10 نوفمبر 2018
فرقة سيسي عطا الله للصحافة
يونس كحال (المغرب)
لعل من حسنات تنصيب عبد الفتاح السيسي على قمة الحكم في مصر ظهور نوع جديد من الصحافة الجديدة التي لا تستحي أن تقول أي شيء، وكل شيء، في سبيل أن ترضي السيسي والجيش الحاكم معه، أشخاص أمعنوا في إذلال هذه المهنة النبيلة، وجعلوا منها مكانا لا يليق بها ولا بمصر العظيمة. نعم كانت هناك صحافة ولا زالت في جميع الدول تطبل للحاكم وتزمّر له، لكن صحافة بالشكل الذي نشاهده على القنوات المصرية اليوم لم نشاهد مثلها من قبل، ولا شك أنها مدرسة جديدة في عالم الصحافة، أسسها هؤلاء الذين سيتذكرهم بها جميع الناس، لأنها أصبحت مسخرة الجميع.
لم تعرف الصحافة المصرية هذا الانحطاط في عهد الرؤساء السابقين، نعم كان هناك تطبيل، لكن يكن بهذه الحدة وهذا الإسفاف بذوق المتلقي، لم تكن هناك قنوات تتناسل بهذه الكثرة، ولم يكن مقدمو البرامج بهذا السخف والمسخرة، لن أتحدث عن آخر التسريبات بين الجيش والمذيعين الذين يتلقون الأوامر مباشرة، وينفذونها كأنهم أحد أفراده، فهذا طبيعي، ويظهر لأي متابع حتى بدون تسريبات، لكنني سأتحدث عن المواضيع التي يتناولها أولئك الدمى، ولا يجدون حرجا بالتفوه بها أمام مشاهديهم، كمية كبيرة من الكذب والتضليل والتأليه للسيسي، تضرّه أكثر مما تخدم مصالحه، علماء الدين يصورونه رسولا والصحفيون يجملون صورته بمكياج الكذب والبهتان، حتى أصبح يشكل، هو وفئة الصحافيين التي تطبّل له، مادة دسمة للسخرية، والغريب أنه لا أحد في استطاعته أن يقول للسيسي، وفرقة عطا الله التي تتبعه، إن ما تقوم به شكّل حالة فريدة لم يسبق للصحافة في أي بلد أن قامت به، مهما كان حاكمها، حتى لو كان أكثر ديكتاتورية مما يتصورها العقل.
ما نشاهده الآن في أم الدينا هو تجبّر سيساوي على الساحة السياسية، بحيث أصبح لاعبا بدون أي منافس، ومن يقترب من كرسي الرئاسة فالتهم جاهزة، ومن ورائه كتيبة من الصحفيين الذين لا يمتنعون عن سب أي كان، وقول أي شيء، وتمثيل أي دور رخيص في سبيل من ينال رضا القائد أكثر، شعارهم: أنا أطبل فأنا مع الريس.
لا يخجل بعض الصحفيين من قول كلام لا يصدقه العقل، لا يخجلون حينما يبدلون مواقفهم من حسني مبارك إلى محمد مرسي إلى السيسي، ولا يرف لهم جفن، وهم يعلمون أن التسجيلات التي توّثق مواقفهم القديمة موجودة، بل ومتداولة في اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من ذلك كله، لديهم من القوة والبجاحة أن يطلوا على المشاهدين بمدح السيسي وسب ما عداه، بل انتقلت هذه الظاهرة الغريبة إلى الفنانين والمثقفين وغيرهم، أين من كان يقول في عهد الإخوان المسلمين إن الديمقراطية هي الحل، بل أين هي الديمقراطية؟ أين هي البرامج الساخرة من مرسي وغيره؟ بل أين صاحب البرنامج باسم يوسف؟ ولماذا لم يقم بأي برنامج آخر ينتقد فيه السياسة المصرية الحالية، وهو الآن في الولايات المتحدة الأميركية، ويمكنه أن يقوم بذلك، أين هي الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي تنتقد الزعيم وتتحدث عن أحوال المصريين؟ لماذا اختفى كل شيء جميل في مصر عدا البرامج التي تمجد السيسي، والعرافون الذين يتنبؤون بمستقبل زاهر له، وعلماء دين يحلون له ما حرّم على غيره، أين هي مصر التي نعرف؟ أين الممثلون الذين عشنا معهم سنوات عبر مسرحيات ومسلسلات وأفلام؟ لماذا نراهم واجمون وعندما يتحدثون عن السيسي لا نلمس الصدق في حديثهم؟
من سرق مصر من المصرييين؟ من سرقها من محيطها؟ أين هم صحافيوها الحقيقيون؟ أين خفة دم شعبها؟ أين مقدراتها الاقتصادية؟ أين هي ابتسامتها؟ لا يجبني أحد، فكلنا نعرف من سرق مصر، ومن سرق الضحكة منها، لكن المؤكد أن فرقة السيسي عطا الله ما عادت تطرب أحدا.
لم تعرف الصحافة المصرية هذا الانحطاط في عهد الرؤساء السابقين، نعم كان هناك تطبيل، لكن يكن بهذه الحدة وهذا الإسفاف بذوق المتلقي، لم تكن هناك قنوات تتناسل بهذه الكثرة، ولم يكن مقدمو البرامج بهذا السخف والمسخرة، لن أتحدث عن آخر التسريبات بين الجيش والمذيعين الذين يتلقون الأوامر مباشرة، وينفذونها كأنهم أحد أفراده، فهذا طبيعي، ويظهر لأي متابع حتى بدون تسريبات، لكنني سأتحدث عن المواضيع التي يتناولها أولئك الدمى، ولا يجدون حرجا بالتفوه بها أمام مشاهديهم، كمية كبيرة من الكذب والتضليل والتأليه للسيسي، تضرّه أكثر مما تخدم مصالحه، علماء الدين يصورونه رسولا والصحفيون يجملون صورته بمكياج الكذب والبهتان، حتى أصبح يشكل، هو وفئة الصحافيين التي تطبّل له، مادة دسمة للسخرية، والغريب أنه لا أحد في استطاعته أن يقول للسيسي، وفرقة عطا الله التي تتبعه، إن ما تقوم به شكّل حالة فريدة لم يسبق للصحافة في أي بلد أن قامت به، مهما كان حاكمها، حتى لو كان أكثر ديكتاتورية مما يتصورها العقل.
ما نشاهده الآن في أم الدينا هو تجبّر سيساوي على الساحة السياسية، بحيث أصبح لاعبا بدون أي منافس، ومن يقترب من كرسي الرئاسة فالتهم جاهزة، ومن ورائه كتيبة من الصحفيين الذين لا يمتنعون عن سب أي كان، وقول أي شيء، وتمثيل أي دور رخيص في سبيل من ينال رضا القائد أكثر، شعارهم: أنا أطبل فأنا مع الريس.
لا يخجل بعض الصحفيين من قول كلام لا يصدقه العقل، لا يخجلون حينما يبدلون مواقفهم من حسني مبارك إلى محمد مرسي إلى السيسي، ولا يرف لهم جفن، وهم يعلمون أن التسجيلات التي توّثق مواقفهم القديمة موجودة، بل ومتداولة في اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من ذلك كله، لديهم من القوة والبجاحة أن يطلوا على المشاهدين بمدح السيسي وسب ما عداه، بل انتقلت هذه الظاهرة الغريبة إلى الفنانين والمثقفين وغيرهم، أين من كان يقول في عهد الإخوان المسلمين إن الديمقراطية هي الحل، بل أين هي الديمقراطية؟ أين هي البرامج الساخرة من مرسي وغيره؟ بل أين صاحب البرنامج باسم يوسف؟ ولماذا لم يقم بأي برنامج آخر ينتقد فيه السياسة المصرية الحالية، وهو الآن في الولايات المتحدة الأميركية، ويمكنه أن يقوم بذلك، أين هي الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي تنتقد الزعيم وتتحدث عن أحوال المصريين؟ لماذا اختفى كل شيء جميل في مصر عدا البرامج التي تمجد السيسي، والعرافون الذين يتنبؤون بمستقبل زاهر له، وعلماء دين يحلون له ما حرّم على غيره، أين هي مصر التي نعرف؟ أين الممثلون الذين عشنا معهم سنوات عبر مسرحيات ومسلسلات وأفلام؟ لماذا نراهم واجمون وعندما يتحدثون عن السيسي لا نلمس الصدق في حديثهم؟
من سرق مصر من المصرييين؟ من سرقها من محيطها؟ أين هم صحافيوها الحقيقيون؟ أين خفة دم شعبها؟ أين مقدراتها الاقتصادية؟ أين هي ابتسامتها؟ لا يجبني أحد، فكلنا نعرف من سرق مصر، ومن سرق الضحكة منها، لكن المؤكد أن فرقة السيسي عطا الله ما عادت تطرب أحدا.
مقالات أخرى
09 نوفمبر 2017
29 أكتوبر 2017
07 سبتمبر 2016