغير السّينمائيّين من عشّاق الفن السابع.

يقول خوري: "لقد قدّمت في السابق ورشة عن اللغة السينمائيّة؛ أي شرح الاختيارات الفنيّة التي يتّخذها المخرج أو المخرجة لإيصال الرسالة إلى المتلقّي/المتفرّج، فالسينما، في نهاية المطاف، مثل أي وسيط أو ميديا مرئيّة تحاول، وبكل بساطة، أن توصل رسالة ما إلى متلقٍّ ما".

أما عن ورشة "التّناقضات في السينما"، فيقول: "سبق وقدّمتها عدّة مرّات في تونس والأردن. وهي معدّة لمن يحبّون مشاهدة الأفلام، ومعنيّون بمعرفة الدّوافع والأسباب التي بسببها يتّخذ المخرجون قرارات فنيّة مختلفة في الأفلام، والتي قد لا تبدو منطقيّة للوهلة الأولى، ولكنّها تخدم الحبكة الدّراميّة في الفيلم وتبرز تباينات وتناقضات الشخصيّات المختلفة في الفيلم. هذه القرارات هي التي تميّز بين الأفلام العاديّة والأفلام الخالدة التي يحبّها ويتذكّرها المشاهدون عبر الوقت ومن جيل إلى جيل".

ويرى خوري أن الثقافة السينمائية تضاعف متعة المشاهدة: "كلّما كان المشاهد مثّقفًا أكثر سينمائيًا ويفهم بعض من الاختيارات الفنيّة، عندها سيتمتّع أكثر بمشاهدة الأفلام".

ويضيف: "لا نستطيع من المشاهدة الأولى أن نحدّد وأن نفهم سبب تأثير فيلم ما علينا أكثر من غيره، وما هي المركّبات السّينمائيّة التي تصبّ في لا وعينا. ككل مجالات الثّقافة والفنون. ولا يهم هنا إذا كانت الفنون ذات مستوى رفيع أم لا، على المشاهد أن يكون على درايةٍ ما بالمادّة التي يشاهدها ليعرف كيفيّة نقدها و/أو تقييمها كما يجب، والسّينما في هذه الحالة ليست مختلفة عن باقي المجالات الفنيّة. برأيي، كلّما كان المشاهد مثّقفًا أكثر سينمائيًا ويفهم بعض من الاختيارات الفنيّة، عندها سيتمتّع أكثر من مشاهدة الأفلام، وخصوصًا الأفلام الجيّدة".

ويوضح السينمائي الفلسطيني المقيم في حيفا: "رفع منسوب التّناقضات في مكوّنات الشّخصيّة، سيفضي دائمًا إلى توضيح الصّفة المركزيّة لها، لا العكس"، ويمثّل على ذلك بفيلم "باتمان":

"الجوكر هو شخصية "الشّرير"، وهو يوصف عادةً كإنسان كثير الضّحك، وقد رسم ابتسامةً دائمةً على وجهه. في الأفلام، كلما كانت شخصية الشّرير بشوشة و/أو رائقة أكثر، سيؤدّي ذلك إلى إبراز وتوضيح الرّعب الذي توقعه في النفوس. رفع منسوب التّناقضات في مكوّنات الشّخصيّة، سيفضي دائمًا إلى توضيح الصّفة المركزيّة للشّخصيّة، لا العكس، وسيجعل من الشّخصيّة أخّاذة أكثر".

وبرأي صاحب فيلم "صفّير"، الذي يعمل حالياً على فيلمه الروائي الثاني، فإن التعقيد والتباين هما جزء من خلطة المتعة في الفيلم: "كلّما رفع المخرج من منسوب التّباين بين العوامل المركّبة للفيلم أو بين رغبات الشّخصيّات إلى درجة التّناقض، سيصبح الفيلم مركّباً أكثر وبالتالي ممتعاً أكثر. هذه ليست معادلة دقيقة، فنحن نتكلم عن فنّ، والفنّ يحتاج إلى موهبة وإحساس وثقافة، وهذه الفكرة هي ما سأقوم بالتعمق بها خلال الورشة. لا أدري إن كان ذلك مطابقًا لسلوكيات البشر في الحياة الواقعيّة، ولكنّها بالتّأكيد نقطة تستحق الوقوف عندها".

 

مقالات لفراس خوري في العربي الجديد

محاولة قراءة في سينما داعش
الفيلم الفلسطيني.. في قبضة السوق والممول

المساهمون